الكتاتني مجتمعا مع المسؤولين الأميركيين

عقد مسؤولان أميركيان اجتماعا مع الدكتور سعد الكتاتني الأمين العام لحزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، وبحث الطرفان عدة مواضيع على رأسها الاتفاقيات الدولية وحقوق الإنسان والمرأة.


فيما وصف بأنه محاولة أميركية للتواصل مع جماعة الإخوان المسلمين، باعتبارها التيار السياسي الأقوى والأوفر حظاً في الوصول للسلطة بعد الثورة، قام بريم كومار مدير قسم مصر في الأمن القومي الأميركي، و إيمي ثيا كاثرين سكرتير أول في السفارة الأميركية في القاهرة بزيارة إلى مقر حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، وعقد المسؤولان الأميركيان إجتماعاً مع الدكتور سعد الكتاتني الأمين العام للحزب.

إحترام متبادل
وشدد الكتاتني على ضرورة أن تقوم العلاقات المصرية ndash; الأميركية على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، فضلا عن احترام حقوق الإنسان وعدم التعامل بمبدأ الكيل بمكيالين في هذا الملف المهم.
وأعرب الكتاتني عن وجود تحفظات للحزب حول طريقة تعاطي السياسة الأميركية مع العديد من الملفات على رأسها ما وصفه ب quot;التدخل في الشأن المصري الداخليquot;، واستخدم ملف حقوق الإنسان سياسياً، وعدم الموضوعية في التعامل مع الصراع العربي ndash; الإسرائيلي، ودعم الأنظمة العربية المستبدة على حساب مصلحة الشعوب.

علاقات متوازنة
وأكد الكتاتني أنه إذا كانت أميركا تريد بناء علاقات متوازنة مع دول المنطقة بعد ربيع الثورات العربية فعليها أن تعيد قراءة المشهد الجديد بتركيباته النوعية ووفق إرادة شعوب المنطقة التي باتت عاملاً حاسمًا في المعادلة السياسية.

ورداً على استفسار الجانب الأميركي عن رؤية حزب الحرية والعدالة لعملية التحول الديمقراطي في مصر قال الكتاتني للوفد الأميركي: quot;إن الحزب يرى ضرورة أن يكون لدينا برلمان منتخب وحكومة تساندها أغلبية برلمانية قادرة على إدارة المرحلة القادمة، ورئيس منتخب يحظى بقبول شعبي ولديه رؤية لإدارة مصر بعد الثورة، ودستور مستقر يعبّر عن الإرادة المصرية المستقلةquot; .

وشدد الكتاتني على رفض quot; الحرية والعدالة quot; للمبادئ فوق الدستورية أو المبادئ الحاكمة أو أي محاولة للالتفاف على إرادة المصريين، مشيرا إلى أن الحزب يؤمن بأن الدستور القادم يجب أن يتوافق عليه الجميع دون الارتباط فقط بالأغلبية البرلمانية التي قد تتغير من دورة برلمانية لأخرى، وأضاف الكتاتني نريد أن تنتهي الفترة الانتقالية بأسرع وقت حتى ننتقل إلى سلطة مدنية منتخبة لتحقيق التنمية والاستقرار .

عودة الجيش لثكناته
وعن رأي الحزب لوضع القوات المسلحة في الدستور القادم، أكد د. الكتاتني أن الشعب المصري يقدر القوات المسلحة ودورها في حماية الثورة، وquot;نرى أن القوات المسلحة لها مهام محددة في الدستور وهي حماية الحدود والدفاع عن الوطن، ويجب أن يعود المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى مهمته الأساسية بعد تسليم كامل للسلطة إلى سلطة مدنية منتخبة.

إنهاء الفقر
من جانبه، أشار بريم كومار إلى أن الإدارة الأميركية تسعى إلى الحوار مع جميع القوى السياسية في مصر خاصة بعد التحولات التي حدثت عقب الثورة، فضلا عن دعم التحول الديمقراطي في مصر والمنطقة العربية . كما أشار كومار إلى حرص الولايات المتحدة على تحقيق التوازن الاقتصادي في كثير من البلدان العربية لتخطي حالة الفقر والمعاناة التي تعيشها الشعوب.

أول زيارة أميركية
وقال الدكتور سعد الكتاتني لquot;إيلافquot; إن هذه أول زيارة لمسؤولين أميركيين للحزب، مشيراً إلى أن ما قيل سابقاً حول وجود حوار بين أميركا والإخوان لم يكن له أي أساس من الصحة، وأضاف أن الحزب استقبل منذ إنشائه في مارس الماضي العديد من وفود الدول الأجنبية والعربية منها ألمانيا وروسيا وإيطاليا، وأخيراً الوفد الأميركي، لافتاً إلى أن الإخوان وحزبهم لا يمانعان في الحوار مع أي طرف خارجي شريطة أن يبني الحوار على الإحترام المتبادل، ويحقق المصلحة الوطنية لمصر والمصلحة العربية القومية.

إستفسارات أميركية
وأضاف أن أميركا لديها استفسارات حول طريقة تعاطي الإخوان مع العديد من الملفات والقضايا لاسيما في حالة وصولهم للحكم، حيث تشير التحليلات إلى أنهم الأوفر حظاً سياسياً وشعبياً، مشيراً إلى أن أهم تلك الملفات التي حاول الجانب الأميركي معرفة رأي الإخوان فيها: الموقف من الإتفاقيات الدولية، ولاسيما اتفاقية السلام مع إسرائيل، ووضع المرأة والأقباط والأقليات الدينية، وحقوق الإنسان، والتعامل مع أميركا والغرب بشكل عام. مؤكداً أنه طمأن الجانب الأميركي بشأن كل هذه الملفات، خاصة أن الإخوان ليسوا مراهقين سياسياً، ولديهم الكثير من الخبرة التي تصل لنحو 80 عاماً.