تسبب أحد أشهر الطهاة البريطانيين في ما يشبه صدمة عميقة في بلاده بعدما قال إن أكل لحوم الكلاب والقطط ليس أسوأ من تناول قطعة من لحم الخنزير.


ملصق دعائي للشيف فيرنلي ndash; ويتنغستال

لندن: laquo;الشيفraquo; البريطاني هيو فيرنلي - ويتنغستال وجه معروف بفضل برنامجه التلفزيوني الذي يطل عبره إلى عشاق فنون الطبخ. كما انه يتميز عن معظم الآخرين بأنه laquo;يسيّسraquo; مواده.

وعلى سبيل المثال فهو يعرّف نفسه بأنه laquo;المدافع الحقيقي عن قضايا الطعام الحقيقيةraquo;. ويقول إن المجتمع يتدخل بشكل غير عادل لتحديد الحيوانات التي يمكن تناول لحومها وتلك التي يصنّفها في فئة الأليفة التي يحرم أكلها لهذا السبب بالتحديد.

وفي آخر حلقة في سلسلة تصريحاته المثيرة للجدل غالبا، يقول فيرنلي ndash; ويتنغستال في حوار أجرته معه مجلة laquo;راديو تايمزraquo; التابعة لبي بي سي: laquo;من حيث المبدأ ndash; وليس من الناحية العملية فقط في الوقت الحالي ndash; فلا اعتراض لديَّ مطلقا عن تربية الكلاب والقطط من أجل لحومها. ولا اعتقد أن بوسع أي شخص الاعتراض على هذا الأمر إلا إذا كان يعترض أيضا على تربية الخنازير لأجل لحومها. لا فرق بين الجرو والقط والخنزير عندما يتعلق الأمر بالتغذية البشريةraquo;.

ويمضي قائلا: laquo;لا شك عندي في أن ما يثير اعتراض البعض هنا هو أن مجتمعنا صنّف الكلاب في خانة الحيوانات الأليفة وألقى عليها بمهمة الصحبة، بينما صنّف الخنازير في فئة الحيوانات التي يمكن أن توفر لنا الأكل. هذا تمييز ثقافي بحت ولا علاقة له بالممكن والمستحيل أو بالصحيح والخطأraquo;.

ويقر فيرنلي ndash; ويتنغستال بأنه هو أيضا نتاج لغسل الدماغ الثقافي العام. ويقول: laquo;اعترف بأنني لن أتبرع بأكل فخذ كلب من فصيلة البودل أو كبد قطة سيامية إلا إذا كان هذا هو السبيل الوحيد لإفلاتي من الموت جوعا. لكن ثمة شعوبا عديدة من حولنا تتلذذ بالعشرات وربما المئات من الأطباق القامة على هذه اللحومraquo;.

وبرغم ذلك سارعت مختلف الهيئات والجمعيات الخيرية المعنية برفاه الحيوان لكيل الانتقاد على الفكرة جملة وتفصيلا باعتبارها laquo;غير مقبولة في أساسهاraquo;.

وقال ناطق باسم laquo;الجمعية الملكية للرفق بالحيوانraquo;: laquo;فلنترك الخطأ والصحيح جانبا. من أين أتى فيرنلي ndash; ويتنغستال بفكرة أن يستسيغ البريطانيون أكل لحوم الكلاب والقطط وهي أحب الحيوانات الأليفة إلى قلوبهم ومعظم الأسر التي تمتلكها تعتبرها جزءا لا يتجزأ من العائلة نفسهاraquo;. على أن جهات أخرى قالت إنها لن تكلف نفسها عناء التعليق على أمر لا يتعدى كونه laquo;شطحا غير مبررraquo;.

ويذكر أن فيرنلي ndash; ويتنغستال ليس جديدا على إثارة الجدل. فقد تناول في السابق ما لا يخطر على البال خاصة من جانب شخص يفترض له ترقية الذوق الرفيع في ما يتعلق بالأكلات laquo;التقليديةraquo;. وكان ضمن ما أكله الوطواط بالكاري الحار، ولحم الزراف، وخصيتا العجل.

وفي 1998 أثار عاصفة من النقد عندما أظهر في برنامجه على تلفزيون بي بي سي مجموعة من الناس وهم يطبخون مشيمة بشرية ثم يأكلونها. وقال وقتها ردا على هذا: laquo;يلزم لنا أن نصدم المشاهدين بين الفينة والأخرى من أجل حثّهم على التفكير في ما يمر عبر أفواههم إلى معداتهمraquo;.