توقيتالنشر 18/10/2011 الساعة2.55بتوقيت غرينتشآخر تحديث: 14.14 غرينيتش
الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في أول ظهور له بعد الإفراج عنه |
غزة،القدس: عاد الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز في قطاع غزة منذ اكثر من خمس سنوات الثلاثاء الى اسرائيل بينما اطلق سراح 477 أسيرا فلسطينيا في الضفة الغربية وقطاع غزة في اطار عملية تبادل الاسرى بين إسرائيل وحماس.
وقال البريغادير جنرال يواف مردخاي المتحدث باسم الجيش quot;جلعاد شاليط عاد الى وطنهquot;، في مؤتمر صحافي عقده في معبر كرم ابو سالم الحدودي مشيرا الى ان جلعاد في حالة صحيةquot;جيدة ومطمئنةquot;بعد خضوعه لكشف طبي أولي قبيل نقله الى قاعدة تل نوف الجوية ليلتقي عائلته.
وكان في استقبال شاليط بالاضافة الى عائلته رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك ورئيس هيئة الاركان بني غانتز.
وهذه المرة الاولى منذ 26 عاما التي يعود فيها جندي اسرائيلي اسير حيا الى الدولة العبرية.
وقال بيان صادر عن مكتب نتنياهو أن رئيس الوزراء رحّب بشاليط قائلا quot;مرحبا جلعاد، اهلا بك في اسرائيل، سعدنا بعودتكquot;.
ورحّب نتنياهو بعودة شاليط الذي اسرته ثلاثة فصائل فلسطينية في 25 حزيران/يونيو 2006 قرب الحدود مع غزة الا أنه أقرّ ان الثمن كان باهظا وصعبا على اسرائيل.
وقال نتنياهو في خطاب اثناء استقباله لشاليطquot;اليوم يوم صعب ايضا لانه حتى وان تم تقليل الثمن فإنه ما زال باهظاquot;.
واضافquot;اريد ان اوضح اننا سنستمر في محاربة الارهاب وكل ارهابي يعود الى الارهاب سيحفر قبره بيدهquot;.
نتنياهو خلال لقائه شاليط في قاعدة تل نوف الاسرائيلية
كما وبث التلفزيون المصري اول مقابلة جرت مع شاليط بعد اطلاق سراحه.
وقال شاليط متحدثا بالعبرية quot;اشعر انني في صحة جيدةquot; مضيفا انه يأمل quot;ان تسهم الصفقة في تحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيينquot;.
واوضح شاليط الذي بدت انفاسه متسارعة انه علم بنبأ إتمام صفقة اطلاق سراحه quot;قبل اسبوعquot;، مضيفا quot;شعرت انها الفرصة الاخيرة لتحريريquot;.
وبدأت عملية التبادل في وقت مبكر من صباح الثلاثاء عندما نقل شاليط الى مصر حيث تعرف إليه مسؤولون اسرائيليون وبث التلفزيون المصري الصور الاولى لشاليط ثم نقل بعدها الى جنوب اسرائيل حيث خضغ لفحص طبي وهاتف والديه وارتدى ملابس عسكرية قبل أن يتوجه الى تل نوف.
ويأتي اطلاق سراح شاليط في اطار اتفاق تبادل اسرى مع حركة حماس ينص على اطلاق سراح 1027 اسيرا فلسطينيا من السجون الاسرائيلية على مرحلتين.
وتنص الصفقة بين اسرائيل وحماس على تبادل جلعاد شاليط الذي احتجزته وحدة مسلحة فلسطينية في 25 حزيران/يونيو 2006 على تخوم قطاع غزة مقابل دفعة اولى من 477 اسيرا فلسطينيا من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.
وسمح ل 247 اسيرا بالعودة الى منازلهم هم 131 من سكان غزة، و96 من الضفة الغربية و14 من القدس الشرقية المحتلة، و6 إلى اسرائيل. ولكن ستفرض قيود على الحركة على نصفهم.
وبالنسبة إلى الباقين، تقرر ترحيل 145 من اسرى الضفة الغربية و18 من القدس الشرقية الى قطاع غزة، على ان يتمكنوا من العودة الى منازلهم بعد ثلاث سنوات.
كما نصت الصفقة على ابعاد اربعين اسيرا الى الخارج هم 26 من الضفة الغربية، و13 من القدس الشرقية، وواحد من غزة.
وسمح للاسيرات وعددهن 27 بالعودة الى منازلهنّ ما عدا اثنتين هما احلام التميمي التي تقرر إبعادها الى الاردن، وآمنة منى التي رفضت الذهاب الى غزة وبقيت في مصر.
وبموجب الاتفاق الموقع الثلاثاء الماضي، سيتم اطلاق سراح مجموعة ثانية من 550 فلسطينيا في غضون شهرين.
وباطلاق سراح 1027 معتقلا، وافقت اسرائيل على دفع الثمن الاعلى حتى الان لاسترجاع جندي واحد.
وكانت الدولة العبرية افرجت في ايار/مايو 1985 عن 1150 اسيرا فلسطينيا مقابل ثلاثة عسكريين اسرائيليين.
وستكون هذه المرة الاولى منذ 26 عاما التي يسجل فيها عودة جندي اسرائيلي محتجز حيا الى الدولة العبرية.
وفي الضفة الغربية وقطاع غزة شارك عشرات الاف الفلسطينيين في احتفالات رسمية وشعبية لاستقبال الاسرى الفلسطينيين الذين اطلق سراحهم بموجب الصفقة.
كما احتفلت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بتبادل الاسرى، من خلال تنظيم مسيرات واقامة الصلوات والاحتفالات في مخيمي البداوي ونهر البارد، في الشمال، وعين الحلوة، والبص في الجنوب.
وفي رام الله، توجه الاسرى المحررون الى مبنى المقاطعة حيث خاطبهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس قائلا quot;سترون نتائج نضالكم في الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، كانت قضيتكم وما زالت في قلوبنا في عقولنا في وجداننا حيثما حللنا في كل مكان في كل محفل عربي او دولي، لا هم لنا الا اخوتنا واخواننا الاسرى وها نحن نرى كوكبة منهم الان والاتي ان شاء الله قريب وقريب جداquot;.
وكان الاف الفلسطينيين من اقرباء المعتقلين تواجدوا منذ ساعات الصباح الباكر عند مدخل معسكر عوفر العسكري في انتظار ابنائهم المعتقلين، حيث نصبت حلقات الدبكة والرقص عند المدخل الرئيس لمعسكر عوفر.
وحمل اهالي المعتقلين الفلسطينيين الاعلام الفلسطينية ورايات حركتي فتح وحماس، حيث انه لأول مرة ترفع رايات حركة حماس بهذا الشكل في مدينة رام الله منذ ان سيطرت حركة حماس على قطاع غزة اواسط العام 2007.
وفي الخليل تجمع المئات على مدخل المدينة لاستقبال 28 اسيرا اطلق سراحهم بعد عودتهم من رام الله حاملين اعلاما فلسطينية ورايات حركة حماس واطلقوا الالعاب النارية احتفالا بوصولهم.
وفي غزة تجمع الاف الفلسطينيين خارج معبر رفح للترحيب بالاسرى القادمين مصر.
وذكر مصور لفرانس برس ان الاف الفلسطينيين اصطفوا ايضا على جانبي طريق صلاح الدين الرئيس الذي تسلكه قافلة الاسرى لدى توجهها الى مدينة غزة للمشاركة في الاحتفال الجماهيري الكبير الذي نظمته حركة حماس.
كتائب القسام اعدت شريط فيديو لشاليط
وقال مصدر قريب من حركة حماس ان كتائب القسام الجناح العسكري للحركة اعدت شريط فيديو يرصد مراحل الافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط.
واوضح المصدر لفرانس برس ان الشريط quot;جرى تصويره من قبل كتائب القسام ويشمل خصوصا صور فيديو لشاليط اثناء استعداده للانتقال من غزة الى مصرquot;.
واشار الى ان quot;شريط الفيديو هذا سيبث على قنوات تلفزيونية مصرية وفلسطينيةquot; دون المزيد من التفاصيل.
تركيا تؤكد انها ستستقبل اسرى فلسطينيين افرج عنهم
واكدت وزارة الخارجية التركية الثلاثاء ان تركيا ستستقبل عدة اسرى فلسطينيين افرج عنهم لكن ابعدوا الى الخارج في اطار صفقة مبادلة الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط كما افادت وكالة انباء الاناضول.
ونقلت الوكالة عن مصادر دبلوماسية رفضت الكشف عن اسمها ان السلطات التركية وافقت على طلب خطي من مسؤولين فلسطينيين بخصوص النقل الذي تعتبره انقرة مسألة انسانية.
ولم توضح الوكالة عدد الاسرى الذين ستستقبلهم تركيا.
واعلنت حماس الاثنين ان اربعين اسيرا سينقلون الى تركيا وقطر وسوريا.
وبحسب محطة ان تي في فان عشرة اسرى سينقلون جوا الى اسطنبول من القاهرة.
وقال نائب رئيس الوزراء التركي بولند ارينج الثلاثاء ان بلاده quot;اسهمت بشكل كبير جداquot; في الافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط.
وقال ارينج quot;في هذه الصفقة (لتبادل الاسرى بين اسرائيل والفلسطينيين) .. وحماية حياة شاليط حتى اليوم، قدمت تركيا اسهامات كبيرة جداquot;.
الامم المتحدة قلقة بخصوص مكان الافراج عن الاسرى الفلسطينيين
إلى ذلك تخشى المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة الا يكون بعض الاسرى الفلسطينيين الذين اطلقت اسرائيل سراحهم الثلاثاء اختاروا مكان الافراج عنهم، ما يمكن ان يشكل حالات ترحيل قسري او ابعاد كما صرح متحدث.
وقال روبرت كولفيل لوكالة فرانس برس quot;تلقينا الاعلان عن تبادل الاسرى بشعور من الارتياح الكبيرquot;.
واضاف quot;لكن لدينا مخاوف في ما يتعلق بتقارير اشارت الى ان مئات من الاسرى الفلسطينيين من الضفة الغربية قد يطلق سراحهم في غزة او في الخارجquot;.
واستطرد quot;لا نعلم مدى موافقتهم على ذلكquot;.
واوضح المتحدث ايضا انه اذا كانت السلطات الاسرائيلية تصرفت في بعض الحالات بدون quot;موافقة حرةquot; من قبل المعتقلين، quot;فان ذلك قد يشكل ترحيلا قسريا او ابعادا بحسب القانون الدوليquot;.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر من جهتها انها اسهمت في حسن سير عملية تبادل الاسرى بصفتها quot;وسيطا محايدا ونزيهاquot;.
والتقى مندوبون من اللجنة الدولية للصليب الاحمر في اجتماعات خاصة مع كل من المعتقلين قبل الافراج عنهم للتأكد من موافقتهم على اطلاق سراحهم كما اكد بيان.
لكن مرسال ايزارد المتحدث باسم المنظمة (مقرها في جنيف) اوضح لوكالة فرانس برس ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر لا يمكنها الافصاح عما اذا كان بعض المعتقلين اختاروا ام لا مكان الافراج عنهم.
وقامت اللجنة الدولية للصليب الاحمر بتسهيل نقل المعتقلين الى الضفة الغربية والى قطاع غزة من معبر كرم سالم.
التعليقات