يُعرَف زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل عبد الله أوجلان بين بعض من أنصاره باسم quot;بحر الحبquot;. ويعرف بين العديد من الأتراك بأنه quot;قاتل الأطفالquot;. وتنظر إليه الحكومة التركية التي جعلته ربما أكثر الأفراد الخاضعين لرقابة مشددة منذ اعتقاله عام 1999 على أنه سمّ سياسي، وفقاً لما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.
رجل يحمل صورة عبدالله أوجلان المعتقل في تركيا منذ عام 1999 |
أشرف أبوجلالة من القاهرة: وسط تجدد أعمال العنف بين الحكومة التركية والأقلية الكردية هناك، يرى بعض ممن لديهم دراية طويلة بالصراع الكردي أن استئناف المحادثات مع المعتقل عبد الله أوجلان قد يُقدِّم أيضاً أفضل أمل لإنهاء عقود من سفك الدماء، وهو ما ترفضه الحكومة التركية.
هذا وكان يدير أوجلان في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي صراعاً خلَّف وراءه 30 ألف قتيلاً. وكانت هناك موافقة واسعة النطاق للقرار الذي اتخذته السلطات في تركيا في تموز/ يوليو الماضي بعزل أوجلان عن محاميه والعالم الخارجي، ومعاودتها شنّ الحرب على حركته المسلحة، المعروفة باسم حزب العمال الكردستاني.
بيد أن هؤلاء الأشخاص أوضحوا أن الحكومة، ومن خلال تصعيد هجمتها التي تهدف إلى القضاء على حزب العمال الكردستاني، قد تجرّ البلاد إلى حقبة جديدة من العنف. وقال عثمان، الأخ الأصغر لأوجلان: quot;إذا وافق عبد الله على إبرام سلام، فلن يبدي أحد من منظمة حزب العمال الكردستاني اعتراضه على ذلكquot;.
وفي مقابلة أجريت معه أخيراً في منزله الكائن في شمال العراق، أضاف عثمان أيضاً: quot;أن نبحث عن تسوية سلام من دون عبد الله، فهذا يبدو أمراً بعيداً كل البعد عن الواقعquot;.
مع ذلك، أوضحت الصحيفة الأميركية أن فكرة إلقاء زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل السلاح مقابل السلام لم تختبر بعد. وأشار هنري باركي، أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشأن التركي في جامعة ليهاي، إلى أن الهجوم الذي تم شنّه على نطاق واسع يوم الثلاثاء كان أولاً بخصوص انقسام داخل حزب العمال الكردستاني، بين المتشددين من جهة وبين عبد الله أوجلان وأنصاره من جهة أخرى. وأكد باركي في السياق نفسه كذلك أن هدف المتشددين هو إيقاف أي محادثات.
في المقابل، حذرت ببرود شديد روناهي سرهات، وهي أحد أبرز أعضاء حزب العمال الكردستاني الموجودة في جبال قنديل البعيدة في شمال العراق، كلاً من الولايات المتحدة وبريطانيا من أنهما quot;سيدفعان حصتهماquot; إذا حدث أي شيء لزعيمهم وهو في محبسه.
جاءت تحذيرات سرهات هذه قبل أيام من قصف سلاح الجو التركي للمنطقة في آب/أغسطس الماضي. وبسؤالها عن أوجلان، استرجعت سرهات الذكريات، عندما كانت تجلس في دائرة من حوله مع 150 آخرين من مقاتلي حزب العمال في وادي البقاع في سوريا عام 1995. وأضافت أنه كان يعلمهم تكتيكات القتال وحقوق المرأة والفلسفة. وتابعت quot;نطلق عليه نحن المقاتلات بين بعضنا البعض اسم (بحر الحب)quot;.
وفي وقت كان يقوم فيه مسؤولون أتراك بتسجيل نص المقابلات التي كانت تتم بين أوجلان ومحاميه، وهو في محبسه، ومن ثم إرسالها في اليوم التالي لرئيس الوزراء وقادة الأجهزة الأمنية، فإن المحامين كانوا يدوّنون كلماته في ذاكرتهم، من أجل توزيعها على وكالات الأنباء الكردية، وفقاً لجنكيز كاندار، الذي أعدّ تقريراً عن قضية حزب العمال الكردستاني، وأصدرته في حزيران/ يونيو الماضي مؤسسة Tesev الفكرية.
وفي آخر زيارة أسبوعية جمعتهم بأوجلان، قبل أن يتم إيقافها من جانب السلطات التركية، منحه المحامون 11 كتاباً ومجلة ليقرأهم على مدار الأسبوع. وفي الختام، نقلت الصحيفة عن سيفات وانز، النائب السابق لوكيل منظمة المخابرات الوطنية التركية، قوله quot;لا أعرف قائداً مثله في باقي المنظمات الإرهابية. فهو لا يتوقف عن القراءة في محبسه، خاصة عن الفلسفة وموضوعات أخرى كذلك. وقد نجح في تكوين آفاق طوباوية. ورغم الخطورة السياسية التي تكمن في مقابلة أوجلان والتفاوض معه، إلا أن الإبقاء على باب التحاور معه هو الشيء الصحيح الذي ينبغي فعلهquot;.
التعليقات