أكد رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليلخلال حفل التحرير أن ليبيا دولةً إسلاميةً وأي قانون يخالف مبادئ الشريعة الإسلامية معطل قانوناً.
رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل |
أعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل في احتفال يوم الأحد تحرير ليبيا بالكامل، بعد 42 عاما من حكم معمر القذافي. وأكد خلال الإعلان على أن ليبيا دولة إسلامية وأن أي قانون يخالف مبادئ الشريعة الإسلامية معطل قانوناً.
وقال عبد الجليل خلال حفل في بنغازي لإعلان تحرير ليبيا بعد مقتل العقيد معمر القذافي يوم الخميس الماضي: quot;نحن كدولة إسلامية اتخذنا الشريعة الإسلامية المصدر الأساسي للتشريع، والذي يحظر الفائدة على القروض السكنية ويلغي القوانين الاخرى التي لا تتفق مع الشريعةquot;.
وعلى الرغم من ان عبد الجليل يفتقر الى القدرة على اتخاذ مثل هذه التغييرات بنفسه، رأت صحيفة الـ quot;واشنطن بوستquot; أن تعليقاته تشير إلى أن الإسلام يمكن أن يلعب دوراً أكبر في الحياة العامة في ليبيا الجديدة، وتسلط الضوء على جدلية دور الإسلام في البلدان الجديدة في الربيع العربي.
في سياق آخر، تواجه الحكومة الجديدة في ليبيا تحديات هائلة، بما في ذلك إقناع العشرات من الميليشيات فى جميع انحاء البلاد بإلقاء أسلحتهم والاندماج في الجيش الجديد ونظام العدالة.
ونقلت الصحيفة عن ديبلوماسي غربي حضر حفل التحرير، قوله إن quot;الشعب الليبي توحد حول مسألة إسقاط القذافي، أما الآن بعد رحيله، يبقى السؤال: هل سيبقى الشعب موحداً؟quot;.
الاختبار الأول للسلطة الليبية هو تشكيل حكومة جديدة مؤقتة لقيادة البلاد نحو الانتخابات في ثمانية أشهر. وفي إطار الجدول الزمني الذي حدده رئيس الوزراء الجديد ومجلس الوزراء، سيتم تنفيذ هذه المهمة في غضون 30 يوماً. لكن بعض المراقبين يقولون انه قد يستغرق وقتاً أطول، لا سيما وأن المناطق التي شعرت بالإهمال في عهد القذافي، مثل بنغازي، تطالب بمزيد من السلطة.
وتعتبر ليبيا مجتمعاً اسلامياً محافظاً يحظر تعاطي الكحول، في حين أن معظم النساء يرتدين غطاء الرأس. وقد عمل القذافي طوال سنين حكمه على قمع المعارضة والاسلاميين، لكن الجماعات الاسلامية عادت لتظهر في ليبيا باعتبارها أفضل تنظيم في مرحلة ما بعد الثورة بين الجماعات السياسية.
وقال مسؤولون أن اي تغيير للقوانين في ليبيا سوف يستغرق وقتاً طويلاً، ويحتاج إلى أكثر من موافقة عبد الجليل، وسوف يصوت الليبيين في حزيران (يونيو) لهيئة من 200 عضو، من شأنها أن تعيد كتابة الدستور ووضع البلاد على المسار الصحيح.
ويعتبر عبد الجليل رجل متدين إنما غير متطرف، ومن المرجح أن تصريحاته تهدف إلى كسب التأييد من الاسلاميين داخل القيادة العسكرية، فضلاً عن تسجيل نقاط مع الليبيين العاديين الذين ضاقوا ذرعاً بمعدلات الفائدة المرتفعة على القروض.
وواصل المسؤولون الغربيون وجماعات حقوق الانسان للتعبير عن قلقهم حيال وفاة القذافي في الحجز. وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون انها ستدعم بقوة التحقيقات التي تقوم بها الأمم المتحدة ومجلس الوطني الانتقالي في وفاته.
وفي حين يعبر مسؤولون ليبيون إلى انفتاحهم على دعوات من جماعات حقوق الانسان لاجراء تحقيق مستقل في وفاة القذافي، قال وزير العدل المنتهية ولايته محمد العلاقي لـ quot;الواشنطن بوستquot;: آمل أن يتم التركيز على مسائل أكثر أهمية من هذا، القذافي انتهى، والليبيون خسروا أكثر من 40000 شخص خلال هذا الصراع بسببهquot;.
التعليقات