بنغازي: اعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل الاثنين ان كلامه الاحد بان الاسلام مصدر التشريع لا يعني تعديل او الغاء اي قانون، ردا على طلب دول غربية تفسير كلامه والتاكيد ان ذلك لا يتعارض مع احترام حقوق الانسان.
وقال عبد الجليل خلال مؤتمر صحافي في بنغازي quot;كلامي بالامس لا يعني تعديل او الغاء اي قانون. اطمئن المجتمع الدولي اننا كليبيين مسلمون ولكننا من المسلمين الوسطيين. ولماذا لم يركزوا على قولي ان اموال ودماء واعراض البعض محرمة على الاخرين. هذه اساسيات الدين الاسلامي، وهذه سلوكيات المسلم، واذا التزم المسلمون بهذه المبادىء الثلاثة، فلن يكون هناك خطر على اي تيارات اخرىquot;.
واضاف quot;عندما ضربت مثلا بقانون الزواج والطلاق اردته مثلا فقط لان ذلك القانون (الحالي) لا يجيز تعدد الزوجات الا باجراءات اذا لم تتوفر لتعذر ذلك الامر. بينما بنص قرآني الشريعة تجيز التعددquot;.
وقد اثارت تصريحات رئيس المجلس الانتقالي الليبي الاحد ان الشريعة ستكون مصدر التشريع في ليبيا، القلق رغم الترحيب باعلان quot;تحريرquot; البلاد اثر مقتل معمر القذافي.
ودعا الاتحاد الاوروبي وفرنسا الاثنين الى احترام حقوق الانسان في ليبيا بعد تصريحات عبد الجليل.
وقالت مايا كوسيانسيتش المتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون لوكالة فرانس برس quot;ننتظر من ليبيا الجديدة ان تستند الى احترام حقوق الانسان والمبادىء الديمقراطيةquot;.
وفي باريس اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان فرنسا ستكون quot;متيقظةquot; بشان احترام حقوق الانسان خصوصا المساواة بين الذكور والاناث في ليبيا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في مؤتمر صحافي quot;سنكون متيقظين بشأن احترام حقوق الانسان والمبادىء الديمقراطية خصوصا التنوع الثقافي والديني والمساواة بين الرجال والنساء التي تتمسك بها فرنسا بثباتquot;.
وتابع quot;ان ليبيا تعيش اليوم فترة انتقالية تبعث على امل كبير. وستحدد قوانين ليبيا المقبلة اثر انتخابات حرة. ويعود الى الشعب الليبي تحديد مبادىء ديمقراطيتهquot;.
لكن المتحدثة باسم اشتون رفضت الادلاء باي تعليق عن الجدل بخصوص عرض جثة معمر القذافي الذي قتل الخميس بعد اسره حيا قرب سرت، في مصراته. علما بانه يفترض بحسب التقاليد الاسلامية ان يدفن خلال الاربع وعشرين ساعة بعد الوفاة.
ويتوافد الاف الليبيين منذ الجمعة الى مصراته التي نقلت اليها جثتا القذافي ونجله المعتصم الذي قتل ايضا الخميس في سرت ووضعتا في غرفة مبردة، للتأكد من وفاة quot;عدوهمquot;.
وقد طغت الانتقادات الدولية حول ظروف مقتل القذافي على اعلان تحرير البلاد الذي كان منتظرا بشدة.
وطالبت ارملة القذافي ومنظمات دولية عدة منها الامم المتحدة مدعومة من الولايات المتحدة باجراء تحقيق حول ظروف مقتله.
واعلن مصطفى عبد الجليل الاثنين انه تم الشروع في تشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات مقتل معمر القذافي، لكنه كرر القول بانه قتل خلال اشتباك بين انصاره ومقاتلي النظام الجديد.
واعلن رئيس الجهاز الوطني للطب الشرعي الذي تولى تشريح جثة القذافي الطبيب عثمان الزنتاني ان الزعيم الليبي السابق quot;قتل بالرصاصquot;، رافضا تقديم مزيد من التفاصيل وموضحا ان تقريره quot;لم ينجز بعدquot;.
وقال مسؤول في المجلس الوطني الانتقالي ان جثة القذافي ستسلم في نهاية المطاف الى اقربائه الذين سيقررون quot;بالتشاور مع المجلس الوطني الانتقاليquot; مكان دفنه.
الى ذلك رجحت منظمة quot;هيومن رايتش ووتشquot; الاثنين ان يكون 53 شخصا هم على ما يبدو من انصار القذافي قد اعدموا بدون محاكمة في فندق في سرت. ودعت المنظمة المجلس الوطني الانتقالي الى quot;التحقيق فورا بشكل شفاف في ما يبدو انه اعدام جماعي واحالة مرتكبيه على العدالةquot;.
وعلى خط مواز بدأ القادة الليبيون محادثاتهم بهدف تشكيل حكومة تكلف ادارة المرحلة الانتقالية بعد 42 عاما من حكم العقيد معمر القذافي الذي قتل الاسبوع الماضي.
وقال نائب رئيس المجلس الانتقالي عبد الحفيظ غوقة عند quot;اعلان التحريرquot; في بنغازي الاحد quot;اليوم نحضر مرحلة جديدةquot; ستتطلب quot;عملا شاقا من اجل مستقبل ليبياquot;.
من جهته اكد المسؤول الثاني في المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل الاحد في الاردن ان هناك مشاورات جارية حاليا من اجل تشكيل quot;حكومة مؤقتةquot; في ليبيا مؤكدا ان العملية ستستغرق quot;من اسبوع الى شهر واحد، وقد تستغرق وقتا أطول وربما تستغرق أقل من ذلكquot;.
لكن تشكيل الحكومة قد يكون امرا معقدا بسبب الصراع على السلطة بين الليبراليين والاسلاميين والتوتر بين المناطق والعداوات القبلية والطموحات الشخصية من اجل السيطرة على موارد النفط.
وبحسب خارطة الطريق التي اعلنها المجلس الوطني الانتقالي فان انتخابات تاسيسية ستنظم بحلول ثمانية اشهر كحد اقصى على ان تليها انتخابات عامة بعد سنة على ابعد تقدير.
من جانب اخر، دعا عبد الجليل الليبيين الى الكف عن التعبير عن فرحهم باطلاق النار وقال ان الامتنان quot;ياتي بامرين اثنين التكبير والسجود (...) ولا ياتي باطلاق النار، اطلاق النار امر محرم شرعا لان فيه مساس واغرار بالمدنيين وفيه ايضا مساس بالذخيرة وافراغها في غير طائلquot;.
والاعلان الرسمي عن انتهاء حقبة القذافي لاقى ترحيبا في عدة دول لا سيما فرنسا وبريطانيا اللتين كانتا اول من اطلق الضربات ضمن التحالف الدولي في منتصف اذار/مارس لوقف قمع الحركة الاحتجاجية. وقد اوقع النزاع بحسب المجلس الوطني الانتقالي اكثر من 30 الف قتيل خلال ثمانية اشهر.
وقد اشاد الرئيس الاميركي باراك اوباما الاحد بتحرير ليبيا باعتباره quot;حقبة جديدة واعدةquot; وحض على quot;عملية مصالحة وطنيةquot; مع انتقال البلاد في اتجاه الامن والديموقراطية.
وقال اوباما في بيان quot;نتطلع للعمل مع المجلس الوطني الانتقالي كحكومة انتقالية معززة الصلاحيات مع اعداده لاول انتخابات حرة ونزيهة في البلادquot;، واعدا بquot;المساعدة في الدفع باتجاه مرحلة انتقالية ديموقراطية مستقرةquot;.
وحيت باريس quot;شجاعة ووحدة وكرامةquot; الشعب الليبي فيما تحدثت لندن عن quot;انتصار تاريخي للشعب الليبيquot;.
واعتبر الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن ان quot;شجاعة وتصميم الليبيين كانا مصدر الهام في العالمquot;.
واعلن قائد عملية حلف شمال الاطلسي في ليبيا الاثنين ان السلطات الليبية الجديدة باتت قادرة على ضمان امن بلدها حيث لم يعد التهديد الذي كان يشكله انصار الزعيم الليبي السابق معمر القذافي قائما.
وقال الجنرال الكندي شارل بوشار الذي يقود عملية الحلف الاطلسي من نابولي (ايطاليا) ان quot;تهديد الهجمات المنظمة ضد المدنيين لم يعد قائماquot;. مضيفا في مؤتمر صحافي ان ليبيا quot;بلد واسع يمكن ان يظل فيه بعض انصارquot; القذافي لكن quot;المجلس الوطني الانتقالي قادر على التعاملquot; مع هذا التهديد الذي قد يشكلونه.
وبعد ان اعتبر ان quot;كل المناطق حررتquot; حدد الحلف الاطلسي 31 تشرين الاول/اكتوبر موعدا لانهاء مهمته في ليبيا وquot;لا يعتزم ابقاء قوات مسلحة في المنطقةquot; بحسب اوانا لونغيسكو المتحدثة باسم الحلف. ومن المتوقع ان يعلن مجلس شمال الاطلسي، اعلى سلطة سياسية، قرارا رسميا quot;في الايام المقبلةquot;.
التعليقات