بهية مارديني من اسطنبول: كشف إعلامي سوري عن تشكيل مجلس انتقالي من داخل سوريا سيعلنه عسكريون وضباط كبار، وقال سيكون لهذا المجلس جناحان الأول عسكري والثاني سياسي، فيما أكدت مصادر سوريّة لـquot;ايلافquot; أن الرئيس السوري بشار الأسد سيعلن عن تشكيل حكومة من بينها 11 معارضا في خطوة سيحاول من خلالها انقاذ نظامه.

اعتبر الاعلامي السوري فهد المصري أن المجلس الوطني السوري، الذي أعلن عنه في اسطنبول مؤخرا، quot;ورغم مايقال أن الشارع السوري يؤيده إلا أنه أصبح قاب قوسين أو أدنى من التفجر والتفكك لأسباب كثيرة على رأسها اتباع من قاموا بالمبادرة بعملية إقصاء لمجمل القوى والشخصيات السياسية المعارضة للنظام السوري وتفرد جناح من جماعة الأخوان المسلمين ومعهم مجموعة من الشيوعيين الذين يرأسهم رياض الترك بتنظيم المبادرة وانتقاء عدد من الأشخاص القريبة من توجهاتهم أو التي لا يمكن أن تثير شوشرة على الانسجام في التكتل الجديدquot;.

وقال quot;على الرغم من أن برهان غليون وهو أستاذ وكاتب جامعي في باريس ليس مناضلا و لم يكن له مواقفه في معارضة النظام وكذلك السيدة بسمة قضماني، إلا أنهما قفزا سريعا إلى واجهة المجلس بعد تعويمهما إعلاميا إلى درجة أن غليون الذي تنقل بين أغلب المؤتمرات المعارضة في الخارج منذ بدء الثورة تمكن من فرض شروطه على أصحاب المبادرة بإنشاء المجلس وعلى رأسها أنه يريد 20 كرسيا للمستقلين وهو من يسميهم! quot;.

ورأى المصري أن quot;عمليات الإقصاء شملت الكثير من القوى السياسية ومن المعارضين المعروفين مثل المناضل المعروف المحامي هيثم المالح الذي أقصي تماما عن المجلس إلى درجة أن غليون حتى لايقال أنه أقصى المالح أرسل برسالة شفهية للمالح عبر مذيعة في قناة العربية تقول له فيها أن غليون يعرض عليك رئاسة اللجنة القانونية في المجلس الوطني لو أحببت؟ّquot;.

وأكد أن quot;المهم في قضية المجلس الوطني هو أن أغلب القوى والشخصيات المعارضة قد اتخذت قرارها على مايبدو بالمقاطعة أمام التهميش والإقصاء الحاصل .

ورأى أيضا quot;أن المثير أن مجموعة من الضباط والعسكريين السوريين ومن مسقط رأسه في مدينة حمص في الداخل السوري وصفوا غليون بالانتهازي، وقالوا في اتصال خاص معهم نحن موجودون على الأرض هنا في ساحة المعارك في مدينة حمص وليس الانتهازي غليونquot;، حسب تعبير المصري.

وقال المصري quot;بالتالي سيعلن في الأسبوع القادم على الأغلب عن تشكيل المجلس الانتقالي السوري ومن داخل سوريا سيعلنه عسكريون وضباط كبار لوضع حد لما قالوا عنه مجلس غليون وجماعة الاخوان المسلمين وسيكون للمجلس الانتقالي السوري الجديد بعد الإعلان عنه جناحان الأول عسكري والثاني سياسي وسيتم الطلب من المناضلين من المعارضة في الخارج تسمية بين 3 إلى 5 معارضين معروفين بنضالهم ليكونوا أعضاء في المجلس الانتقالي في كل بلد من مناطق تواجد المعارضة في الخارج وأنه سيكون للمجلس ناطق رسمي مقيم بباريسquot;.

ونقل المصري quot;أن الجناح العسكري سيعلن أن الهدف هو دعم الثورة وليس الركوب عليها و لوضع حد لهرطقات ومشاكل وانقسامات المعارضة ووضع حد للانتهازيين إلى جانب تمسك العسكريين بمدنية وديمقراطية الدولة السورية والنظام الجديد لسوريا وأن كل عضو في المجلس الانتقالي الجديد سيتعهد عدم الدخول في العمل الحكومي أو تبوء مناصب سياسية بعد سقوط نظام الأسد ولمدة أربع سنواتquot;.

وأكد أنquot; المعلومات التي تمت معرفتها أن الضباط المذكورين قرروا الإعلان الأسبوع المقبل عن توحيد صفوف كل العسكريين المنشقين في الداخل السوري في جيش موحد يضم بين أربعة إلى خمسة فرق عسكرية إلى جانب تجنيد القادرين على حمل السلاح من المدنيين الذين أدوا الخدمة العسكرية بغية توسيع أنشطة الكفاح المسلح في مواجهة النظام وحماية المدنيين والتي على مايبدو قد بدأت تتسع لتصبح ثورة مسلحة مما يهدد بمخاطر الحرب الأهلية إن لم تتدخل بسرعه الدول المعنية بالشأن السوري لحماية المدنيين والإطاحة بنظام الأسدquot;.

وأضاف quot;لقد اشتكى أحد الضباط بأن المشكلة الأساسية لديهم حاليا تتمثل في حاجتهم الماسة والسريعة إلى الأسلحة المضادة للمدرعات كسلاح أربي جي والذخائر وقال مصدر أخر بأن الولايات المتحدة الأميركية قد وافقت على تزويد العسكريين ببعض أنواع الأسلحة لوقف تقدم الدبابات والمدرعات التي يستخدمها النظام السوري في قصف المناطق المدنيةquot;.

وقال: quot;تمنى العسكريون من فرنسا أن تساعد الثوار عسكريا لأن لها موقف مميزا في دعم الشعب السوري، وأكد العسكريون السوريون ضرورة أن يفرض المجتمع الدولي الحظر الجوي والبحري لقطع الطريق على النظام السوري في استهداف المناطق المدنية والسكانية وأن ذلك سيسهل على الثوار والعسكر المنشقين التقدم في تحرير المدن والمناطق السورية وأشار ضابط سوري آخر إلى أن مايتحدث عنه وزير الخارجية الروسية بأن لديهم معلومات مؤكدة عن وجود مسلحين في حمص نقول له نعم هناك مسلحين من جنودنا في حمص وذلك لحماية السكان والمظاهرات ولسنا عصابات إرهابية أو سلفيةquot;.

من جانب اخر أكدت مصادر أنّ عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري المنشق quot; قرر أن يطلق هيئة سورية معارضة جديدة في مؤتمر يعقد لهذا الغرض الأسبوع المقبل في باريس بمشاركة قرابة 40 شخصية سورية معارضة في الخارج وآخرون من الداخل منهم شخصيات عسكرية يرتبطون بعلاقات قديمة وطيدة مع النائب السابقquot;.

وأشارت المصادر الى أن خدام ومن خلال اتصالاته على مايبدو قد استعد لخوض تجربة سياسية بدعم من بعثيين وعسكريين لقيادة سورية في المرحلة الانتقالية عقب سقوط نظام بشار الأسد.

واعتبرت المصادر quot;أن المؤتمر يعقد دون ممانعه من السلطات الفرنسية ورغم أن خدام بقي أكثر من 5 سنوات لا يقوم بأي أنشطة سياسية أو إعلامية على الأراضي الفرنسية وكان في كل مرة يود فيها القيام باجتماعات معلنة أو تنظيم مؤتمر سياسي أو إعلامي يقوم بالسفر إلى بروكسل لهذه الغاية لكن على مايبدو أن التغيرات الجذرية في العلاقات السورية الفرنسية مكنت خدام أخيراً من التحرك في فرنسا بما فيها التحركات السياسيه الإعلامية وخير دليل قيامه بتسجيل ستة حلقات في برنامج الذاكرة السياسية لصالح قناة العربيةquot; بحسب المصادر.

حكومة سورية جديدة و11 معارضا

أكدت مصادر سوريّة لـquot;ايلافquot; أن الرئيس السوري بشار الأسد وفي خطوة يحاول فيها انقاذ نظامه سيعلن عن تشكيل حكومة فيها 11 معارضا دون توضيح مزيد من التفاصيل، ان كانت هذه الحكومة ستواكب اللجنة العربية الخاصة بسوريا، أم ستكون من نتائج زيارتها، أم ستكون بعد جلسات الحوار الوطني.

وكانت مصادر سورية قالت لـصحيفة الوطنquot; إن جهوداً بدأت في إطار التحضير لمؤتمر وطني سيعقد قريباً برئاسة الرئيس بشار الأسد بهدف وضع حد للأزمة التي تعيشها البلاد بحيث يبنى اللقاء على نشاطات سابقة من بينها اللقاء التشاوري وجلسات الحوار الوطني إضافة لخطاب الرئيس بشار الأسد في جامعة دمشقquot;.

وسيأتي ضمن هذا السياق، كما جاء في الخبر، الإعلان قريباً عن تشكيل لجنة تحضيرية يترأسها نائب الرئيس فاروق الشرع يقع على عاتقها التمهيد لمؤتمر حوار وطني موسع.

ونقلت في نفس السياق، تحذيرات الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير والمبادرة الوطنية الديمقراطيةquot; المعارضتانquot; في أول بيان مشترك بينهما من تفاقم الأوضاع، ونبهتا إلى أن بعض القوى الدولية والعربية تدفع باتجاه التدخل العسكري في سوريا.

واتهم البيان ضمناً قوى معارضة أخرى بالدفع بهذا الاتجاه، كما دعا جميع من وصفهم بـquot;قوى المعارضة الوطنيةquot; إلى الانخراط في الحوار الوطني الشامل مطالباً أن يعقد سريعاً في دمشق برئاسة الرئيس الأسد.

وتضم الجبهة الشعبية اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين (قدري جميل) والحزب السوري القومي الاجتماعي المعارض (علي حيدر) وعددا من الشخصيات الوطنية المستقلة.

أما المبادرة الوطنية التي وصفتها الوطن بالquot;المعارضةquot; فتجمع نحو أربعين شخصية بعضهم كانوا مسؤولين سابقين في الحكومة أو أعضاء بارزين في حزب البعث، أبرزهم وزير الإعلام الأسبق محمد سلمان، وعضو القيادة القطرية لحزب البعث قبل الحركة التصحيحية مروان حبش والفنان جمال سليمان والكاتبة جورجيت عطية.