خرج المؤتمر الكردي في القامشلي بالعديد من التوصيات، ومنها أن ما يجري في سوريا ثورة حقيقية بكل معنى الكلمة، واعتبار الشعب الكردي جزءا لا يتجزأ من هذه الثورة وتبني الحراك الشبابي الكردي ودعمه. هذا في وقت أبدى معارضون استغرابهم من الهدف الحقيقي للمبادرة العربية بشأن سوريا.

طلبة المدارس في حمص يتظاهرون ضد الأسد
عقد في مدينة القامشلي المؤتمر الوطني الكردي في سوريا بتاريخ 26 و27/ 10/2011 بحضور أكثر من مائتي مندوب .
وقال شلال كدو القيادي في الحزب اليساري الكردي في سوريا في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; إن ستين بالمائة من المندوبين المشاركين هم مستقلون، والبقية من مندوبي احزاب الحركة الوطنية الكردية العشرة المؤتلفة في اطار (أحزاب الحركة الوطنية الكردية).
وأشار الى quot;أنه تقرر اعتبار المؤتمر مجلساً وطنياً كردياً في سوريا (برلمان كردي)، وانتخب المجلس هيئة تنفيذية من 45 شخصا، 20 منهم قادة الاحزاب العشرة و25 عضواً من المستقلين بينهم نساءquot;.
وأضاف quot;قرر المجلس الوطني الكردي ايجاد حل للقضية الكردية على أساس حق تقرير المصير للشعب الكردي الذي يعيش على ارض آبائه وأجداده الأوائلquot;.
وأكد quot;ان المؤتمر اتخذ جملة من القرارات منها أن ما يجري في سوريا ثورة حقيقية بكل معنى الكلمة، واعتبار الشعب الكردي جزءا لا يتجزأ من هذه الثورة وتبني الحراك الشبابي الكردي ودعمه في سائر المجالات، واعتبار الكتلة الكردية جزءا من المعارضة الوطنية السورية وأن لا مفاوضات مع النظام القائم كردياً أي لا يجوز أن يتفاوض الكرد مع النظام بمعزل عن المعارضة الوطنية وتقرر حلّ جميع الاطر الكردية السابقة كالمجلس السياسي والجبهة والتحالف ولجنة التنسيق والمطالبة بسوريا علمانية تعددية ديمقراطية برلمانية على أساس لامركزية سياسيةquot;.
كما قرر المؤتمر، بحسب كدو، أن quot;الشعب الكردي في سوريا شعب أصيل يعيش على أرضه التاريخية ويشكل جزءاً من النسيج الوطني والتاريخي، ويتطلب ذلك الاقرار الدستوري بوجوده كمكون رئيس وثاني أكبر قومية في البلاد وايجاد حل عادل لقضيته القومية على قاعدة حقه في تقرير مصيره بنفسه واعتبار الهيئة المنبثقةمن المجلس الوطني الكردي (المؤتمر) شخصية اعتبارية مستقلة وجزء من المعارضة الوطنية السورية، وتخويلها للحوار مع اطر المعارضة الوطنية بهدف طرح المشروع الكردي عليها، وتقريب وجهات نظرها وتوحيد صفوفها، وكذلك التضامن والتنسيق مع الإطار الأكثر استجابة مع توجهات وقرارات المجلس الوطني الكردي، ومن ثم تعليق عضوية الأحزاب الكردية في الأطر الاخرى والعمل على تغيير النظام الشمولي الاستبدادي في بنيته التنظيمية والأيديولوجية والسياسية والفكرية وتفكيك الدولة الأمنية وبناء دولة تعددية ديمقراطية علمانية برلمانية، دولة المؤسسات والقانون والمساواة في الحقوق والواجبات لكل المواطنين ورفض كل أشكال الاستبداد واعتبار المؤتمر بكامل أعضائه مجلساً وطنياً كردياً.quot;
من جانب آخر، وحول زيارة اللجنة العربية الخاصة بسوريا والمبادرة العربية، قال المعارض السوري سالم أبو الضاد سالم في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; إنه بعد قراءة متأنية لبيان الجامعة العربية حول سوريا نستطيع أن نلاحظ أن النقاط السلبية تكمن في أن المبادرة جاءت متأخرة بعد أكثر من سبعة أشهر دفع خلالها الشعب السوري أغلى ما يملك من أرواح طاهرة بعد استشهاد أكثر من أربعة آلاف، واعتقال وتعذيب عشرات الألوف؛ فأين كان العرب من كل هذا؟
وأوضح quot;ان النقطة السلبية الثانية هي الحديث عن الحوار مع النظام، رغم رفض أغلب السوريين في الداخل والخارج لهذا الطرح، لأن النظام راهن منذ اليوم الأول للانتفاضة على الحل الأمني وإعطاء مدة خمسة عشر يوماً أخرى لهذا النظام ليقتل أكبر عدد من المتظاهرين، حيث إن هذا النظام أعطي أكثر من فرصة من جميع الأطراف ودائماً شعبنا من يدفع الثمن؛ ولقد لاحظنا زيادة معدل الشهداء منذ اليوم الأول للمبادرةquot;.
وتساءل quot;كيف تقبل الجامعة إرسال وفد لطرح المبادرة وما زالت الدماء تسيل في أحياء وشوارع دمشق، ألم يحاولوا ولو خجلا ً إقناع الطرف السوري بوقف آلة القتل موقتاًquot;.
ولكنه اعتبر أن النقاط الايجابية هي quot;الاعتراف ولو ضمنياً بالمعارضة السورية كطرف مدعو للحوار(بغض النظر من رأينا حول الحوار) في طاولة مستديرة لا يوجد فيها أفضلية لأحد تحت إشراف الجامعة العربية وخارج سوريا، والعمل على إحراج النظام بفرض شروط قبل الحوار كسحب الجيش وقوى الأمن وفك الحصار على شعبنا الصامد وهي خطوة لا يمكن قبولها من هذه الطغمة الحاكمة quot;.
وأكد السالم quot;أننا كسوريين لا نحكم على النوايا، وبحكم معرفتنا بهذا النظام فإنه سيلعب على ورقة الوقت للقضاء على هذه الثورة وفي النهاية سيرفض المبادرة العربية التي تؤدي إلى سقوطه رغم عديد المآخذ عليها، ولهذا نطالب الجامعة بتفعيل موقفها مع ما يناسب حقوق شعبنا في الحرية والكرامة والعيش في دولة مدنية ديمقراطية لا يوجد فيها مكان للأنظمة الأحادية كالنظام السوريquot;.
من جانبه، قال الناشط السياسي السوري هيثم بدرخان في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; إن quot;الإنسان السوري دمه رخيصquot;. وأضاف: quot;حللته سلطتك وتاجرت به جارتك تركيا وكذلك الجامعة العربيةquot;. مضيفاً: quot;كلهم يمارسون التجارة في دمك لإرضاء اسرائيل. ولكي لا يمتد زخم الثورة السورية الى مضاجع بقية الحكام في جامعتنا وكلهم يمنحون نظامك ايها الثائر السوري مدة زمنية كتصريح قتلquot;.
وأكد quot;أنه لم يوقف النظام القتل حتى في حضور الوفد العربي الى دمشق وقدم لهم النظام قبل حلول عيد الأضحى عشرين ضحية في عاصمة الثورة السورية حمص والتي نفذت الإضراب العام بنسبة 100%quot;.
وقال بدرخان quot;في اليوم نفسه يهدد السيد وزير خارجية تركيا كالعادة بتهديد فضفاض لم يعد تسمعه آذان الثائر السوريquot;. وأشار ساخرًا الى أن اللجنة العربية quot;من حسن كرمهم يمنحون الجلاد مهلة قتل هادئةquot;.
ورأى quot;أن زيارة اللجنة العربية لم تأت مع رغبات الشعب السوريquot;. متسائلا quot;هل اعترفتم في المعارضة كطرف للحوارعلى تسليم السلطة؟ وهل اطلق سراح معتقل واحد اكراما لوفدكم الغالي؟ هل اختبأت الدبابات ولو لساعتين احتراما لوقف الضجيج أثناء المحادثات؟quot;
وتساءل أيضا quot;ماذا بعد يوم الأحد (انتهاء المهلة) هل ستؤجل القيامة الى اشعار آخر؟ لترفعوا اياديكم وتعترفوا بعدم جدواكم؟ أم ستطلبون من المجتمع الدولي التحرك في الاتجاه المعاكسquot;.