46 سنة مرت على اختطاف القيادي اليساري المغربي المهدي بن بركة، وكل هذه السنوات لم تنل من عزيمة عائلته للوصول إلى الحقيقة.


باريس: قال البشير بن بركة في تصريح لـ quot;إيلافquot;، على هامش تجمع نظم في باريس بمناسبة ذكرى اختطاف والده المهدي بن بركة، quot;إنه لا يوجد أي جديدquot; في هذه القضية، مضيفا quot;للأسف هذا يكرس سنة بعد سنة بذريعة المصلحة العلياquot;.

وتابع نجل القيادي اليساري المغربي، quot;فرنسا و المغرب يمنعان القضاء من التقدم نحو الحقيقةquot;، موضحا أن quot;الخطوات القادمة هي الاستمرار في معركتنا جنبا إلى جنب مع القضاء لدفع السلطات الفرنسية لرفع طابع السرية عن الملفات المرتبطة بالقضيةquot;.

كما أن هذه المعركة تخاض، بحسبه، لأجل أن تفتح السلطات المغربية الباب quot;للاستماع إلى شهود في الجهاز الأمني المغربي، لديهم معلومات حول اختطاف و اغتيال المهدي بن بركةquot; كما يقول البشير.

وكشف نجل المهدي بن بركة لـ quot;إيلافquot; عن اتصالات مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، متمنيا أن quot;تسمح الاختصاصات الجديدة لهذا المجلس بالقيام بأشياء أكثر إيجابية في قضية المهدي وبما لم يقم به المجلس الاستشاري لحقوق الإنسانquot;.

وعن الإحساس الذي ينتابه وهو يخلد ذكرى وفاة والده، يقول البشير بن بركة، quot;هو نفس الإحساس الذي يعتريني في كل ذكرى، القلق ممزوج بالأمل، لمدة 46 سنة نواجه باستمرار بمبرر المصلحة العليا وهو شيء غير مفهومquot;.

وتساءل البشير quot;كيف يقبل أنه بعد كل هذه المدة أن عائلة بن بركة غير قادرة على معرفة مكان الجثة، وحتى الان المغرب وفرنسا ليس لهما الشجاعة السياسية لمنح عائلة المهدي بن بركة فرصة الترحم على قبرهquot;، معبرا، في نفس الوقت، عن إيمانه quot;بوجود أمل في الوصول إلى الحقيقةquot;.

موريس بيتان: على الشهود أن يتكلموا

من جانبه، عبر محامي عائلة بن بركة موريس بيتان، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، عن شعوره quot;بالمرارةquot; بمناسبة هذه الذكرى، مضيفا quot;الحقيقة هي في الرباط، ربما فيما يخص الاختطاف هذه الحقيقة توجد في باريس، لكن تتمة ما حصل توجد في العاصمة المغربيةquot;

و قال بيتان دفاع عائلة بن بركة منذ 46 سنة quot;بعض الأشخاص كالجنرالين بنسليمان والقادري، الذي كان في باريس وقت الجريمة ليس لديهما الشجاعة لتقديم شهادتهما حول ما يعلمان بخصوصهاquot;.

وأضاف قائلا quot;وهو ما ينطبق كذلك على المدعو الميلود التونزي، أجد أنه لأمر مخجل بعد 46 سنة، ليس لهؤلاء الشجاعة لقول الحقيقة، على أنه تم التخطيط لاختطاف بن بركة إلا أن الأمر أخد منحى سيئاquot;.
ودعا المحامي الفرنسي هؤلاء إلى أن quot;يقولوا كيف تم هذا الاختطاف؟ و لماذا؟ ويقولوا من المسئول الفرنسي الذين كانت له يد في ذلكquot;.

ووجه بيتان اللوم لرفاق المهدي بن بركة في حزب الاتحاد الاشتراكي، حيث قال بهذا الشأن: quot;أنا أشعر بالمرارة أن أصدقاء المهدي بن بركة في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي يقدم خطبا و كلاما جميلا، إلا أنهم لا يقومون بأي شيء حتى تطلع الحقيقةquot;.

وإن كان لازال يرى أملا في المستقبل لظهور الحقيقة، يجيب موريس بيتان quot;لدينا دائما الأمل...إلا أن السنوات تمر و الشهود يرحلون تباعا و الحقيقة تبتعد منا... لا يجب أن نفقد الأمل، لكن على هؤلاء الشهود المغاربة أن يقولوا لنا ما الذي يعلمونه حول القضيةquot;.

عائلة بن بركة تبقى مصرة على الوصول إلى الحقيقة

وقدم البشير بن بركة، السبت، أمام الحضور الذي التف حوله عند مشارف مقهى quot;ليبquot; في باريس حيث اختطف والده، كلمة مطولة سرد فيها التطورات الأخيرة التي عرفتها القضية دون أن تأتي بنتائج ترضي عائلته في الوصول إلى الحقيقة.

وجاء في هذه الكلمة، أن التجمع المذكور نظم quot;بإرادة مشتركة في متابعة المعركة من أجل الحقيقة و العدالة المطالبة بقوة بتسليط كامل الضوء على الظروف التي تم فيها اختطاف واغتيال بن بركة، والتعرف على قتلته، تحديد مكان رفاته و مسؤولية الدولة أو الأفراد في هذه الجريمةquot;.

وهذا التجمع نظم، يقول البشير بن بركة في تدخله، quot;لفضح تآمر المغرب و فرنسا في الاستمرار في حماية أصحاب هذه الجريمة الشنيعة وشركائهم، و منع شهود من تقديم شهادتهم أمام القضاء، متذرعين في ذلك بالمصلحة للعليا للبلاد... وبالتالي الإتيان على حق أسرتي في الحقيقةquot;، حسب تعبيره.

و أكد نجل القيادي اليساري استمرارية معركة عائلته quot;رغم كل العراقيل، وذلك من أجل الحقيقة والعدالة والذاكرةquot;، و هي معركة، يتابع البشير، quot;تقودها أسرته quot;إلى جانب محاميه موريس بيتان، الجمعيات، النقابات، الأحزاب و كذلك المواطنينquot;.

وأضاف قائلا إن quot;هذه المعركة لا تهم أسرة المهدي بن بركة لوحدها، و إنما جميع ضحايا الاختفاء القسري في المغرب، بل و الحقوقيين الذين حددوا تاريخ 29 أكتوبر quot;يوما للمفقودينquot; في البلدquot;.