تجمع آلاف المصريين اليوم الجمعة في ميدان التحرير في القاهرة ومدن أخرى لمطالبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يدير شؤون البلاد، بتسليم السلطة والاحتجاج على مبادئ دستورية اقترحتها الحكومة، تتيح للمجلس حصانة من رقابة البرلمان على صرف ميزانية الجيش.
ميدان التحرير اليوم |
في أجواء أعادت إلى الأذهان أجواء المظاهرات المليونية أثناء ثورة 25 يناير، التي أطاحت بنظام حكم الرئيس السابق حسني مبارك، بعد نحو 30 عاماً من الحكم الإستبدادي، تظاهر مئات الآلاف من المصريين في مختلف الميدان في شتى أنحاء الجمهورية، وشارك مئات الآلاف منهم في ميدان التحرير، إحتجاجاً على تباطؤ المجلس العسكري في تسليم السلطة إلى المدنيين، ورفضاً لـquot;وثيقة السلميquot;، المعروفة بوثيقة المبادئ فوق الدستورية.
جاءت المظاهرات، استجابة لدعوة 50 حزب وتيار سياسي، في مقدمتها التيار الإسلامي بأطيافه كافة، بدءًا من التيار السلفي والجماعة الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين، إضافة إلى العديد من التيارات الليبرالية والثورية، وعمّت المظاهرات محافظات: الإسكندرية والسويس والإسماعيلية والمنصورة وسوهاج والمنيا والمنوفية.
تسليم السلطة في مايو
حملت جمعة اليوم 18 نوفمبر الجاري، مسميات مختلفة عدةمنها: quot;المطلب الوحيدquot;، quot;تسليم السلطةquot;، quot;رفض وثيقة السلميquot;. ورغم إختلاف المسميات، إلا أن غالبية القوى السياسية إجتمعت على أهداف عدة،تلاها المستشار محمد فؤاد جادالله، نائب رئيس مجلس الدولة من فوق المنصة الرئيسة للإخوان المسلمين في ميدان التحرير، وكانت الأهداف التي وردت في بيان تلك القوى: نقل السلطة إلى حكومة منتخبة في موعد أقصاه مايو/أيار 2012، من خلال انتخابات مجلس الشعب، وتشكيل حكومة بوساطة البرلمان المنتخب، وإجراء انتخابات مجلس الشورى، ثم الانتخابات الرئاسية، وإسقاط ما يسمّى بـquot;المبادئ الدستوريةquot;، لأنها اعتداء وتقويض واضح لإرادة الشعب.
وهددت القوى السياسية بـquot;اعتزامها الحشد والتصعيد، واستمرار الثورة حتى نقل كامل السلطة إلى حكومة منتخبة ومن دون وصاية من أحدquot;. وضم البيان كل ألوان الطيف السياسي في مصر، من اليمين إلى اليسار، وهي: جبهة التوافق الشعبي، واللجنة التنسيقية، وائتلاف شباب الثورة، ومجلس أمناء الثورة، والإخوان المسلمون، وجبهة الإرادة الشعبية، وحركة 6 أبريل، والأكادميون المستقلون، وائتلاف صوت الثورة، وحركة 25 يناير، وشباب الباحثين، وائتلاف شباب الجامعة، وائتلاف شباب ثورة 25 يناير، وتيار الاستقلال الوطني، واتحاد شباب الثورة، واتحاد قوى الثورة.
كذلك الائتلاف الإسلامي الحر، وائتلاف العام للثورة، والتيار الرئيسي، والثائر الحر، والجبهة الثورية، والدعوة السلفية في العبور، وائتلاف الشباب السلفي، والهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، وحركة الوحدة، وحركة شعب، ودعوة أهل السنة والجماعة، ورابطة النهضة والإصلاح، ورابطة نشطاء الثورة quot;كلنا معتقلونquot;، ومنتدى الدلتا، ومؤسسة التوافق، وحزب السلامة والتنمية، وحزب النور، وحزب الوعد.
مسيرات ضد العسكر
المتظاهرون طالبوا العسكر بتسليم السلطة |
هذا وانطلقت مسيراتعدةفي أنحاء القاهرة والمدن الكبرى، كان أبرزها المسيرة التي انطلقت من ميدان مصطفى محمود في حي المهندسين الراقي، الذي كان عادة ما يشهد المظاهرات المؤيدة للرئيس السابق حسني مبارك، وجاءت المسيرة بدعوة من صفحة quot;كلنا خالد سعيدquot;، تحت شعار quot;عاوزين رئيس مدنيquot;.
ردد المشاركون في المسيرة، التي انتهت في ميدان التحرير quot;واحد اتنين.. تسليم السلطة فينquot;، quot;الشعب يريد رئيس مدنيquot;، quot;يسقط علي السلمي الحربيquot;، quot;تسليم السلطة في إيد مينquot;، quot;علي السلمي إسمع منا.. مش هنوافق غصباً عناquot;، quot;وحياة دمك يا شهيد.. بكرة هيطلع فجر جديدquot;.
كما انطلقت مسيرة من مسجد الفتح في ميدان رمسيس في وسط القاهرة إلى ميدان التحرير، شارك فيها الآلاف من السلفيين، وانطلقت مسيرة من مسجد النور في ميدان العباسية، شارك فيها أيضاً الآلاف من السلفيين، لاسيما أن التيار يسيطر على هذين المسجدين، اللذين يعتبران من أكبر مساجد القاهرة.
رفع المشاركون في المسيرتين لافتات، وورددوا هتافات منها: quot;يا قضاة لا تخشوا إلا الله.. وحررونا من الطغاةquot;، وquot;الشعب يريد تطهير القضاءquot;، وquot;كلمة واحدة وغيرها مفيش.. السياسة مش للجيشquot;، quot;يسقط يسقط حكم العسكرquot;.
وفي الإسكندرية، انطلقت مسيرة من ميدان القائد إبراهيم إلى المنطقة العسكرية الشمالية، شارك فيها عشرات الآلاف من المتظاهرين، ورددت هتافات تطالب بإسقاط حكم العسكر، وسرعة تسليم السلطة إلى المدنيين، ومن تلك الهتافات: quot;أيوه هنهتف ضد العسكر.. إحنا الشعب الخط الأحمرquot;، quot;وثيقة السلمي ماتنفعناش.. حكم الشعب يا إما بلاشquot;.
أبرز الهتافات
وردد المتظاهرون في التحرير هتافات منها: quot;صامدون صامدون.. يسقط يسقط السلميquot; ، quot;يا سلمي ماتلفش وتدور.. مفيش أحكام فوق الدستورquot;، quot;إنتوا مين واحنا مين إحنا كل المصريينquot;، quot;إسمع يا سلمي بيه بتلف علينا ليهquot;، quot;يا حرية فينك فينك.. علي السلمي بينا وبينكquot;، quot;ثورتنا ثورة شعبية.. مش سلفية ولا إخوانيةquot;، quot;يسقط يسقط حكم العسكرquot;، quot;لا للقبض على السلطة، ونعم لتسليمها إلى المدنيين بشكل سلميquot;، quot;لا لجعل المجلس العسكري دولة فوق الدولةquot;، quot;الشعب يريد إسقاط وثيقة السلميquot;، quot;متفرضش عليَّ دستور أنا مش طرطورquot;.
مليونية ضد بشار وصالح
المتظاهرون دعوا الأسد وصالح إلى تسليم السلطة |
وتعانقت الأعلام السورية واليمنية في ميدان التحرير، وأحرق بعض المتظاهرين صوراً للرئيسين بشار الأسد وعلي عبد الله صالح، وألهبت ناشطة يمنية حماس المتظاهرين، ودعت المصريين إلى تنظيم مظاهرات مليونية لمصلحة الشعبين اليمني والسوري.
وقالت من فوق منصة الإخوان في وسط الميدان: quot;الشعب اليمني يبلغكم تحياته، وشكرًا على وقوفكم إلى جانبه، ويطالبكم بمليونية في ميدان التحرير يكون شعارها quot;إرحل يا صالح.. إرحل يا جبار.. إرحل يا بشار إرحل يا جزارquot;. وهتف المتظاهرون من خلفها quot;إرحل يا بشار.. إرحل يا صالحquot;. وتبنى العديد من النشطاء المصريين دعوتها، متعهدين بتنظيم مليونية يوم الجمعة المقبل، تحت الشعار الذي دعت إليه الناشطة اليمينة التي لم تذكر اسمها.
مصابو الثورة بالأكفان
كان لافتاً للنظر مشاركة العشرات من مصابي ثورة 25 يناير في المظاهرات، وكان يرتدون ملابس عبارة عن سترات بيضاء على شكل أكفان، كتبوا عليها: quot;المصابون يتساءلون أين شعب مصرquot;، quot;مصابو الثورة شهداء تحت الطلبquot;، quot;الجدع جدع والجبان جبان.. واحنا يا جدع هنموت في الميدانquot;.
تأتي مشاركتهم، إحتجاجاً على عدم تلقيهم التعويضات التي وعدت بها الحكومة، ورفضها توفير الرعاية الصحية لبعضهم، لعدم الإعتراف بهم. وقالوا إن الحكومة تصرّ على أن عدد المصابين 6 آلاف مصاب، في حين أن الجميعات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني تقدرهم بـ 11 ألف مصاب، وبالتالي فإن نحو خمسة آلاف مصاب غير معترف بهم.
هذا ولم تقرر القوى السياسية، التي دعت إلى المظاهرات، هل سيتم تنظيم إعتصامات أم لا؟، لاسيما أن بعض الرموز الإسلامية دعا إلى الإعتصام، حتى يتم وضع جدول زمني لتسليم السلطة إلى المدنيين، وكان على رأسهم مرشحو الرئاسة: حازم صلاح أبو إسماعيل ومحمد سليم العوا.
التعليقات