جوبا: صرحت حكومة جنوب السودان انها ستدفع باتجاه السلام مع الخرطوم والحيلولة دون الحرب quot;بأي ثمنquot; عبر اتباع المفاوضات للتوصل الى تسوية للقضايا العالقة بين البلدين.

وتميز حديث كبير مفاوضي جنوب السودان، باغان اموم، بلهجة تصالحية قبل الجولة المقبلة من المباحثات بين غريمي الحرب الاهلية السابقة، وذلك رغم تجدد القتال في المنطقة الحدودية وتردي العلاقات بشكل بالغ ما هدد بنسف المحادثات بالكامل.

وقال اموم للصحافيين quot;ليس لدينا سوى خطة وحيدة ولا بديل عنها وهي السلام ومنع الحرب.. نعتقد ان البلدين ينبغي ان يحافظا على السلام وعلى درجة جيدة من التعاونquot;. واموم هو الامين العام لحزب الحركة الشعبية الحاكم والوزير السابق للسلام.

وقال ان جوبا مستعدة لتقديم مليارات الدولارات للخرطوم المتعطشة للمال لمساعدتها في ازمتها الاقتصادية اذا تخلت عن مطالبتها باراض جنوبية وبينها منطقة ابيي المتنازع عليها التي احتلتها قوات الشمال في ايار/مايو.

وقال اموم quot;بل نحن مستعدون لمساعدة الشمال واعطائه مليارات الدولارات.. نحن مستعدون ان نشاطرهم رغم فقرنا، لما فيه مصلحة السلامquot;، دون ان يشير ما اذا كانت تلك الاموال في اطار اتفاق حول رسوم نقل البترول الجنوبي عبر اراضي الشمال.

وكان جنوب السودان قد استقل عن شماله في تموز/يوليو بعد 22 عاما من الحرب الاهلية، وتتمتع اراضي الجنوب ب75 بالمائة من اجمالي النفط المنتج في السودانين، غير ان العديد من القضايا الثنائية لا تزال دون حل.

وقال اموم ان حكومة جوبا ستقدم خطتها حول تقاسم عائدات النفط وحول خمس نقاط حدودية متنازع عليها، وحول منطقة ابيي، والمساعدات الامنية والمالية، الى فريق وساطة من الاتحاد الافريقي يتزعمه الرئيس الجنوب افريقي السابق تابو مبيكي الاحد.

وكان وفد جنوب السودان مستعدا للسفر الى العاصمة الاثيوبية السبت لجولة المحادثات الاحدث مع الشمال، غير انه من المتوقع ان يزور وفد الاتحاد الافريقي الخرطوم بناء على طلب من حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان.

وقال اموم quot;السودان هو الذي انسحب من المفاوضات. نحن مستعدون.. للسفر الى اديس ابابا غدا، ولكن الاتحاد الافريقي ابلغنا بأن جمهورية السودان ترفض الحضورquot;.

واضاف ان الجنوبيين سيتوجهون الاثنين بدلا من ذلك اذا عدلت الخرطوم عن موقفها.

يذكر ان المفاوضات شابها التوتر المتزايد بسبب تبادل البلدين الاتهامات حول دعم الجماعات المتمردة التي تعمل في المناطق الحدودية النفطية الغنية على اراضيهما.