القاهرة: اقترح متظاهرو ميدان التحرير المنتمين الى عدة حركات شبابية والذين يرفضون تعيين كمال الجنزوري رئيسا للوزراء قائمة اسماء للحكومة الجديدة مطالبين بأن يترأسها المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي.
وتلا ممثلون للحركات الشبابية ومن بينها خصوصا quot;ائتلاف شباب الثورةquot; وquot;حركة 6 ابريلquot; بيانا مساء الجمعة اقترحوا فيه ان يكون البرادعي رئيسا للوزراء وان يكون المرشحان المحتملان للرئاسة عبد المنعم ابو الفتوح (قيادي سابق في الاخوان المسلمين) وحمدين صباحي (رئيس حزب الكرامة) نائبين لرئيس الوزراء.

واكدوا في مؤتمر صحافي عقدوه امام مقر مجلس الوزراء، الواقع على بعد عشرات الامتار من ميدان التحرير حيث يتظاهر عشرات الالاف مطالبين بانهاء حكم المجلس العسكري، رفضهم لتعيين كمال الجنزوري رئيسا للوزراء.
وكان البرادعي انضم ظهر الجمعة الى المتظاهرين في ميدان التحرير حيث ادى معهم صلاة الجمعة.

وتشهد مصر منذ السبت الماضي الازمة السياسية الاعنف منذ اسقاط الرئيس السابق حسني مبارك في شباط/فبراير الماضي.
واكد المتظاهرون انهم باقون في ميدان التحرير الى ان تتحقق مطالبهم.

ورغم ذلك اكد المجلس العسكري ان الانتخابات التشريعية، التي ستجرى على ثلاث مراحل، ستبدأ في موعدها المحدد الاثنين المقبل.

تظاهرة مضادة لميدان التحرير في العباسية تأييدا للجيش

من جهة ثانية شهد ميدان العباسية في القاهرة تظاهرة مؤيدة للمجلس العسكري، حيث هتف المشاركون quot;الشرطة، الجيش والشعب، يد واحدةquot;وذلك ردا على تظاهرات ميدان التحرير التي تطالبه بترك الحكم فورا لسلطة مدنية.
ومن الهتافات الاخرى التي رددها المتظاهرون بحماس quot;يسقط التحريرquot; وquot;بنحبك يا مشيرquot; في اشارة الى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة، الذي يحكم البلاد منذ سقوط الرئيس السابق حسني مبارك في شباط/فبراير الماضي، والذي يهتف ضده وضد الجيش مئات الالاف في ميدان التحرير.

واحتشد المؤيدون للجيش في ميدان العباسية وعلى الجسر المطل عليه، شرق ميدان التحرير، وهم يرددون quot;ليعرف العالم من هي مصر الحقيقيةquot; او quot;ليسقط (محمد) البرادعيquot; المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية الذي رشحه متظاهرو التحرير مساء الجمعة لتسلم رئاسة الحكومة.
واعرب متظاهرون اخرون عن ضيقهم من التظاهرات المتتالية.

وقال خالد بشير (37 سنة) quot;اقول لشباب التحرير: شكرا هذا يكفي الانquot; مضيفا quot;لقد اعطونا دروسا جميلة لكن يجب ان يتوقف كل ذلك الانquot;.
وفي اجواء حماسية واجه القلة من الصحافيين المحليين والاجانب، هجوما من جميع الاتجاهات حيث اكد لهم البعض انهم غير مرحب بهم.

الا ان كثيرين مثل محمد حرصوا رغم كل شيء على التعبير عن رايهم.
وقال quot;انا ايضا شاركت في الثورة على النظام السابق. لكن الموجودين الان في التحرير لا يمثلون الشعب المصريquot;.

من جانبه يقول ابراهيم شريف (64 عاما) انه حارب مع طنطاوي عام 1973 ضد اسرائيل مشددا quot;لقد هزمنا اسرائيل وجيشنا القوي هو الان المسؤول عن امنناquot;.
ويضيف quot;شباب التحرير ابناؤنا لكن تنقصهم الثقافة السياسية. من سيحمينا اذا ضعف الجيش؟quot;.

الا ان متظاهري التحرير ياخذون تحديدا على الجيش عدم حمايته لهم خلال الصدامات الاخيرة مع قوات الامن التي اوقعت 41 قتيلا في اسبوع.
وخلال الانتفاضة الشعبية في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير الماضيين افتخرت المؤسسة العسكرية في اوج شعبيتها بانها لم تشارك خلافا للشرطة في قمع الحركة الاحتجاجية قبل ان يتهم المجلس العسكري بدوره الان باتباع نفس سياسة الرئيس المخلوع.

الا ان العديد من المصريين يرون ايضا في الجيش الضامن الافضل لمرحلة الانتقال الديموقراطي التي وعد بها قادة الجيش.
وتقول اميرة حنف وهي ام لثلاثة ابناء quot;حتى انا الجاهلة اعلم انه لا يمكن تسوية الامور في عشرة اشهرquot;.

وملات الجماهير ميدان هذا الحي الذي يسكنه ابناء الطبقة الوسطى والجسر المطل عليه رافعة الاعلام المصرية ولافتات تقول quot;الشعب والجيشquot; وقد جاء الكثير منهم مع اسرهم للمطالبة بquot;الشرعية والاستقرارquot;.
كما اشارت وكالة انباء الشرق الاوسط الى تظاهرة لمئات الاشخاص في الاسكندرية دعما للجيش.

وقد حاولت المؤسسة العسكرية مؤخرا استعادة صورتها لدى الراي العام باسم استقرار البلاد.
وقال عضو المجلس العسكري اللواء ممدوح شاهين الخميس انه اذا ترك الجيش السلطة في الظروف الحالية فان هذا يعني ان اخر دعامة باقية من دعائم الدولة تنهار.

واضاف quot;اذا تركت السلطة الان اكون خائنا للامانة وتكون القوات المسلحة تخلت عن الامانةquot; التي حمله الشعب اياها.
الا ان استطلاعا للراي اجرته جامعة ميريلاند الاميركية اشار الى ان غالبية من المصريين (43%) تعتقد ان الجيش quot;يعمل ببطء او على ضربquot; مكتسبات الثورة.
واظهر الاستطلاع ان 21% فقط من المصريين الذين شملهم الاستطلاع يرون ان الجيش يدافع عن هذه المكتسبات.