مدريد: اظهر استطلاع للرأي ان اكثر من نصف الشعب الاسباني يرى ان نهاية حقبة العنف والارهاب بشكل كلي في اسبانيا امر غير مرجح رغم اعلان منظمة (ايتا) التخلي الكامل عن العمل المسلح خلال شهر اكتوبر الماضي.
وكشف الاستطلاع الذي اجراه مركز البحوث الاجتماعية (ثيس) الاسباني ان 4ر57 بالمئة من الشعب الاسباني يرى انه من quot;غير المرحج أو من غير المرجح اطلاقاquot; ان يتوقف الارهاب بشكل كلي في منطقة اقليم (الباسك) الشمالي عقب اعلان (ايتا) وقف النشاط المسلح في الوقت الذي اعرب نحو 29 بالمئة عن قناعتهم بأن quot;ذلك مرجحquot; ونسبة 7ر6 بالمئة بأنه quot;مرجح جداquot;.
واعتبر 17 بالمئة من المشمولين بالاستطلاع الذي اجري بين الثاني والتاسع من شهر نوفمبر الماضي ان البيان الذي اصدرته (ايتا) بالوقف الكامل للعمل المسلح quot;فاقد للمصداقية تماماquot; مقابل 5ر3 بالمئة رأوا ان البيان يتمتع quot;بمصداقية كاملةquot;.

ورفض اكثر من 3ر46 بالمئة من المواطنين مبدأ quot;فتح قنوات الحوارquot; مع (ايتا) بخصوص مصير اعضائها ومستقبل سجنائها حتى لو تم التأكد من صحة نواياها بالتخلي الكامل عن العمل الارهابي وفق البيان الذي نشرته في الوقت الذي ابدى 8ر42 بالمئة منهم تأييدهم ذلك في حال تم التأكد من صحة نواياها.
ورأى اكثر من 31 بالمئة من المستطلعين ان الحزب الاشتراكي الذي خسر الانتخابات العامة في نوفمبر المقبل كان اكثر الاطراف اجتهادا في عملية مكافحة الارهاب ووضع حد لنشاطات (ايتا) فيما اعتبر 5ر12 بالمئة ان الحزب الشعبي المحافظ لعب دور القيادة في هذا المجال في الوقت الذي رأى 4ر23 بالمئة انه ليس هناك من طرف تفوق في هذا الخصوص.
من جانب اخر اتفق الاسبان بأغلبية ساحقة بلغت 6ر90 بالمئة انه يتوجب على الشرطة وقوات الامن مواصلة عملية اعتقالات الناشطين في المنظمة وتقديمهم الى المحاكمة.

يذكر ان الارهاب يحتل المرتبة العاشرة من اهتمامات الشعب الاسباني حيث لا يعد مشكلة الا بالنسبة لنسبة 7ر3 بالمئة من المواطنين في الوقت الذي تحتل مشكلة البطالة الاولوية لدى 83 بالمئة منهم تليها المشاكل الاقتصادية بنسبة 48 بالمئة.
وكانت (ايتا) قد اصدرت في 20 اكتوبر الماضي بيانا اعلنت فيه الوقف الكامل للنشاط المسلح داعية السلطات الاسبانية والفرنسية الى فتح قنوات الحوار لايجاد افضل الحلول للنزاع السياسي على استقلال اقليم الباسك.
وقد تأسست (ايتا) وتعني باللغة الباسكية (بلاد الباسك والحرية) في يوليو من عام 1956 على يد مجموعة من الطلاب الراديكاليين المطالبين بالانفصال عن اسبانيا واستقلال اقليم الباسك الذي يمتد على مساحة 20 ألف كيلومتر مربع قاطعا الحدود الغربية بين فرنسا واسبانيا ويتخذ من مدينة (بلباو) عاصمة له وهي خاضت صراعا مسلحا ذهب ضحيته 829 شخصا.