بارزاني خلال اجتماعه مع القوى الكردستانية قاطعته المعارضة

يعقد برلمان إقليم كردستان العراق في أربيل جلسةً طارئةً لمناقشة أعمال العنف التي اندلعت في محافظتي دهوك والسليمانية. وحذّر رئيس الإقليم مسعود بارزاني ممّا وصفه مؤامرة كبرى ضد الإقليم والحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يرأسه، مؤكداً أن المؤامرة ستتحطم على رؤوس المتآمرين.


فيما يعقد برلمان إقليم كردستان العراق في أربيل اليوم الأربعاء جلسة طارئة لمناقشة تداعيات حرق المرافق السياحية والأندية الليلية ومراكز التدليك والاعتداء على مقار حزبية في محافظتي دهوك والسليمانية ونتائج التحقيق فيها، حذّر رئيس الإقليم مسعود بارزاني خلال اجتماع مع القوى السياسية والدينية في الإقليم، قاطعته المعارضة، مما قال إنها مؤامرة، تستهدف حزبه، مؤكدًا أنها ستتحطم على رؤوس المتآمرين.

وفي جلسة طارئة، يعقدها برلمان كردستان، ستتم اليوم مناقشة تقرير اللجنة التحقيقية في أحداث العنف، التي شهدها قضاء زاخو في محافظة دهوك ( 440 كم شمال بغداد) ومناطق أخرى من المحافظة، وأخرى التي شهدتها محافظة السليمانية، منذ أن تفجّرت الأحداث الجمعة الماضي.

وقالت رئاسة البرلمان إنه في وقت يترقب شعب كردستان خطوات تثبيت التجربة الديمقراطية والفدرالية في الإقليم من أجل تعميق روح التآخي والنضال المشترك بين الأطراف السياسية وكل المكونات القومية والدينية لتطوير تجربتها، شهدت المنطقة حوادث أليمة بعيدة عن القانون، حيث تعرّضت محال تجارية وفنادق في مدينة زاخو إلى اعتداءات، أدت إلى إحراقها، ويمتلك هذه المحال مواطنون مسيحيون وإيزديون، وأعقبت ذلك حوادث مماثلة في دهوك وقضاء سيميل، تسببت في حرق مقار الاتحاد الإسلامي الكردستاني بشكل أثار استياء المواطنين.

ودعت الرئاسة جميع الأطراف السياسية ومواطني الإقليم إلى ضبط النفس، وعدم تبادل التهم،وانتظار نتائج التحقيقات، من أجل الوصول إلى الحقائق، واتخاذ الإجراءات القانونية.

وأكدت على ضرورة تعاون المواطنين والقوى السياسية مع المؤسسات الرسمية في الإقليم، ولعب دور إيجابي في تهدئة الأوضاع، والاستمرار في حماية استقرار وأمن إقليم كردستان، وحل كل المشاكل، عن طريق القانون، وبعيدًا عن العنف.

من جهته، قال وزير الداخلية في حكومة كردستان كريم سنجاري إن اللجنة، التي شكلت بقرار من رئيس الإقليم للتحقيق في أحداث مدينة دهوك وقضاء زاخون قد أنجزت عملها، الذي بدأته الأحد الماضي، وحصلت على نتائج جيدة، حيث سيتم اتخاذ الإجراءات المطلوبة استناداً إلى هذه النتائج.

وقالت السلطات وشهود عيان إن مثيري شغب أحرقوا عشرات من الأندية ومراكز التدليك ومتاجر الكحوليات في إقليم كردستان، بعد صلاة الجمعة الماضية، مما أدى إلى هجوم على مقر الحزب الإسلامي الكردستاني، وإصابة 32 شخصًا بجروح، بينهم عدد من أفراد الشرطة.

وأضافوا إن محتجين قاموا بصحبة رجل دين، انتقد انتشار الخمور، بإحراق أكثر من 30 متجرًا للخمور، وأتلفوا ثلاثة فنادق في زاخو، بينما قال فاهاد ملا صالح عضو الاتحاد الإسلامي الكردستاني إن مقار للحزب تعرّضت لهجوم بعد أعمال الشغب، نافيًا أي مسؤولية عن أعمال العنف.

يأتي انعقاد الجلسة الطارئة لبرلمان كردستان، في وقتلا تزال مناطق من كردستان تشهد أعمال عنف متفرقة، وخلافات سياسية، خاصة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني، ومنافسه الرئيس في محافظة دهوك الاتحاد الإسلامي الكردستاني.

فقد سقط صاروخ على مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في قضاء تلعفر الليلة الماضية. وقال مصدر أمني إن صاورخًا من نوع كاتيوشا سقط على مقر الحزب في قضاء تلعفر، موضحًا أن أحد أفراد قوات البيشمركة الكردية أصيب بجروح جراء الهجوم.

كما أعلن الإتحاد الإسلامي الليلة الماضية أن قوة أمنية في إقليم كردستان اعتقلت مسؤول مركز الاتحاد مع نجله وأحد أفراد حمايته في قضاء زاخو لساعات عدة، قبل أن تطلق سراحهم.

بارزاني يحذر من مؤامرة quot;ستتحطم على رؤوس المتآمرينquot;

خلال اجتماع مع مع ممثلي الأحزاب والأطراف السياسية ومختلف القوميات والأديان في الإقليم،قال بارزاني إن الهجمات، التي تعرّضت لها الأماكن السياحية، كانت خطأ كبيراً، لأنها تعكس صورة سلبية عن إقليم كردستان.

وأشار إلى أن أجواء الحرية التي يشهدها الإقليم هي موضع فخر وإعتزاز، حيث تم بذل الكثير من الجهود للحفاظ على العيش المشترك بين سائر الأديان والقوميات.

وطالب الأحزاب والأطراف السياسية بمواجهة كل من يحاول تشويه التكوين الإجتماعي في كردستان أو تعريض العيش المشترك بين الأديان والقوميات في الإقليم إلى المخاطر. وناشدها التعاون مع اللجنة، التي تم تشكيلها للتحقيق في أحداث زاخو الأخيرة، والعمل بجدية لعدم تكرار تلك الأحداث quot;لأنها لا تصبّ في مصلحتنا، وتعد خسارة كبيرةللإنجازات، التي حققها شعب كردستانquot; كما قال.

وأوضح بارزاني أنه كان مقررًا أن تشارك أطراف المعارضة في هذا الإجتماع، لكنهم لم يحضروا، رغم توجيه دعوة رسمية إليهم. وقال quot;كنت أحبّذ أن تحضر أطراف المعارضة الإجتماع للإستماع إلى آرائهاquot;.

وطالب الأطراف السياسية بالعمل على تهدئة وسائل الإعلام، التي تديرها، وعدم اتهام أي شخص أو طرف بأحداث العنف، لأن اللجنة المشكلة في هذا الخصوص ستبين كل الحقائق من خلال الوثائق، والطرف المذنب سيقدم إلى العدالة لنيل عقابه، كما سيتم الإعلان عن نتائج عمل اللجنة بصورة شفافة.

وأضاف بارزاني quot;إن الاختلاف السياسي شيء طبيعي، إلا أنه لا يمكننا البقاء صامتين حينما يتعرّض التكوين الاجتماعي والعيش الأخوي المشترك لمكونات شعب كردستان إلى مخاطر حقيقية.. نحن شعب كردستان نعيش معًا، ونفتخر بتاريخ العيش المشترك في الإقليم، وشعوب العالم معجبة بهذا العيش المشترك، لذلك لا يمكننا السماح لأي شخص أو طرف بتشويه وتخريب هذه الحقائق.. هناك بعض الأخطاء، لكن يجب معالجتها بالطرق القانونية والشرعية، وليس عن طريق العنفquot;.

وحذر من مؤامرة كبرى ضد إقليم كردستان والحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يرأسه، مؤكداً أن المؤامرة ستتحطم على رؤوس المتآمرين.

وكان بارزاني اتهم السبت الماضي عدداً من علماء الدين بتحريض الشباب عبر افتعال الأحداث، التي شهدها قضاء زاخو، لكن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في كردستان نفت هذه الاتهامات،مؤكدة أن رجال الدين يعملون على نشر ثقافة السلام وقبول الآخر وعدم الاستفزاز.

وقد قاطع اجتماع بارزاني بالقوى السياسية كل من حركة التغيير والاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية، موضحةأن التعاطف مع الاتحاد الإسلامي جراء الظلم الذي لحق به أبرز أسباب المقاطعة. وأكدت أن ما يحدث في الإقليم هو تراكم لأزمات ومشاكل لا تواجهها خطوات مسؤولة باتجاه الحل.

من جهته، أكد رئيس حكومة كردستان برهم صالح خلال اجتماع مع عدد من المطارنة والقساوسة من ممثلي المكونات المسيحية المختلفة في الإقليم على ضرورة العمل على عدم تكرار الأحداث، التي شهدتها مدينة زاخو وضواحيها، وألا يشكل عدد من الأشخاص تهديداً على الأمن والاستقرار والأماكن العامة في إقليم كردستان.

وأضاف إن حماية الأماكن العامة وحياة وسلامة المكونات المختلفة في إقليم كردستان هي مهمة تقع على عاتق سلطات الإقليم .. وشدد قائلاً quot;لن نسمح لأشخاص مخرّبين أن يصبحوا تهديداً على تجربة التعايش وثقافة التسامح في إقليم كردستان تحت أية ذريعة، وسنحمي الأوضاع الحرة والديمقراطية والتعايش بين جميع المكوناتquot;. ودعا رجال الدين المسيحيين وكل الأديان الأخرى إلى لعب دورهم التاريخي، واعتراض نوايا الذين يريدون أن يعرّضوا وضع إقليم كردستان إلى الخطر.

من جهتهم، قال رجال الدين المسيحيون quot;نعتقد أن الهدف من هذه الأحداث هو زرع الفتنة، وتخريب الوضع المستقر في إقليم كردستان، الذي تتمتع فيه جميع الأطراف من دون تمييزquot;.

وفي وقت سابق، نددت الولايات المتحدة بأعمال التخريب والحرق، التي تعرّضت لها محال ومراكز يملكها مسيحيون وإيزيديون في مناطق من كردستان. واستنكر ألكسندر لاسكاريس القنصل الأميركي العام في إقليم كردستان الهجمات التي استهدفت ممتلكات الأقليات المسيحية والإيزيدية في زاخوَ ودهوك، وأكد أن القنصلية الأميركية العامة في أربيل و باسم الحكومة الأميركية quot;نندد بعملية سلب ونهب محال بيع المشروبات الكحولية والأماكن العامة في دهوك وزاخوَquot;.. ودعا في تصريح، وزّع على الصحافيين، إلى إعادة الأمن والاستقرار في تلك المناطق.

وشدد على رفض الولايات المتحدة كل أعمال العنف ضد الأقليات في دهوك وزاخوَ.. مؤكداً في الوقت عينه أن الأماكن التي تعرّضت للنهب والسلب والتخريب كانت لديها رخص قانونية، وأن أصحابها ينتمون إلى الأقليات في الإقليم. وأشار إلى ضرورة ترسيخ روح التعايش الأخوي بين القوميات المتآخية في كردستان.