بغداد: تبدو القوات العراقية جاهزة لتولي زمام الامن في الداخل، الا ان تركيز جهودها على التصدي لاعمال العنف في البلاد خلف قصورا كبيرا في قدرتها على التصدي للاخطار الخارجية، بحسب ما يرى مسؤولون عراقيون واميركيون.

ورغم الجهوزية المبدئية للقوات العراقية على صعيد الامن الداخلي، الا ان هذا الامر لا يعني انها باتت قادرة على منع كل الهجمات التي لا تزال تستهدف بشكل شبه يومي مناطق متفرقة في البلاد.

وتستعد القوات الامنية العراقية لتولي زمام الامور الامنية داخليا وخارجيا وحدها، فيما تعمل القوات الاميركية على استكمال انسحابها من البلاد بحلول نهاية العام الحالي، على ان يبقى عدد صغير من المدربين.

ويقول الفريق روبرت كاسلن، مدير مكتب التعاون الامني في العراق، ان quot;القوات العراقية بنت على مدار السنوات الثماني الماضية قدرات تخولها التعامل مع التهديدات الداخليةquot;.

الا انه استدرك خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس quot;لكن هذه القوات لم تبن بعد قدرة تخولها التعامل مع التهديدات الخارجيةquot;.

ويشرف كاسلن على عمل 157 جنديا اميركيا وحوالى 763 متعاقدا مدنيا يوفرون التدريب للقوات العراقية وذلك تحت سطلة واشراف السفارة الاميركية في بغداد.

ويقول المسؤول الاميركي ان quot;معظم عملنا يتناول التهديد الخارجي، وذلك بهدف تدريب القوات الامنية (العراقية) على التعامل مع ذلك، كون هذه القوات ركزت جهودها اساسا على التهديدات الداخلية خلال السنوات الماضيةquot;.

ويبلغ عدد افراد القوات الامنية العراقية حاليا حوالى 930 الفا، بينهم 650 الف عنصر شرطة و280 الف جندي، علما ان عدد عناصر القوة الجوية والبحرية يبلغ حوالى 10 آلاف مقاتل، بحسب ارقام حكومية.

وكان رئيس هيئة اركان الجيش العراقي الفريق بابكير زيباري اعلن في وقت سابق ان القوات العراقية تحتاج الى سنوات قبل ان تصبح جاهزة بشكل كامل للتعامل مع مسائل الدفاع الخارجي.

وبحسب تقرير صدر نهاية تشرين الاول/اكتوبر عن المفتش العام الاميركي الخاص بالعراق لاعادة الاعمار، فان quot;زيباري يعتقد ان وزارة الدفاع لن تكون قادرة على تنفيذ كل مهام الدفاع الخارجي حتى ما بين عامي 2020 و2024quot;.

واضاف زيباري ان quot;العراق لن يكون قادرا على الدفاع عن اجوائه حتى العام 2020 على اقل تقديرquot;، مشيرا الى ان quot;جيشا من دون تغطية جوية يتحول الى جيش مكشوفquot;.

وكان العراق تقدم بطلب للحصول على 18 طائرة مقاتلة اميركية من طراز quot;اف-16quot; الا انه لا يزال يحتاج الى سنوات لتسلمها ووضعها في الخدمة.

وفشلت مفاوضات بين بغداد وواشنطن بشان بقاء مجموعة صغيرة من المدربين الاميركيين في العراق بعد العام 2011، بعدما رفض العراق منح الجنود الاميركيين حصانة قانونية، وهو ما يصر عليه الجيش الاميركي.

وقال كاسلن ان مهمات التدريب التي كان يجري الحديث عنها تشمل تحضير القوات العراقية للتعامل مع مسائل الدفاع الخارجي.

واضاف quot;ان السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو حول كيفية انجاز مهمات التدريب في العراق اذا لم تتواجد هذه القوة التدريبية هناquot;.

وتابع المسؤول الاميركي quot;نقوم بعملنا حاليا وكذلك بالتفكير في الخيارات التي نمتلكها ثم مناقشتها مع الجيش العراقيquot;، لافتا الى ان هذه الخيارات تشمل تدريب القوات العراقية في اماكن اخرى في المنطقة، وبالنسبة الى القادة الكبار التدريب في الولايات المتحدة او في دول حلف شمال الاطلسي.

وكان قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال لويد اوستن اعلن في تشرين الثاني/نوفمبر انه ان كانت القوات الامنية العراقية اثبتت كفاءتها في ما يتعلق بالامن الداخلي، الا ان الطريق امامها للتعامل مع الدفاع الخارجي لا تزال طويلة.

واعتبر اوستن ان التركيز على الامن الداخلي كان له تاثير على الاستعدادات للتعامل مع الدفاع الخارجي.

واوضح الجنرال الاميركي انه quot;بسبب تركيزنا على الامن الداخلي، لم نملك امكانية العمل الفعلي على تطوير قدرة اساسية للتصدي للتهديدات الخارجية، وهذا ما يجب ان يبداوا التركيز عليه في المستقبلquot;، محذرا من سعي الميليشيات المسلحة الى توسيع هامش عملياتها.

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قال في الاول من كانون الاول/ديسمبر ان العراقيين quot;واثقون من ان القوات الامنية جاهزة لتادية واجباتها الوطنية حيال توفير الامن وحماية البلادquot;.

الا انه اقر بالحاجة الى مدربين اميركيين، قائلا quot;هناك حاجة لوجود مدربين من اجل اغراض محددةquot;.

وانهت القوات الاميركية رسميا عملياتها القتالية في العراق في 31 اب/اغسطس 2010، وركزت بعدها جهودها على مهمات التدريب ومنح القوات العراقية مسؤوليات رئيسية في قضايا الامن، فيما يترقب العراقيون اداء هذه القوات بعد 2011.