الدكتور أحمد النفيس يستبعد الهجوم على إيران

استبعد القيادي الشيعي والمفكر المصري الدكتور احمد النفيس تعرض ايران لهجوم عسكري اسرائيلي او اميركي، مشيراً الى ان بداية نهاية اسرائيل مرهونة بالهجوم على سوريا، وان حزب الله يعتزم احتلال مدينة الجليل وتحرير القدس، حال انطلاق الشرارة الاولى للحرب الاسرائيلية.


القاهرة: يواصل المفكر المصري والقيادي الشيعي الدكتور احمد راسم النفيس حديثه لـ quot;إيلافquot; عن عدد ليس بالقليل من القضايا الشائكة ذات الصلة بمصر والمنطقة، مستنداً في حديثه الى رؤاه التحليلية وإرهاصاته المستقبلية، الذي يبدي قناعته بخروجها الى حيز التنفيذ في المستقبل القريب، ولم يبرح في حواره الحديث عن الاخوان المسلمين والغرب، فضلاً عن النظام السوري والايرانيين وحزب الله، متحدثاً عن زياراته ولقاءاته عددا من المحللين السياسيين والعسكريين في طهران، وتعرضه في اكثر من مرة لمضايقات من قبل السلطات المصرية على خلفية هذه العلاقات وربما الافكار، التي كان من بينها تأكيده على تحالف الاخوان والسلفيين مع اليهود والولايات المتحدة ونبذهم للشيعة، ولم يكن مستغرباً ان تستهل quot;إيلافquot; محور حلقتها الثانية معه من تلك الزاوية، فبادرته بالسؤال.

اعلنت بحسب ما نقلته عنك وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية إن الاخوان والسلفيين تحالفوا مع اليهود والولايات المتحدة بينما نبذوا الشيعة، فعلى اي دليل تستند في حكمك؟

موقف السلفيين والاخوان المسلمين من اسرائيل واليهود والولايات المتحدة واضح كالشمس، ويكفي لاقامة الدليل على هذا التحالف، الوقوف على موقف السلفيين في حرب 2006، عندما رفعوا شعار quot;المصلحة ولا شيء غير المصلحةquot;، فضلاً عن دعمهم لتدخل حلف شمال الاطلسي الـ quot;ناتوquot; في سوريا، وربما ليس سراً إذا ازحنا الستار عن تصريحات القيادي الاخواني عصام العريان، عندما قال عام 2007 ان الاخوان المسلمين سيتعاملون مع اسرائيل على انها أمر واقع، وفي النهاية تأتي شهادة صرح غيفري فيلتمان، كبير مستشاري وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون التغيرات في العالم العربي، عندما اكد ان الاخوان المسلمين في مصر ابلغوه بضرورة طمأنة اسرائيل بأنهم (الاخوان) يتفهمون اهمية الحفاظ على اتفاقية معاهدة السلام مع اسرائيل، فكل هذه شواهد على تحالف الإخوان المسلمين والسلفيين مع اليهود واسرائيل والولايات المتحدة.

ألا ترى أن الحفاظ على اتفاقية السلام مع إسرائيل دليل على الرغبة في السلام والعزوف عن الحرب؟

هناك بون شاسع بين الاتفاقية والسياسات، فلا يكترث الاخوان وربما السلفيين سوى لقضية تسعير الغاز المصري الذي يتم تصديره لاسرائيل، والحقيقة اننا نتعرض لعملية (استغفال كبرى) فاتفاقية كامب ديفيد المبرمة بين مصر واسرائيل، لا تمثل سوى 5% من السياسات التي تمارسها القاهرة حيال تل ابيب، فمرور غواصات إسرائيل النووية لا يمت بصلة لاتفاقية السلام، والشراكة المصرية لاسرائيل في حرب لبنان الثانية 2006 لم يكن من بوابة اتفاقية السلام، كما لم تنص الاتفاقية على تصدير الغاز المصري لاسرائيل.

إذا سلّمنا بوجود هذا التحالف، فما اسبابه برأيك؟

الولايات المتحدة والمنظمات الصهيونية لها علاقة وطيدة بالإرهابيين في كل مكان في العالم، ويحرص الطرفان على استخدام الارهابيين دائماً، فكانت الولايات المتحدة واسرائيل سبباً في تسليح المجاهدين في افغانستان بصواريخ (ستينغر) المضادة للطائرات، كما دأبت واشنطن على تزكية الصراع الدائر ضد المسلمين في بلوشيستان، ولعل احد اهم اسباب الصراع بين روسيا والولايات المتحدة، يكمن في حرص الاولى على بناء حائط مانع بينها وبين الارهاب الاميركي.

على ذكر الصراعات المسلحة، ما توقعاتك حيال ما يشاع حول اعتزام الولايات المتحدة وربما اسرائيل الهجوم عسكرياً على ايران؟

استبعد تماماً اندلاع مثل هذه الحرب، ولعلني وصلت الى هذه القناعة خلال سفراتي الى طهران، حيث التقيت عدداً ليس بالقليل من المحللين السياسيين والعسكريين هناك، واكدوا لي ان خيار الحرب على بلادهم مستبعد تماماً، إذ إن انهيار عملة اليورو ومؤشرات سقوط الاتحاد الاوروبي ستحول دون اندلاع هذه الحرب.

وما الحال بالنسبة لاحتمالات هجوم اسرائيل على حزب الله؟

اسرائيل ستصاب بالدهشة وربما الذهول إذا دخلت في معركة جديدة مع حزب الله في الجنوب اللبناني، فإذا كانت تل ابيب لم تستوعب الدرس خلال حرب لبنان الثانية، فسيلقنها حزب الله درساً لا يقل اهمية خلال الحرب المرتقبة، ولا اخفيك سراً، انني التقيت سماحة الشيخ حسن نصر الله شخصياً في لبنان قبل حرب 2006، وما يمكنني تأكيده ان الحزب اعد خططاً لاحتلال الجليل، وربما يعمد الى الوصول لمدينة القدس وتحريرها، إذا فكرت اسرائيل في اطلاق الشرارة الاولى للحرب ضد لبنان وحزب الله.

رغم استبعادك للحرب على ايران وحزب الله، الا ان طرح الخيار العسكري في التعامل مع النظام السوري مازال يفرض نفسه بقوة، ما رأيك؟

روايات المهدي المنتظر تنبأت بتلك الحرب، وجزمت بأنها ستكون بداية نهاية اسرائيل في المنطقة، إذ تقول تلك الروايات عن تلك الحرب: quot;رجفة تكون في الشام، يجعلها الله رحمة للمؤمنين، وعذاباً على الكافرينquot;.

هل تؤمن بنظرية المؤامرة التي يروج لها النظام السوري ويؤكد تعرض بلاده لها؟

التاريخ لا يستبعد نظرية المؤامرة من سجلاته