يعتقدخبراء مصريون أن سيطرة الإسلاميين على نتائج المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب تعطي مؤشراً قوياً على إمكانية صعود مرشح موالٍ لهذه التيارات إلى سدة الرئاسة.


تظاهرة سابقة للإسلاميين في مصر

القاهرة: يرى المحللون للمشهد الداخلي في مصر عقب نتائج الجولة الأولى من الانتخابات، واكتساح التيار الإسلامي للمقاعد البرلمانية أنه من المنتظر أن تكون هذه النتائج سبباً لتحديد شكل المنافسة في الانتخابات الرئاسية القادمة، حيث تمتلك هذه التيارات كتلة تصويتية قادرة في حالة توجها لصالح مرشح ما، من إيصاله للحكم.

ويرى أصحاب هذا الرأي أن فرصة المرشحين الإسلاميين المحتملين للرئاسة أصبحت كبيرة وتراجعت فرص مرشحين آخرين، وخاصة الدكتور محمد البرادعي والذي يلقى رضا من جانب التيار الإسلامي بشكل عام.

في حين يرى البعض الآخر أن الربط بين الانتخابات البرلمانية والرئاسية ليس في محله، لعدة عوامل من أهمها خلاف نظرة الناخب للوضع وشكل الانتخابات البرلمانية عن مثيلتها من الرئاسية والأمر نفسه بالنسبة إلى المرشحين، ولكشف أي من الطرفين في الرأي صحيح.

يرى الدكتور عبد الله الأشعل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية أنه لا يمكن ربط نتائج الانتخابات البرلمانية وبشكل المنافسة في الانتخابات الرئاسية، حيث إن انتخاب عضو برلماني يختلف تماماً عن انتخاب رئيس جمهورية، من حيث توجه الناخب ورؤيته للمرشحين في الحالتين.

موضحا لـquot;إيلافquot; أن سيطرة التيار الإسلامي على المشاهد السياسية وتحقيق الأغلبية المتوقعة في البرلمان لن يكون ذلك دليلاً على تقديم الدعم والمساندة للمرشحين، حيث إنهم مختلفون على المرشحين الإسلاميين الثلاثة حازم أبو إسماعيل، والدكتور العوا، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، ما سيكون سببًا لتفتيت أصوات التيار الإسلامي وناخبيهم.

معتبرا أن ذلك سيصبّ في صالح المرشحين الآخرين وخاصة الذين يجمعون بين الليبرالية والدين وهنالك مرشحون للرئاسة حاليا يجمعون بين الصفتين.

ويتفق مع الرأي الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح المحتمل، مؤكدًا لـquot;إيلافquot; أن رؤية الناخب لمرشح الرئاسة تكون أعمق واختياره يعتمد على برنامج المرشح وقدرته على تنفيذه، كما توجد معايير أخرى لاختيار الناخب للرئيس منها تاريخه السياسي وقدراته الإدارية للمنصب، وهذه المعايير تختلف عند اختيار مرشح البرلمان الذي قد يكون اختياره لكونه قادرًا على تأدية مصلحة الدائرة فقط.

ونفى أبو الفتوح أن يكون مرشح الإسلاميين فقط حتى يعتمد على صعودهم في البرلمان، معتبرًا أنه مرشح جميع المصريين ويأمل في الحصول على ثقتهم جميعا.

ويرى الدكتور عبد الغني محمود، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية أن تصاعد التيار الإسلامي حالياً، وسيطرته على المشهد السياسي للبلاد سيكون له التأثير على خريطة المنافسة في الانتخابات الرئاسية القادمة، فقد كشفت الانتخابات البرلمانية حتى الآن امتلاك الإخوان والسلفيين كتلة تصويتية كبيرة في الشارع، تستطيع تغيير نتائج الانتخابات الرئاسية لو تم توجيه هذه الكتلة لدعم مرشح ما، خاصة أن هذه الكتلة التصويتية من السهل توجيهها وفقا لشعار السمع والطاعة.

وأكد الدكتور عبد الغني محمود لـquot;إيلافquot; أن فرصة المرشحين الإسلاميين للرئاسة قد تكون كبيرة في وصول أحدهما، ولكن الأمر متوقف على مدى مساندة التيار الإسلامي على دعم أي منهما ، وهو الأمر المتوقع حدوثه في ظل رفض الإخوان والسلفيين الدكتور البرادعي حتى لو كانت تصريحاتهم الرسمية تعلن عكس ذلك، ولكن الأمر لم يتضح بعد بشأن موقفهم بالنسبة إلى عمرو موسي حيث يوجد علية خلافات في ما بينهم.

كما يؤيد الدكتور محمد منصور، أستاذ العلوم السياسية في جامعة أسيوط، ربط نتائج الانتخابات البرلمانية بالرئاسية في حالة استمرار التيارات الإسلامية تحقيق المزيد من الإنتصارات في الجولتين القادمتين للانتخابات البرلمانية.
حيث سيكون لهم اليد العليا في السيطرة على المشهد السياسي في مصر، وبالتالي التحكم في تحديد من يصل لحكم البلاد من المرشحين المحتملين للرئاسة.

مؤكدا لـquot;إيلافquot;أن التيارات الإسلامية لن تقبل أن يكون الرئيس القادم من خارج المرشحين الإسلاميين حتى تكتمل السيطرة الكاملة على حكم البلاد من برلمان ورئاسة ومن قبلها نقابات مهنية، وهناك الدكتور العوا الأكثر قبولاً من جانب الإسلاميين.

مشيرا إلى أن تغير مساندة الإسلاميين لصالح مرشح بعينه من المرشحين المحتملين للرئاسة المحسوبين على الإسلاميين، سيكون باتفاق مسبق مع المجلس العسكري، وفقًا لاتفاق قائم على المصالحة بين الطرفين.

ويستبعد سعد عبود، نائب رئيس حزب الكرامة في حديثه لـquot;إيلافquot; أن تكون الانتخابات الرئاسية قد انحصرت لصالح مرشحين بعينهم، وتحديدًا الإسلاميين بسبب نتائج الانتخابات البرلمانية، وصعود التيار الإسلامي كما هو متوقع.

معتبرًا أنه من الصعب تحديد خريطة المنافسة في الانتخابات الرئاسية من الآن، في ظل غموض وتغير المشهد السياسي من وقت لآخر، وقد تنقلب الخريطة تمامًا وتصب في صالح مرشحين ليس لهم قبول كبير في الشارع مثل الدكتور البرادعي، كما أنه من الصعب تحديد موقف التيار الإسلامي في البرلمان، وتحقيق الأغلبية المطلقة وسيطرته على تشكيل الحكومة.