القيادي في جماعة الإخوان المسلمين والأمين العام لحزب الحرية والعدالة محسن راضي

أكد القيادي في جماعة الإخوان المسلمين محسن راضي أن الإخوان ليسوا في حاجة إلى عقد صفقات مع المجلس العسكري لأنهم quot;الأقوىquot;، مؤكداً في الوقت نفسه أنهم والمجلس العسكري يعملون لمصلحة مصر. وأقر راضي بأن الجماعة تسعى إلى الوصول إلى رئاسة الجمهورية، ولكن ليس الآن.


قال محسن راضي القيادي في جماعة الإخوان المسلمين والأمين العام لحزب الحرية والعدالة، إن الإخوان ليسوا في حاجة إلى عقد صفقات مع المجلس العسكري، لأنهم quot;الأقوىquot;، مشيراً إلى أن الجماعة والمجلس يعملان لما فيه مصلحة مصر.

وأضاف في مقابلة مع quot;إيلافquot; أن مشاركة الإخوان في جمعة الثورة أولاً، جاءت إنطلاقاً من حرصها على دماء القتلى. وأعلن ترحيب الإخوان بالحوار مع أميركا، لافتاً إلى أن واشنطن تريد معرفة مواقف الإخوان من القضية الفلسطينية والمرأة والأقباط واتفاقية السلام. واعترف راضي بأن الجماعة تسعى إلى الوصول إلى رئاسة الجمهورية، ولكن ليس الآن.

ـ لماذا قرر الاخوان فجأة المشاركة فى جمعة quot;الثورة أولاًquot;، لاسيما أن البعض اعتبره تغييرًا للمواقف السابقة برفض مظاهرات الجمعة؟

الإخوان مواقفهم ثابتة منذ يوم 25 يناير، وهو العمل على مصلحة الشعب والبلاد، وبعد موافقة الشعب على التعديلات الدستورية الاخيرة، كان قرار الجماعة احترام نتائج الاستفتاء باجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية أولاً، ولذلك كان الرفض التام للمطالبة بدعوة الدستور أولاً، وقررنا عدم المشاركة في أية وقفات تدعو إلى ذلك، ولكن الأمر بالنسبة إلى جمعة الثورة أولاً مختلف، لأننا شاركنا من أجل دم القتلى، وللمطالبة بضرورة القصاص ممن قتلوهم، كما شاركنا إحتجاجاً على صدور احكام بالبراءة للوزراء الفاسدين.

ـ ولكن الدستور أولاً، كان أحد المطالب الأساسية لبعض التيارات التي شاركت في التظاهرات؟

كلالقوى السياسية حتى المطالبين بالدستور أولاً اتفقت على مصلحة البلاد، واجراء الانتخابات أولاً، والجميع متفق الآن على ضرورة محاسبة الرموز الفاسدة.

ـ هناك اتهام بأن قرار المشاركة فى تظاهرات 8 يوليو جاء بتعليمات من المجلس العسكري، لاحتواء أى تصعيد تطالب به الجماعات الداعية لـquot;الدستور أولاquot;؟

أنا أستغرب من الحديث عن الصفقات مع المجلس العسكري، فإذا شاركنا أو رفضنا، يتم توجيه هذا الاتهام لنا، الغريب إن هذا الإتهام كان يطاردنا حتى فى عهد النظام السابق، ثم إننا لم نغير مواقفنا منذ انشاء الجماعة، نحن نعمل لما فيه مصلحة الشعب المصري أولاً، كما إن المجلس العسكري ليس فى حاجة إلى عقد صفقات، لأنه لن يكرر ما تم في 23 يوليو 1952، من الإستيلاء على السلطة، كل ما يشغل المجلس العسكري حاليًا هو التسليم الآمن للسلطة بغضّ النظر عمن سيأتي بعده أو يسيطر على المشهد السياسي، وأقول لمن يتحدث عن عقد الإخوان الصفقات: نحن لسنا فى حاجة لذلك، لاننا أقوى بكثير، وهذه الاتهامات دائمًا ما تخرج من الذين يتحدثون باسم الليبرالية.

ـ هل هذا يعني ان هناك صراع بين الاسلاميين والليبراليين لإظهار أي من الفريقين أقوى من الآخر؟

الصراع من جانب الليبراليين، لأنهم خائفون من وصول الاسلاميين إلى الحكم، ويرفضون أصلاً وجودهم فى المشهد السياسي، وهذا التخوف ينبع من أن وجود أي قوى سياسية أخرى يتعارض مع افكارهم ومصالحم، وهذا التخوف ليس فى محله، فالاخوان أعلنوا تأكيدهم على الدولة المدنية والديمقراطية واحترام الاقليات.

ـ هم يتخوفون من الدعوة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية فى حالة وصول الاخوان للسلطة؟

quot;تطبيق الحدود لا يتعارض مع الدولة المدنية التى أقامها الرسول -صلى الله وعلية وسلم- وأنا مش عارف هما اللبيرالين خايفين ليه من تطبيق الحدود طالما كانوا ملتزمينquot;.

ـ وهل جماعة الاخوان تفكر فى الوصول إلى الحكم؟

أي حزب طالما رضي أن يكون مشارك فى الحياة السياسية، لابد ان يتطلع للوصول إلى أعلى السلم السياسي، وهو تولي رئاسة الحكومة أو رئاسة الجمهورية، والاخوان لديهم هذا الطموح، ولكن لابد من اختيار الوقت المناسب، وقد أعلنا انه ليست لدينا نية الآن للتنافس على منصب رئيس الجمهورية واننا نسعى إلى الحصول على نسبة معينة من مقاعد البرلمان المقبل.

ـ ولكن الاخوان هم الاكثر استفادة من الثورة وأصبحوا في مثل قوة الحزب الوطني المنحل؟

نحن تعرضنا للتعذيب والاهانة والاعتقال والسجن بدون أحكام على مدار 60 سنة، ودفعنا أرواحنا فى سبيل حرية الشعب المصري، بسبب طغيان عهد مبارك، ومن حقنا أن نتنفس رائحة الحرية، وكل الشعب استفاد من الثورة، والاخوان لم يستفيدوا اكثر من أي فصيل سياسي آخر، وبالنسبة إلى إنشاء حزب الحرية والعدالة فهذا حقنا منذ 60 سنة.

ـ ولكن هناك اتهام يقول إنكم تنفذون ما يطلبه منكم المجلس العسكري؟

ما الدليل على ذلك بالنسبة إلى مواقفنا في قضية اجراء الانتخابات أولاً، فهذا جاء إحتراماً منا للإستفتاء الذي صوّت فيه الشعب بالغالبية على هذا الأمر، فكيف لا نحترم رغبته، وإلا لماذا قامت الثورة؟ وكان أهم مطالبة إعلاء كلمة الشعب، ثم إن الاخوان والمجلس العسكري متفقون على مصلحة البلاد. فهل هذا عيب هذا الكلام؟

ـ هل تعتقدأن دعوة الولايات المتحدة الأميركية الجماعة إلى الحوار جاء بعد خرجت للنور وصار لها وضع شرعي؟

الشارع المصري يعلم جيدا أن الإخوان يعملون لمصلحة مصر، والدعوة جات بمثابة عودة الحق إلى أصحابه، وتمثل نوعًا من الانصاف للاخوان، وتأكيدًا من الأميركيين على أن الصورة المشوهة التي رسمها النظام السابق لنا كانت افتراء، كما إن الولايات المتحدة تعلم جيدًا أن هناك تغيرات جذرية في المنطقة، وتريد فتح اتصالات معكل القوى السياسية فى مصر، ولكن لن يكون هناك أي تاثير لذلك الحوار على وجودنا في الشارع فى الانتخابات المقبلة.

ـ وهل لديكم اجندة للتحاور مع الادارة الأميركية؟

لدينا شروط ثابتة للتحاور على أساس أن يكون الحوار فى العلن، وفي اطار الاعتراف بوجود مطالب لابد من تنفيذها، ومنها عدم التدخل في الشأن الداخلي، واحترام إرادة الشعوب العربية في إدارة الحرية والديمقراطية التي تتناسب معها، وكذلك الخروج من العراق، وأن تكون هناك العدالة من جانب أميركا في متابعة القضية الفلسطينية.

ـ وماذا عن الاجندة الأميركية عند تحاورها مع الاخوان؟

هم يريدون معرفة موقفنا من المرأة ووضع الاقليات وتداول السلطة والديمقراطية والموقف بالنسبة إلى العلاقة مع حماس وايران واتفاقية كامب ديفيد، وكل هذه الامور أعلن الاخوان رأيهم فيها.

ـ ولكن هل الادارة الأميركية جادة فى طلب الحوار مع الاخوان؟

هى تريد البحث عن مصالحة في المنطقة، ولكن هناك حواجز ستقف امامها، تتمثل في رفض اللوبي الإسرائيلي هذا الحوار، الذي يسبب لإسرائيل رعبًا كبيرًا، بسبب الخوف أن يمثل دعم لحركة حماس التي تربطنا بها علاقات تصبّ في مصلحة الاستقلال للشعب الفلسطيني وعودة القدس.

ـ ما موقف الاخوان في حالة نجاح الدعوة المطالبة بالدستور أولا؟

سوف نؤيدها طالما أن الغالبية طالبت ذلك، نحن مع ارادة الشعب، وليس كما يقال إننا المستفدين من اجراء الانتخابات أولاًن ولو كان الأمر هكذا لكان قرار الترشيح علىكل الدوائر، وليس على 45% فقط.