الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد برفقة الزعيم اليساري محمد بن سعيد

دعا الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد في المغرب إلى quot;مباشرة الحوارات بين الأحزاب اليسارية بهدف التحضير لإعادة هيكلة اليسار المغربي.quot; وذلك خلال افتتاح أعمال المؤتمر الثالث للحزب المنعقد في الرباط يوم أمس الجمعة.

واختار الحزب شعار quot; الملكية البرلمانية الآنquot; لمؤتمره الثالث، ويعد الحزب الاشتراكي من بين المدافعين في المغرب على فكرة فصل للسلط، وهو ما دفعه إلى مقاطعة الاستفتاء على الدستور الجديد، إذ يرى قادة الحزب أن الوثيقة الدستورية الجديدة لم تصل إلى مستوى الإقرار بملكية برلمانية.

وقال محمد بن سعيد آيت يدر الزعيم التاريخي لما يتعارف عليه في المغرب باليسار الجديد الذي يعتبر الحزب الاشتراكي الموحد إحدى فصائله الأساسية في تصريح لإيلاف: quot;نعتبر هذا المؤتمرم حطة مهمة جدا إذ يأتي في سياق الريبيع العربي، وولادة حركة 20 المغربية التي أدت إلى الإصلاحات المطروحة الآن.quot;

وفي إشارة إلى انتصار الإسلاميين في الانتخابات التشريعية الأخيرة في المغرب، وتعيين عبد الإله بن كيران رئيسا للوزراء، قال بن سعيد quot;: quot;بالنسبة إلينا، مهما كانت أصوات المواطنين الذين منحوا ثقتهم لهذا الحزب، نعتبر أنها مسألة مهمة في أن ينالوا حظهم من التجرية على مستوى المسؤولية الحكومية، وأنا لست ضد التيار الأصولي في ممارسة الحكم، بل على العكس من ذلك، مع إعطائهم فرصة تجربة ممارسة الحكم.quot;
وأضاف: quot;الذي نريده هو أن يكون هناك تناوبا حقيقيا، تكون فيها صناديق الاقتراع هي التي تحدد من يمثل الشعب ومن لا يمثله.quot;

واعتبر بن سعيد quot;أن الشعب يجب أن يكون هو مصدر كل السلطات، فالمؤتمر ينعقد في هذا الإطار، ونتمنى أن يحصل التطور ويكون هناك البديل المجتمعي، ويكون اليسار والمجتمع المدني على قدرة بالفعل على بناء مجتمع الحداثةquot;.

وأكد بن سعيد، على الضرورة الحوار المغربي، موضحا أن هذا الحوار يجب أن يتم عبر تقييم نقدي للتجرية، وعلى الاعتراف بالأخطاء، لرسم آفاق مستقبل البلاد مضيفا:quot; فنحن نقوم بمعارضة إجابية.quot;
ورغم مقاطعة حزبه للاستفتاء على الدستور والانتخابات التشريعية الأخيرة، إلا أنه لم يستبعد مشاركة حزبه في الانتخابات البلدية المقبلة.

من جهاته، قال الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد محمد مجاهد لquot;إيلافquot;:quot;نطمح إلى إعادة بناء اليسار المغربي حتى يكون عموم اليسار وعموم الديمقراطيين في مستوى التحديات وكذلك تأهيل حزبنا للمرحلة القادمة على كافة المستويات.quot;
وسيناقش المؤتمر أرضيتين ستعرضان على تصويت المؤتمرين، قبل أن يتم تجديد هياكل الحزب عبر اتخاب مجلس وطني (برلمان الحزب) وانتخاب المكتب السياسي والأمين العام الجديد.

ويركز الحزب كثيرا على وحدة اليسار التي يراها سبيلا نحو بناء مغرب العدالة الاجتماعية والديمقراطية والحداثة.
وقال مجاهد: quot;سنبذل مجهودا، خصوصا بالنسبة لما تشهده الساحة السياسية المغربية، مع كل الفصائل المناضلة من أجل هذا الهدف.
وكان لافتا خلال حفل افتتاح المؤتمر الحضور الكبير لقيادات حزبية من اليسار المغربي، من أحزاب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والتقدم والاشتراكية، بالإضافة إلى حضور ممثل عن دولة فلسطين في الرباط.

وأشار مجاهد خلال حديثه لquot;إيلافquot; إلى أن هناك مستجدات يشهدها الوضع السياسي المغربي، من خلال حركة 20 فبراير والمطالب التي طرحتها لإسقاط الاستبداد والفساد.

كما تحدث عن المستجدات التي ترتبط بالعملية الانتخابية quot;خصوصا خروج الاتحاد الاشتراكي إلى المعارضةquot;، وهو ما اعتبره مؤشرا إيجابيا quot;سنتعامل معه بشكل إيجابي.quot;
واعتبر الأمين العام للحزب، تحالف الكتلة الديمقراطية منتهيا.
وقال quot;مع الأسف، انتهى دورها الحقيقي منذ زمن، والآن مع تواجد جزء منها في المعارضة والجزء الآخر داخل الأغلبية الحكومية، أعتقد الآن، بأن على اليسار أن يبني نفسه، ويلزم وجود قطب ديمقراطي بتصور واضح للمرحلة القادمة، يتمثل في المطالبة بإقرار الملكية البرلمانية وإسقاط الفساد والتوزيع العادل للثروة الوطنية، وهو برنامج قادر على أن يستعيد ثقة الشعب.quot;

يذكر أن حزب اليسار الاشتراكي الموحد تأسس عام 2002 باسم اليسار الموحد بعد عملية اندماج لأربعة فصائل يسارية من اليسار المغربي الجديد هي: منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، والحركة من أجل الديمقراطية والديمقراطيون المستقلون قبل أن يغير تسميته عام 2005 إلى حزب اليسار الموحد بعد اندماج فصيل الوفاء للديمقراطية المنشق عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.