بيت امر: في منزل علي عوض في بلدة بيت امر في مدينة الخليل في الضفة الغربية، سادت اجواء من الفرح مع وصول ثلاثة اخوة من العائلة شملتهم صفقة التبادل التي تمت امس بين اسرائيل وحركة حماس.

واحتفلت الاسرة باطلاق سراح الاخوة الثلاثة صدام علي عوض (21 عاما) ومحمد (17 عاما) واحمد (19 عاما) الذين وصلوا الى المنزل بعد منتصف ليل الاحد الاثنين، لكن ذلك لم يمنع العائلة من الاحتفال حتى ساعات الصباح الباكر.

وقال الوالد علي عوض (50 عاما) لوكالة فرانس برس quot; شعوري مثل شعور اي اب فرح برؤية ابنائه وهم يخرجون من السجن. لكن فرحتي تبقى ناقصة لان هناك الكثير من الاباء الذين ما زالوا محرومين من رؤية ابناءهم الذين بقوا داخل سجون الاحتلالquot;.

وكان علي عوض الاب نفسه اعتقل لدى اسرائيل اكثر من مرة، وامضى ما مجموعه ثماني سنوات في السجون الاسرائيلية. وفي احدى المرات كان في السجن مع ابنه صدام في 2008.

وسادت الاسرة فرحة عارمة رغم ان المدة التي امضاها الاشقاء الثلاثة في السجن ليست طويلة.

فقد امضى صدام 29 شهرا في السجن وبقي على انتهاء حكمه اربعة ايام فقط بينما بقي احمد ستة اشهر من اصل حكم بالسجن لعام واحد. اما محمد فبقي على انتهاء حكمه البالغ ستة اشهر، شهر واحد فقط.

وقال علي quot;مثلا لو طرح علي ان ابقي اولادي ليكملوا ما تبقى عليهم من الحكم مقابل اطلاق سراح المحكومين لسنوات طويلة لقبلت ذلكquot;.

وكان نصيب مدينة الخليل من الدفعة الثانية من صفقة التبادل 61 اسيرا وصلوا الى المدينة في ساعات الفجر بعدما افرجت عنهم اسرائيل في وقت متأخر من الليل.

وبينما اعلنت حركة حماس امس عن اتمام الصفقة بينها وبين اسرائيل، وجهت وزارة شؤون الاسرى الفلسطينية انتقادات للدفعة الثانية من الصفقة لانها شملت معتقلين شارفوا على انهاء محكوميتهم.

واختار الشاب نعمان ابو ربيع (36 عاما) زيارة قبر والديه في مخيم الفوار في الخليل اللذين توفي قبل شهرين عندما كان في السجن، بدلا من التوجه الى منزله ولقاء ابنائه الخمسة.

وكان نعمان محكوما بالسجن خمس سنوات، وتنتهي مدة حكمه بعد 15 يوما بالضبط.

وقال نعمان لفرانس برس quot;حرمت من المشاركة في جنازة والدي لذلك اخترت ان اتوجه الى قبرهما لقراءة الفاتحة قبل ان اتوجه الى منزلي ورؤية اطفاليquot;.

واضاف quot;نعم انا فرح بانني تحررت لكن هذه الفرحة ممزوجة بالالم على زملاء لي بقوا في السجون، وشاركونا هم في فرحة الافراج عنا قبل ان نشاركهم في الام بقائهم في السجونquot;.

من جهته، قال المعتقل علي عوض (23 عاما) الذي امضى اربع سنوات في السجن بموجب حكم انتهى في تشرين الاول/اكتوبر الماضي انه فكر في رفض اطلاق سراحه على ان يتم الافراج عن معتقل اخر بقي من حكمه سنوات طويلة، بدلا منه.

واضاف quot;سألت زملاء لي في السجن ان كان بامكاني ان ارفض اطلاق سراحي لعل اسيرا آخر يحل مكاني لكن زملائي قالوا لي انه من الممكن الا يتم اطلاق سراحي ولا اسير اخرquot;.

وبينما كانت العائلة تحتفل باطلاق سراح ابنها علي، كانت تتلقى التهاني بسلامة ابنها الاخر مصلح عوض (24 عاما) الذي اصيب بقنبلة صوت في ظهره خلال المواجهات التي وقعت بين الجيش الاسرائيلي واهالي المعتقلين الذين كانوا ينتظرون ابنائهم عند مدخل معسكر.

اما محمود عمر (38 عاما) وهو من بلدة دورا في الخليل، فلم يكن يتصور انه سيتم اطلاق سراحه ضمن الصفقة خاصة وانه بقي على انتهاء محكوميته ثلاثة سنوات من اصل ثمانية.

وقال لوكالة فرانس برس وهو يحتضن توأميه في منزله quot;فرحتي لا توصف لاني لم اكن اتوقع ان يتم اطلاق سراحيquot;.

ورأى خبير في شؤون المعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية ان ما ميز الدفعة الثانية من صفقة التبادل هو ان غالبية المفرج عنهم هم من الشباب.

وصرح عبد الناصر فروانة لفرانس برس ان quot;جميع الذين اطلق سراحهم في الدفعة الثانية هم من الذين اعتقلوا في الانتفاضة الثانية، لذلك من الطبيعي ان يكون غالبيتهم من فئة الشباب (...) اي ان الذين اطلق سراحهم في هذه الدفعة هم من الذين اعتقلوا حديثا وحكموا لسنوات قليلةquot;.