وفاة كيم جونغ ايل تثير املا باصلاح النظام في كوريا الشمالية

نجح نظام كوريا الشمالية في التكتم طيلة يومين على نبأ وفاة زعيمه كيم جونغ أيل، ليؤكد بذلك سيطرته التامة على كل ما يخرج من البلاد أو يدخل إليها من معلومات، كما تمكّن من مراوغة أجهزة المخابرات الدول الكبرى.


سيول: يتعرّض جهاز الاستخبارات الكوري الجنوبي منذ يومين لانتقادات حادّة لعدم معرفته بموت الزعيم الكوري الشمالي يوم السبت، والذي أعلن عنه الإعلام الرسمي الشمالي بعد يومين من ذلك.

وأقرّ مدير الاستخبارات الوطنية الكورية الشمالية ون سي-هون أنه لم يتبلغ بنبأ الوفاة إلا بعد إعلانها رسميًا، كما قال نواب شاركوا في جلسة برلمانية مغلقة.

وأضاف رئيس المخابرات إن quot;الصين والولايات المتحدة، وكذلك اليابان، لم تكن على علم بذلك أيضًاquot;.

وأكدت كوريا الشمالية أن كيم جونغ أيل توفي أثناء وجوده داخل القطار، الذي كان يقلّه إلى الريف يوم السبت بأزمة قلبية نتيجة الإرهاق. ويبدو أن الكوريين الشماليين كتموا الأمر، حتى أنهوا الترتيبات اللازمة.

وأشار وون إلى إطلاق كوريا الشمالية صاروخين قصيري المدى صباح الاثنين. وكان من المقرر إجراء تجربتين مماثلتين بعد الظهر، لكنهما ألغيتا بعد الإعلان عن موت الزعيم الكوري الشمالي. وقال quot;أظنّ أن الأمر ظل محصورًا ببعض المقرّبين الأوفياءquot;.

بدوره أقرّ وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم كوان جين بأنه علم بالأمر من التلفزيون.

وقال quot;كان من الصعب معرفة الأمر من خلال نظام الاستخبارات الحالي، أعتقد أنه ينبغي علينا تعزيز قدراتناquot;.

وكان الوزير يلقي كلمة أمام النواب لدى إعلان بيونغ يانغ. وأكدت الصحف الكورية الجنوبية الثلاثاء أن الرئيس لي مينغ-باك لم يكن بدوره على علم بالأمر.

وقال المتحدث باسم حزب الوحدة الديموقراطي المعارض، لي يونغ سوب، quot;جهاز استخباراتنا فشل. هذا مثال فاضح على تقصيرنا في جمع المعلومات الآتية من الشمالquot;.

وطالب النائب المحافظ بارك سون يونغ بتنحية مدير المخابرات، معتبرًا أن الأمر quot;غير مقبول (..) بعدما أنفقت مكاتب الاستخبارات كل هذا المال العامquot;.

ويرى المراقبون المتخصصون في شؤون كوريا الشمالية من جانبهم أن أقمار التجسس هي الوسيلة الوحيدة لاختراق جدار التكتم الذي تقيمه بيونغ يانغ.

وقال بايك سونغ جو، الخبير في المعهد الكوري لتحليلات الدفاع، إن quot;سيطرة الشمال على المعلومات المتصلة بكيم كانت مجدية وقوية. كان مساعدوه وحرّاسه يعيشون في سرّية مطلقةquot;.

وفي أيار/مايو، تعرّضت استخبارات كوريا الجنوبية لانتقادات، لأنها لم تعلم بزيارة كيم جونغ أيل للصين، وأكدت حينها خطأ أن ابنه هو الذي قام بالزيارة.

وقال الخبير إن quot;كوريا الشمالية وحلفاءها كانوا يعتمدون على أقمار التجسس، للحصول على معلومات بشأن تحركات كيم. لم يكن أحد يعلم ما يحصل عندما يسافر في هذا القطارquot;.

لذلك، نجحت بيونغ يانغ في قطع أي اتصال مع الخارج، من خلال مراقبة الانترنت وكل مصادر المعلومات الآتية من الخارج.

حتى إن الكوريين الشماليين لم يطلعوا على حركة الربيع العربي عبر شبكات التواصل الاجتماعي النشطة.

وقال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، قبل فترة وجيزة، إن كوريا الشمالية رفضت عودة 200 عامل من ليبيا، خشية أن يستلهموا الثورة، ويحملوا بذورها إلى بلادهم.