نظّم اتحاد الطلبة المغاربة في ليبيا وقفة احتجاجية أمام سفارتهم، مطالبين بحقوقهم من المنح الدراسية واتهموا سفارتهم بالتقصير تجاههم.


الرباط:علمت quot; إيلاف quot; أن اتحاد الطلبة المغاربة في ليبيا قرر تنظيم وقفة احتجاجية أمام السفارة المغربية في ليبيا بتاريخ 5 كانون الثاني، وحسب مصدر باتحاد الطلبة المغاربة بليبيا فإن هذا القرار، جاء على خلفية معاناة الطلبة من حرمانهم من المنحة الدراسية لموسم 2010 / 2011 والتي تبلغ قيمتها 1500 دينار سنويا (حوالي 10215 درهم).

وبحسب نفس المصدر فإن معاناة الطلبة المغاربة وصلت حد عجزهم عن تغطية مصاريفهم اليومية (الإقامة ، التنقل...) وهو ما فرض عليهم الإتصال بسفارتهم قصد مقابلة السفير المغربي بطرابلس، لكن مسعاهم باء بالفشل بسبب رفض السفير المغربي استقبالهم ndash; يضيف نفس المصدر ndash; حيث تمت إحالتهم إلى مسؤول بالسفارة اكتفى بالتأكيد أن السفارة راسلت أكثر من مرة الجهات المسؤولة ممثلة في وزارة الجالية لكن بدون جدوى.

وهو ما جعل اتحاد الطلبة المغاربة بليبيا يعبر عن استنكاره الشديد لما اعتبره quot;أسلوب لا مسؤولquot; للسفارة المغربية التي كان من المفروض عليها تقديم الدعم اللازم لهم، كما طالب في بيان تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه، الجهات المعنية ممثلة فى وزارتي الخارجية والجالية المغربية، بالتدخل العاجل والفوري من أجل تسريع صرف المنح الخاصة بالطلبة المغاربة في ليبيا.

في نفس السياق نددت هند هاشميون الطالبة بكلية التقنية الطبية بجامعة طرابلس بالتهميش الذي تمارسه الدولة المغربية بحق الطلبة المغاربة بليبيا، وكشفت لـ quot;إيلافquot; حجم معاناة الطلبة جراء قساوة ظروف العيش وانعدام الأمن والإستقرار وصعوبة التنقل، quot;فالكليات بعيدة جدا عن مقراتنا السكنية ndash; تضيف هند - ونعاني من صعوبات التنقل فـسيارة الأجرة هي وسيلة النقل المتوفرة لكن بقلة وثمنها مرتفع يصل 10 دينار ليبي وهو ما يؤدي إلى تأخرنا عن موعد الحصص الدراسيةquot;.

كما أن الطلاب يطالبون بدفع مصاريف للكلية تتراوح ما بين 150 إلى 250 دينار حسب التخصصات والمواد ، ودعت في حديثها لـ quot; إيلاف quot; الجهات المسؤولة إلى الإنصات لمشاكل الطلبة بغية التوصل إلى حل يضمن مواصلة الطلاب المغاربة لدراستهم الجامعية بالقطر الليبي .

جمعة ريان، الطالب بكلية الطب بجامعة طرابس انتقد هو الآخر ازدواجية الخطاب حول العدالة الإجتماعية وحقوق الإنسان في المغرب وقال في حديث لـ quot;إيلافquot;: quot;شاركت في ملتقى الجامعات الصيفية لأفراد الجالية المغربية على مدى عامين التقيت خلالها بالسياسيين والمنظمات الحقوقية في المغرب، وما ناقشته معهم وما سمعته منهم لم أجده للأسف على أرض الواقع quot;وأكد أن الجالية المغربية المقيمة بليبيا التي تعد من أكبر الجاليات المغربية في الخارج عانت من التهميش والظلم والحرمان من الحقوق المدنية أيام النظام الديكتاتوري السابق، كما تجرعت مرارة الحياة الصعبة والرعب طيلة مدة الحرب الأهلية في ليبيا ورغم ذلك واصلوا دراستهم وأجروا إمتحاناتهم مع ما يكتنف ذلك من صعوبات ومخاطر لتواجه الآن بالتهميش من طرف الحكومة المغربيةعلى حد قوله.
وتساءل جمعة في حديثه لـ quot;إيلافquot; ألم تدرك الجهات المعنية بشؤون الجالية من وزارة التعليم ووزارة الجالية ووزارة الخارجية ووزارة المالية معاناة أفراد الجالية المغربية بليبيا والطلبة الدارسين في هذا البلد ؟ أين هي مسؤولياتهم ؟ أين هو واجبهم الأخلاقي والإنساني ؟.

عثمان المزكلدي الطالب بكلية تقنية الحاسوب التابعة للهيئة الوطنية للتعليم التقني والفني يتفق مع ما جاء في تصريح جمعة، حيث استنكر هو الآخر مماطلة الإدارة المغربية في صرف المنحة الدراسية في الوقت المطلوب وتساءل عن خلفيات رفض السفير المغربي استقبالهم بذريعة كونه quot; مشغول quot; وقال في حديثه quot; أي أشغال هي أهم من طلبة يسعون لإكمال مشوارهم الدراسي و العودة إلى بلدهم لكي يكونوا دعما للوطنquot;.

وحمّل وزارة الخارجية مسؤولية الوضع الصعب الذي يعانيه الطلبة المغاربة في ليبيا جراء حرمانهم من المنح الدراسية وأضاف قائلا quot;كان من المفترض أن تكون منحتنا هذه السنة الضعف، لأننا نعاني من غلاء الأسعار وعطل أهالينا عن العمل بسبب الأحداث التي عرفتها ليبياquot;.

بالمقابل قال مسؤول بوزارة الجالية المغربية المقيمة بالخارج أن السنة الدراسية الماضية كانت quot;سنة بيضاءquot;، وهو الأمر الذي يرفضه اتحاد الطلبة المغاربة بليبيا الذي أكد لـ quot; إيلاف quot; أنه قدم جميع الوثائق المطلوبة معززة بنتائجهم الدراسية للسنة الماضية، والتي تؤكد عدم توقف دراستهم الجامعية بليبيا وقد أرسلت القنصلية المغربية بليبيا هذه الإثباتات إلى الجهات المعنية على حدّ تصريحها لمسؤولي اتحاد الطلبة المغاربة بليبيا.
هشام ناصر من الرباط