تتعامل الشبكة المغربية للدفاع عن حقوق الرجل، وهي الجمعية الوحيدة في المغرب التي تدافع عن الرجال المُعنّفين من قبل زوجاتهم، مع الأشخاص الذين تعرّضوا لقسوة نسائهم، من أجل الاستماع والإرشاد القانوني والدعم النفسي، بهدف تجاوزكل التداعيات، التي قد تؤثر عليهم سلبًا نتيجة ظاهرة عنف النساء ضدّ الأزواج.

الشبكة المغربية للدفاع عن حقوق الرجال رصدت 4200 حالة عنف ضدّ الأزواج

الرباط: لم يعد العنف حكرًا على الرجال، بل امتد حتى إلى الجنس الناعم، الذي بدأ يضع حدًّا لهيمنة شخصية quot;سي السيدquot;،بعدما بات عدد من الأزواج يحنّون حاليًا إلى زمانه في كنف روايات نجيب محفوظ.

يوجد ضمن هذه القائمة عدد ليس بيسير من المغاربة، الذين تجرّعوا مرارة الكأس نفسه، الذي تذوّقته فئة عريضة من الزوجات، لأسباب قد تكون تافهة، في بعض الأحيان.

من الضرب إلى كسر الفك

يتوزّع العنف، الذي يتعرّض له الرجال في المغرب، بين الجسدي، والمعنوي، والقانوني.

وأكد عبد الفتاح بهجاجي، رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن حقوق الرجال، أن من بين أشكاله quot;الضرب والجرح باستعمال أدوات حادة، أو أدوات منزلية خاصة بالمطبخ، وتكسير فك، وغيرها..quot;، مشيرًا إلى أن الشبكة تتبعت، حتى الآن، 4200 حالة، 20 في المائة منها تتعلق بالعنف الجسدي.

وذكر رئيس الشبكة، في تصريح لـquot;إيلافquot;، أن quot;غالبية الحالات الواردة علينا تكون المرأة اعتدتفيها على الزوج بمعية أسرتها، أو جيرانها، أو صديقاتهاquot;، مبرزًا أن quot;هذا النوع من العنف لا يرتبط لا بسنّ محدد، ولا بمستوى اجتماعي معين، إذ لا فرق، في هذا الجانب، بين الفقير ولا بين من يصنّفون أنفسهم في خانة المجتمع الراقيquot;.

وأوضح عبد الفتاح بهجاجي أن quot;أصغر حالة، من حيث السنّ، وردت على الشبكة هي لشاب يبلغ من العمر 26 سنة، في حين أن أكبر حالة تصل إلى 75 سنة، وهي لرجل متقاعد، اعتدت عليه الزوجة وابنته، قبل أن يجري طرده من بيت الزوجيةquot;، مبرزًا أن quot;الأمّية وربة البيت تجتمع مع المتعلمة والموظفة في ممارسة هذا النوع من العنفquot;.

وأكد أن التعاطي مع الرجال المعنّفين هو جزء من عمل الشبكة، وزاد مفسّرًا quot;نحن نتولى مساندة ومؤازرة الرجال، الذين لديهم مشاكل، سواء على المستوى القانوني، أو النفسي، أو الاجتماعيquot;.

وقال عبد الفتاح بهجاجي إن هذه المساندة تأتي عبر تنظيم جلسات استماع للناس، ومحاولة التعرف إلى المشاكل التي لديهم، والأسباب التي جعلتهم يتعرّضون للعنف ومصدره، قبل استدعاء الطرف الآخر، لمعرفة وجهة نظره في الموضوع.

أما المرحلة الثانية، يوضح المصدر نفسه، فتتمثل في الإرشاد القانوني، إذ إن quot;غالبية الحالات، التي ترد علينا، لا يعرف أصحابها كيف يتعاملون قانونيًا مع الظاهرةquot;، مشيرًا إلى أنه quot;بعد الإرشاد القانوني والحقوقي، تأتي عملية المواكبة، أي تتبع الشخص على المستوى النفسي وغيره، إذ لدينا أطباء يساندوننا في هذا الجانب، تطوعًاquot;.

وكشف تقرير للشبكة عن أن نسبة كبيرة من هؤلاء، الذين سلط عليهم العنف، ينتمون إلى الحواضر والمدن،لافتًا إلىأن مدينة الدار البيضاء، الرئة الاقتصادية للبلاد، تحظى بأعلى نسبة بحوالى 80 % من حالات العنف الأنثوي هذه.

حكايات حبيسة المنازل

فيما علت الأصوات المشتكية من هذا التمرّد النسوي، الذي تعددت أشكاله وأنواعه، فنجد أن فئة لا بأس بها اختارت الركون إلى الصمت، وعدم الجهر بالعنف الذي تتعرّض إليه على يد زوجاتهم.

حسن (ل) واحد من الذين يعانون هذا العنف، غير أنه يفضّل عدم الجهر به، والاستمرار، مجبرًا، في هذا المسار الحياتي، من أجل ضمان الاستقرار النفسي لأبنائه.

يقول حسن، لـquot;إيلافquot;، quot;بعد حوالى سنتين من الزواج، بدأت تظهر بعض المشاكل، التي كان لي يد في بعضها، غير أن الأمور لم تكن تتجاوز حد المواجهة الكلامية، قبل أن يتطور الوضع في السنوات الأخيرة، إلى درجة إنني تلقيت ضربات موجعة، وأصبت بجروح، نتيجة الاعتداء عليّ بأدوات حادةquot;.

وأوضح حسن أنه quot;في بعض الأحيان تعمد زوجتي لاستدعاء إخوتها للتدخل، ولولا أنني أتخوّف من الفضيحة، بسبب طبيعة عملي، لكنت وقعت في مشاكل كبيرةquot;، وزاد قائلاً quot;مرّة قلت لها إنني لا يمكن أن أحتمل الوضع الحالي، ومن الأحسن أن نمضي نحو الطلاق، فردّت عليّ بأن لديها طريقتها في مواجهتي، إذا قمت بهذه الخطوةquot;.

وأبرز أن تفكيره الدائم في مستقبل أبنائه، الذين لا يريدهم أن يتأثروا نفسيًا بمشاكل حياته الزوجية المضطربة، يجعله quot;يصبر على الوضع الذي يعيشهquot;.

وتستقبل الشبكة المغربية للدفاع عن حقوق الرجل، الجمعية الوحيدة في المغرب التي تدافع عن الرجال المعنّفين من زوجاتهم، حالات الأشخاص الذين تعرّضوا لقسوة نسائهم، من أجل الاستماع والإرشاد القانوني والدعم النفسي، بهدف تجاوز كل التداعيات، التي قد تؤثر عليهم سلبًا نتيجة عنف شريكات حياتهم.