سعى أركان النظام المصري أمس إلى امتصاص غضب الشارع عشية quot;جمعة الرحيلquot; التي دعا اليها المطالبون بسقوط النظام، فوعد رئيس الحكومة احمد شفيق بمحاكمة علنية للذين هاجموا هذا الميدان بعد ظهر الاربعاء ما اسفر عن مقتل سبعة اشخاص، بينما اعلن نائب الرئيس عمر سليمان عزمه على الحوار مع الجميع بمن فيهم جماعة الاخوان المسلمين التي سارعت الى رفض دعوته.

وفي سعيه لارضاء المعترضين المتجمعين في ميدان التحرير قال شفيق ايضا ان وزير الداخلية السابق حبيب العادلي quot;سيحقق معه واذا تبين انه مخطىء سوف يحاسبquot; في اشارة الى غياب الشرطة كليا وانفلات الوضع الامني. الا ان شفيق رأى من جهة ثانية ان بقاء المتظاهرين في ميدان التحرير quot;لن يجلب لهم جديداquot; ملمحا بذلك الى انهم لن ينجحوا في تحقيق مطلبهم الرئيسي وهو تنحي الرئيس حسني مبارك.

بالمقابل كانت مواقف نائب الرئيس عمر سليمان اكثر تشددا فهو اعلن صراحة رفضه لاي تنح فوري للرئيس مبارك عن الحكم لانه سيؤدي برأيه الى الفوضى، كما اكد تمسكه بوضع quot;قيودquot; على الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في ايلول/سبتمبر المقبل.

وكان ميدان التحرير استيقظ صباح الخميس على بعض الهدوء اثر مواجهات عنيفة شارك فيها مساء الاربعاء حتى فجر الخميس الالاف من انصار للرئيس مبارك واخرين مطالبين بتنحيه، تخللتها حرب مواقع ومعارك كر وفر انتهت بمقتل سبعة اشخاص على الاقل واصابة اكثر من الف.

وقام نحو 50 عنصرا من الجيش قبل ظهر الخميس بالانتشار بين الفريقين قرب متحف القاهرة في منطقة فاصلة بين ميدان التحرير وميدان عبد المنعم رياض، فخف التوتر من دون ان يخلو الامر من بعض المناوشات بالحجارة، السلاح المتوافر لدى الطرفين.

شبان ميدان التحرير لم يخفوا فرحهم بـ quot;الانتصارquot; الذي حققوه خلال الليل مع انه كلفهم قتلى وجرحى. فقد تمكنوا من دفع انصار الرئيس المصري نحو مئة متر الى الوراء ليصبحوا تقريبا تحت كوبري 6 اكتوبر، وهي المنطقة التي انتشر فيها الجيش.

وقتل اربعة اشخاص على الاقل فجر الخميس بالرصاص الذي اطلق على المتظاهرين كما قال الطبيب محمد اسماعيل الذي يعمل في عيادة ميدانية اقيمت في الميدان، بينما كان اعلن مساء الاربعاء عن ثلاثة قتلى اخرين.

ويستعد المتظاهرون للمشاركة اليوم الجمعة في تظاهرات حاشدة اطلقوا عليها اسم quot;جمعة الرحيلquot; بهدف تحقيق مطلبهم باسقاط الرئيس، وذلك بعد اسبوع من quot;جمعة الغضبquot; التي شهدت مواجهات دامية بين المتظاهرين والشرطة.

* تصوير: صبري حسنين- خاص إيلاف