عمدت قوات الامن المصرية الى استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص لتفريق المتظاهرين المشاركين في يوم الغضب الذي شهد مشاركة نحو 20 ألف شخص تواجدوا في ميدان التحرير أكبر ميادين منطقة القاهرة.


Police face demonstrators in Cairo, Tuesday Jan. ...
مصر على موعد الثلاثاء مع quot;يوم الغضبquot;

احتجاجات مناهضة للسلطة تطالب بإصلاحات سياسيّة واجتماعيّة

استخدمت قوات الأمن المصرية القنابل المسيلة للدموع والرصاص لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا في ميدان التحرير، وقد شنت الشرطة هجومها عند الساعة الواحدة من فجر الاربعاء وانتهت عمليات التفريق من منطقة وسط القاهرة بالكامل مع حلول الساعة الثالثة بالتوقيت المحلي، حيث قام رجال الشرطة بمطاردة المحتجين في مناطق عدة بالشوارع وشهدت ارتباكات مرورية ضخمة على quot;كوبري أكتوبرquot; بالإضافة الى محاولة جديدة لاقتحام مبنى الحزب الوطني الرئيسي إلا أن العنف الأمني في التعامل أجبر المتظاهرين على الهروب سريعا لاسيما بعد وقوع اعتداءات من قبل رجال الأمن أسفرت عن تقل نحو 8 مصابين على الأقل الى المستشفيات فيما تم إلقاء القبض على العشرات لم يعلم عددهم حتى اللحظة.

وخرج المتظاهرون مهرولين في مناطق عدة فور انطلاق القنابل المسيلة للدموع مما دفع قوات الأمن الى إحكام السيطرة على ميدان التحرير بصورة كبيرة واستمر إطلاق القنابل نحو 15 دقيقة اندفع خلالها جنود الامن المركزي بعنف تجاه المتظاهرين وضربوهم بالعصيان الخشبية.

وبحسب نشطاء سياسيين هرولوا على كوبري أكتوبر فإن الدكتور مصطفى النجار ونور نجل الدكتور أيمن نور من ضمن المعتقلين بالإضافة الى عدد من قيادات الحملة الشعبية لدعم البرادعي ومطالب التغيير.

وكان المحتجون نجحوا في السيطرة على ميدان التحرير في وسط القاهرة حيث تم إغلاق كافة الطرق المؤدية اليه والسيطرة على مداخل ومخارج الميدان بالجنود فيما تواجد اللواء اسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة بالمنطقة لمتابعة التطورات من على أرض الواقع.

وشكل المحتجون وحدة إعاشة تعتمد على جمع التبرعات من المشاركين كل فرد حسب مقدرته المالية من أجل توفير المياه والطعام في منطقة الاعتصام التي أغلقت فيها المحلات أبوابها بينما حاول النشطاء تخطي مشكلة عوائق الاتصال حيث فقد الاتصال بشبكات المحمول والانترنت في ميدان التحرير بشكل كامل.

كذلك، قام عدد من النشطاء بتشكيل إذاعة لنقل أخبار التظاهرة فيما يتواصل توافد المواطنين للمشاركة مع تأكيدات على قدوم مواطنين آخرين من المحافظات القريبة مثل بني سويف والفيوم خلال الساعات المقبلة.

وأعلن كل من الدكتور أيمن نور رئيس حزب الغد والدكتور عبد الجليل مصطفى المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير والدكتور مصطفى النجار المنسق العام للحملة الشعبية لدعم محمد البرادعي ومطالب التغيير استمرارهم في الاحتجاجات ومشاركتهم للشباب في المبيت في الشارع. وأصدر المحتجون بيانا طالبوا فيه بتنحي الرئيس حسني مبارك فورا وإقالة الحكومة التي يترأسها الدكتور أحمد نظيف وحل مجلسي الشعب والشورى وتشكيل حكومة وحدة وطنية لوضع دستور جديد وإجراء انتخابات نزيهة والإفراج عن كافة المعتقلين نتيحة مشاركتهم في مظاهرات الغضب والذين وصل عددهم الى نحو 50 شخصا.

ولأول مرة في التظاهرات الاحتجاجية لم يقم المشاركون برفع رايات أو أعلام أي جبهة سياسية حيث رددوا هتافات واحدة منها quot;يا مبارك أرحل أرحل بين علي مستنايك quot;و يا مبارك يا طيار الطيارة في الانتظارquot;. وسجل التعب والإرهاق الواضح على جنود الأمن المركزي الذين كلفوا بتتبع المظاهرات حيث ظهر التعب عليهم وتم إراحة عدد كبير في الشوارع الجانبية كما تم توفير وجبات طعام لهم من قبل الشرطة.

وقال الدكتور عبد الجليل مصطفي في تصريح لـquot;إيلافquot; إن من يشاركون اليوم في التظاهرات عدد ليس قليلا من المواطنين الذين قاموا بكسر حاجز الخوف والخروج من منازلهم للمرة الأولى والمشاركة في العمل السياسي لافتا الى أن الثورة تحركت ولا يمكن لأحد إيقافها لأن التغيير قادم لا محالة. كما أكد أن المشاركة في التظاهرات واستمرارها يؤكد قرب رحيل النظام الموجود حاليا.

وكان مصدر أمني قد صرح لـquot;إيلافquot; بأن هناك مخاوف من إستمرار الاعتصام بهذه الطريقة مشيرا الى أن القاهرة يمكن ان تشهد إضطرابات عنيفة في حال استمرار التظاهرات نظرا لحيوية وخطورة المكان الذي يتواجد فيه المعتصمون إذ لا يبعد سوى أمتارا عن مقار كل من مجلس الوزراء ومجلسي الشعب والشورى والسفارة الأميركية ومواجه لمجمع التحرير الذي يعتبر أكبر مجمع خدمي في وسط القاهرة.

من جهة أخرى، أعلن موقع هرديكت.اورغ الأميركي انه يتعذر الدخول الى موقع تويتر في مصر الثلاثاء.

وافاد الموقع المتخصص هرديكت.اورغ انه قد تعذر استعمال موقع المدونات الصغرى الذي يسمح بتبادل الرسائل بمعدل 140 حرفا كحد اقصى، من مصر، لكن متحدثا باسم تويتر رفض تقديم اي سبب لتعليق الخدمة.

يوم الغضب - تصويراحمد سعد