عراقيون وأجانب عالقون في مطار القاهرة |
يعيش العراقيون في مصر حالة غريبة وإستثنائية، فهم بين نار الاحداث الجارية الان في مصر وبين الخوف من المجهول في العراق ، لا يعرفون كيف يتصرفون إزاء الواقع الذين يعيشونه، حيث ان هناك العديد من الاسر التي استقرت في مصر منذ سنوات ما بعد 2003 ، فمنها من قدمت اوراقها الى المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة بانتظار ان تنقلهم المفوضية الى بلدان اخرى ولكن هذا لم يتم حتى الساعة وها هم الان يعيشون في اوضاع صعبة لا سيما الرعب الذي لا ينفك يحاصرهم في كل لحظة، على حد تعبيرهم، وهناك من ليس لديهم مكان في العراق ولا سكن، كما ليس لديهم اقارب في العراق يمكن ان يلجؤوا اليهم ، فيما اشار البعض الى ان ما تعرضوا له في بغداد سابقا يجعلهم لايفكرون بالعودة على الرغم من قيام السفارة العراقية في القاهرة بتوفير وسائل العودة الى البلاد.
في هذا الاطار، اتصلت بـ إيلاف الشاعرة العراقية رنا جعفر ياسين معبرة عن خوفها الشديد وقلقها من المستقبل، وقالت: quot;ما زال في داخلي الخوف من العودة الى بغداد بعد حادث الاختطاف الذي تعرضت له والذي كلما اتذكره اصاب بالرعب. والوضع في القاهرة اخطر مما اتصور. فنحن سجناء البيت واخشى على جدتي المريضة من الموت، كنت انتظر الحصول على لجوء انساني ولكن لم يحدث ذلك لبطء الاجراءات. وفاجأتنا الاحداث في مصر ولا ندري ماذا نفعل، نخاف ان نعود الى العراق ونخشى البقاء في القاهرة. ولم نعد نمتلك من الصبر شيئا، وانني لا اعرف من اسأل فليس هناك من يسمع، فما يحدث في القاهرة اعلى صوتا من كل الاصواتquot;.
كما اتصل بـ إيلاف عدد من العراقيين هناك معبرين عن قلقهم الكبير وخوفهم، فهم لايستطيعون النزول الى الشارع من أجل شراء أي حاجة يحتاجونها. ويقول سلام احمد عمر: انا اشعر بالخوف الشديد على نفسي وعلى اهلي، فلا نستطيع البقاء في مصر بسبب الاحداث الخطرة فنحن نخشى الخروج من بيوتنا خوفا من تعرضنا للاذى، ولا نستطيع العودة الى بغداد بعد ان تركناها ولم يعد لدينا فيها شيئا.
كما نقل لـ إيلاف احد الزملاء الصحافيين عن صديق له في القاهرة قوله: نحن الان نعيش في القاهرة حالة من الرعب لم نشعر بمثلها الا حينما كنا في بغداد ايام الحرب الطائفية. نحن طلبنا حق اللجوء من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ووعدونا خيرا ولكن ما زلنا عالقين. واتمنى من الحكومة العراقية ان تفعل لنا شيئا ، لا اعرف كيف اتصرف. انا عراقي ولكن اخشى العودة الى العراق ، لا اعرف من اناشد ولكنني اقول عبر إيلاف الى من يهمه الامر ان الامر صعب جدا ونحن نعيش حالة رعب.
ولمحاولة الحصول على أمل من أجل إزالة الخوف من اولئك العراقيين هناك، اتصلت إيلاف بالنائب علي الشلاه، عن دولة القانون المنضوية في التحالف الوطني فقال: من أول يوم أمر رئيس الوزراء وزارة الخارجية باجراء الاتصالات ونقل الذين يرغبون بالعودة الى بغداد. كما ان السفارة العراقية في القاهرة وضعت ارقاما ساخنة من اجل ان يتصل بها كل العراقيين هناك الذين يقعون في ضيق او أي مسألة بغض النظر عن اتجاههم السياسي او موقفهم من الحكومة. وعلينا ان نتصرف معهم بهذه الازمة بوصفهم مواطنين عراقيين وهذا حقهم المشروع وهذه سفارة بلادهم ، هناك تعليمات مشددة كما علمت من وزارة الخارجية ان تجري عملية اغاثتهم بسرعة ، والذين يكونون في وضع غير آمن ان يجري تأمينهم والذين يرغبون في العودة تتم المساعدة في عودتهم .
وأضاف: الجانب التنفيذي هو من واجب الحكومة والاخوة في وزارة الخارجية. وحسب ما اعلم، فان بالبرلمان الوضع جيد الى درجة كبيرة حتى أن الاخ رئيس مجلس النواب شكر الحكومة وشكر وزارة الخارجية ووزارة النقل على هذا، ولكن اذا ما استجدت أي امور فنحن حاضرون، هذه مسألة وطنية. كما انني الاحظ من خلال الفضائيات العربية هناك رقم هاتف للسفارة العراقية في القاهرة يظهر داعيا ابناء الجالية العراقية للتواصل في حالة تواجد أي طارئ، وحتى في الفضائية العراقية ايضا هناك هذه الدعوة، أي ان على كل عراقي ان يتصل بالسفارة لتمنحه الامان والاطمئنان حتى وان كان لايرغب في العودة الى العراق.
وتابع الشلاه: في ما يتعلق بالجانب العراقي سأنقل هذا الصوت بسرور وبسرعة، لكن في ما يتعلق بالجانب المصري اعتقد ان على العراقيين هناك ان يتواصلوا داخل مصر مع السفارة وان ينقلوا صوتهم اليها من أجل مساعدتهم وربما بالتنسيق مع الاخوان المصريين كالاجهزة الامنية ووزارة الخارجية المصرية، فالتواصل معنا لايغني عن التواصل عن السفارة وينبغي ان يتم الامر بسرعة وسوف اتصل بلجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب ورئيس مجلس النواب اذا ما كان هناك أي طارئ في هذا الموضوع.
التعليقات