دمشق: دعت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية السلطات السورية إلى الإفراج الفوري عن رئيس التيار الإسلامي الديمقراطي السوري غسان النجار المعتقل منذ الجمعة الماضي بسبب إطلاقه دعوات عامة للسوريين إلى التظاهر في دمشق وحلب للمطالبة بمزيد من الحريات في بلدهم.

وقالت المنظمة في بيان من مقرها بنيويورك وحصلت quot;ايلافquot; على نسخة منه ان قوات الامن السورية اعتقلت النجار (75 عاما) وسط إجراءات أخرى اتخذتها لاستباق أي تجمع عام بعد أن دعى نشطاء سوريون على الفيس بوك وتويتر إلى تظاهرات كبيرة في سورية يومي 4 و5 من الشهر الحالي .

واشات المنظمة الى ان جهزة الأمن السورية قد استدعت أكثر من 10 نشطاء خلال 48 ساعة الأخيرة للضغط عليهم كي لا يتظاهرون حسبما ابلغها ناشط سوري بذلك . كما احتجز مسؤولو الأمن ثلاثة متظاهرين شبان عدة ساعات يوم الخميس الماضي بعد أن شاركوا في احتجاج بدمشق ضد الفساد وضد ارتفاع نفقات المكالمات على الهواتف النقالة.

وقالت سارة ليا ويتسن المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة هيومن رايتس ووتش quot;على الرئيس بشار الأسد أن يأخذ العبر مما يقع من أحداث في المنطقة وأن يعلن أنه سيرفع حالة الطوارئ ويُحسّن من الحريات العامة. لقد أظهر التونسيون والمصريون أن الأساليب القمعية القديمة لا يمكنها قمع الشعوب الطامحة للحريةquot;.

ودعت هيومن رايتس ووتش السلطات السورية إلى احترام حق السوريين في التجمع السلمي وقالت انه بصفة سورية دولة طرف في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية فمن المطلوب منها حسب المادة 21 من العهد احترام وحماية الحق في التجمع السلمي. واشارت الى ان القيود على هذا الحق لا تُفرض إلا بموجب قوانين واضحة لا لبس فيها ولأسباب محددة وواضحة مثل مراعاة السلامة العامة وبشكل متناسب فقط، مع احترام الحق الذي تحميه كما أن على سورية حماية التجمعات السلمية من تعرض الأطراف الأخرى لها.

وكان النجار وجه قبيل اعتقاله نداء الى السورين قال فيه quot;أشكركم على مئات الرسائل التي تصلني بشكل أو بآخر للاطمئنان عني وأقول لهم إنني فرد من هذا الوطن ولست بشيء بالنسبة للشعب الذي ينبغي أن يحيا ويعيش بكرامة فان قدّر الإله مماتي أو سجني فلا أبالي فالبقاء لله أولا وسيبقى الشعب وينتصر أخيرا لا محالةquot;.

واضاف quot;أقول للأجهزة الأمنية quot;كفوا عن ملاحقاتكم لجميع الأحرار وإن كنتم تريدون اعتقالي فيمكنكم استصدار مذكرة من النيابة العامة وأنا جاهز للمثول أمامهاquot;.

وخاطب الرئيس بشار الاسد قائلا quot;لقد وصلني تصريحكم عن عزمكم على إجراء إصلاحات وأخاطبه أن يعلن عن هذه الإصلاحات فان كانت جدية تمس صميم الحريات وسيادة القانون فأنا أول من يقف إلى جواره وليس كالوعد الّذي قطعته على نفسك منذ خمس سنوات ولم تنفذه بإصدار قانون للأحزاب... و أرجو أن تسمحوا للشعب والشباب أن تعبر عن رأيها بكل حرية وأنا أكفل أنّها لن تخل بالأمن فحرية الرأي والتظاهر كفلها الدستور فالشعب السوري متحضر وعلى درجة من الوعي ولن يكون أقل من باقي الشعوب المتحضرةquot;.

وكان الاسد تحدث في مقابلة مطولة مع صحيفة وول ستريت جورنال يوم الاثنين عن حاجة سوريا إلى الإصلاح وقال ان بلاده quot;حصينةquot; من هذا النوع من الاضطرابات في تونس ومصر لكنه أقر بأنه quot;لا يمكنك إصلاح مجتمعك أو مؤسستك دون أن تكون متفتحاًquot;.