أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أمس، عقيدتها العسكرية الجديدة يوم أمس الثلاثاء، وفيها تأكيد على استعدادها لاستخدام القوة إذا تطلبت ذلك الضرورة لحماية البلاد أو حلفائها أو للحفاظ على الأمن والسلام في الكرة الارضية. وتعد هذه العقيدة الجديدة أول مراجعة تجري منذ العام 2004 لوسائل الجيش في العمل على دفع المصالح الوطنية الأميركية.


واشنطن: أكدت وزارة الدفاع الأميركية في العقيدة العسكرية الجديدة التي نشرت يوم الثلاثاء 8 شباط - فبراير أنها مستعدة لاستخدام القوة إذا تطلبت ذلك الضرورة لحماية البلاد أو حلفائها أو للحفاظ على الأمن والسلام في الكرة الارضية.

وكشف مسؤول عسكري أميركي رفيع أمس الثلاثاء عن الإستراتيجية العسكرية الوطنية لعام 2011، التى تمثل أول مراجعة منذ عام 2004 لسبل الجيش للعمل على دفع المصالح الوطنية الأميركية.

وكان الجيش الأميركي أصدر أول بيان جديد له منذ سبع سنوات بشأن إستراتيجيته متجاوزاً التركيز على الحرب في أفغانستان لمعالجة صعود الصين وتحديات إستراتيجية أخرى.

وشددت الاستراتيجية العسكرية الوطنية لهيئة الاركان المشتركة لعام 2011 على إلتزام الولايات المتحدة بمكافحة التطرف العنيف مع حلفاء في أفغانستان وباكستان، مع التركيز على أن على الجيش توسيع آفاقه لمعالجة التهديدات النامية في مناطق أخرى.

وقال الأميرال مايك مولين رئيس هيئة الأركان المشتركة في مدونته quot;ركن رئيس الأركانquot; انه quot;على الرغم من إستمرارنا في صقل كيفية مواجهة التطرف العنيف وردع العدوان، فإن هذه الاستراتيجية تشدد بشكل صائب على أن قوتنا العسكرية تكون اكثر فعالية عندما توظف بالتنسيق مع عناصر القوة الاخرىquot;.

وتعدّ الإستراتيجية بيان واسع بشأن الطريقة التي ينوي بها الجيش استخدام قواته وإعطاء أولوية للمساعدة والتدريب للمساعدة في تحقيق الأهداف الأمنية للولايات المتحدة.

ويقول مسؤولون عسكريون ان انتهاج أسلوب quot;الدولة بأكملهاquot; والذي لا يتضمن فقط قوات الأمن ولكن الدبلوماسية والمنظمات غير الحكومية سيكون ضرورياً لمعالجة التحديات الأمنية في المستقبل.

وعلى الرغم من ان الاستراتيجية العسكرية السابقة والتي صدرت في 2004 كانت تدعو الجيش إلى حماية الولايات المتحدة ومنع الهجمات المفاجئة والإنتصار على الأعداء فإن الوثيقة الحالية تتجاوز ذلك.

وإلى جانب مكافحة التطرف العنيف وردع العدوان تسعى إستراتيجية 2011 الى تعزيز الأمن العالمي من خلال إقامة شراكات إقليمية ودولية وتهدف الى إعادة رسم القوة العسكرية لمواجهة التحديات في المستقبل.

وتتناول الاستراتيجية العسكرية الوطنية بشكل عام شروط كيفية استخدام القوات المسلحة. ويجب بمقتضى القانون مراجعتها كل عامين ولكن ليس من الضروري تعديلها ما لم تكن هناك حاجة لإدخال تغييرات.

وقال مسؤول عسكري كبير ان البيئة الامنية التي تواجه الولايات المتحدة تغيرت بشكل كبير خلال سبع سنوات منذ اصدار استراتيجية 2004.

وتواجه الولايات المتحدة سلسلة كبيرة من التحديات في منطقة آسيا والمحيط الهادي من صعود الهند والصين، الى البرنامج النووي لكوريا الشمالية وتغير التوازن الاقتصادي العالمي ووجود منافسة شرسة على الموارد الطبيعية.

وتدعو الاستراتيجية الى تحسين الامن العالمي من خلال اقامة علاقات اعمق بين الجيوش والتعاون مع الصين ودول منطقة اسيا والمحيط الهادي.

وقال المسؤول الرفيع ان على الجيش الأميركي quot;تحقيق مهمتناquot; في العراق وأفغانستان ولكن عليه ايضا ان يتطلع الى ما هو ابعد من هذين الصراعين وquot;بدء الإعتراف بأن هناك حاجة للتعامل مع البيئة الإستراتيجية في مناطق اخرىquot;.

ووفق ما جاء في هذه الوثيقة فإن هذه الاستراتيجية تبنى على الإستراتيجية الأمنية الوطنية لعام 2010، والأهداف المدرجة في آخر مراجعة دفاعية تجرى كل أربع سنوات.

وترمي الأهداف العسكرية الوطنية الى مواجهة التطرف العنيف وردع العدوان ودحره وتعزيز الأمن على المستويين الدولي والاقليمي وصياغة القوة المستقبلية، بحسب الوثيقة.

وتؤكد الاستراتيجية الجديدة بشكل كبير على تعزيز الأمن الدولي والإقليمي. وبموجب هذه المراجعة، فإن الولايات المتحدة بإمكانها الصمود وحدها اذا اقتضى الامر، لكن الاستراتيجية ترى المستقبل فى الإئتلافات.

وأشارت الوثيقة الى ان الولايات المتحدة ستواصل العمل مع الدول المسؤولة ومع التحالفات، مضيفة ان منظمة حلف شمال الاطلسى (ناتو) ستظل حليفها الرئيسى، لكن الأميركيين سيعملون مع الاتحاد الافريقي ورابطة دول جنوب شرق اسيا (اسيان) ومجموعات اخرى لتعزيز العلاقات العسكرية.

وجاء في نص العقيدة: quot;ان الولايات المتحدة مع سعيها للالتزام بالقوانين الدولية، ستستخدم القوة العسكرية بتعاون وثيق مع حلفائها وشركائها في جميع الحالات. كما ستتمسك الولايات الممتحدة بحقها في العمل بمفردها إذا تطلبت هذا الأمورquot;.

كما ذكر في العقدية أن الأولوية الرئيسية للبنتاغون هي ضمان أمن الشعب الأميركي والأراضي الأميركية وأسلوب الحياة الأميركي. أما الهدف الاستراتيجي، حسب العقيدة، فهو هزيمة quot;القاعدةquot; وحلفائها في أفغانستان وباكستان. وأشار البنتاغون الى ان تحقيق هذا الهدف يتطلب تعاونا وثيقا مع حلفاء الولايات المتحدة في حلف الناتو ومع حكومتي باكستان وأفغانستان.

تعزيز التعاون العسكري مع روسيا

أكدت العقدية العسكرية الأميركية الجديدة أن الولايات المتحدة ستعمل على تعزيز الحوار والتعاون العسكري مع روسيا، انطلاقا من النتائج الإيجابية للجهود المشتركة الهادفة الى تقليص الأسلحة الهجومية الاستراتيجية.

وشدد البنتاغون في العقيدة على انه سيسعى للتعاون مع روسيا في مجالات مكافحة الإرهاب ومنع الانتشار النووي وارتياد الفضاء ونشر المنظومة الدفاعية المضادة للصواريخ. كما جاء في الوثيقة أن واشنطن سترحب بدور روسي أكثر نشاطا في ضمان الأمن والاستقرار في آسيا.

كما أكدت العقيدة العسكرية الأميركية الجديدة أن واشنطن تعتزم تقليص أسلحتها النووية وتعزيز قدراتها في مجال الدفاع الصاروخي، حيث جاء في العقيدة أن الولايات المتحدة تسعى الى ضمان الأمن والسلام في العالم بدون الأسلحة النووية.