يجري العاهل المغربي تعديلاً حكومياً خلال الساعات المقبلة قد يقيل خلاله الوزير الأول عباس الفاسي الذي تتصاعد الأصوات المطالبة باقالته،ويستبدله بوزير تكنوقراط،ويتم تداول أسمين لهذا المنصب، وهما مصطفى التراب، وكذلك إدريس جطو.


الدار البيضاء: بات من شبه المؤكد إجراء العاهل المغربي الملك محمد السادس، في الساعات القليلة المقبلة، تعديلاً حكوميًا، قد يعصف بالوزير الأول، عباس الفاسي، الذي تصاعدت الأصوات المطالبة بإقالته، رفقة وزراء آخرين.

ويجري تداول في الأوساط السياسية إسمين قد يخلفان عباس الفاسي في منصبه، ويتعلق الأمر، بشكل أساسي، بمصطفى التراب، المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط، ما يعني أن وزير تنكوقراطي سيقود المرحلة المقبلة، إلى حين إجراء الانتخابات التشريعية، في سنة 2012.

عباس الفاسي

كما تحدثت أنباء عن وجود اتصالات مع الوزير الأول السابق التكنوقراطي إدريس جطو، الذي كان أول وزير داخلية يعين خلفا لإدريس البصري، كما سبق له أن شغل منصب رئيس مدير عام للمكتب الشريف للفوسفات.

وقال عبد العزيز قراقي، أستاذ جامعي في العلوم السياسية في الرباط وناشط في مجال حقوق الإنسان، quot;جرى تداول أنباء تتحدث عن احتمال وقوع تعديل حكومي، وهو يدخل في إطار تسريع وتيرة أوراش الإصلاح الكبرى الثلاث، التي هي الديمقراطية، والتنمية البشرية، وحقوق الإنسانquot;.

وأضاف عبد العزيز قراقي، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، quot;لعل المقصود من ذلك هو إعطاء نوع من الفعالية للآداء الحكومي، بشكل ينسجم مع المطالب الملحة التي باتت تفرض نفسها اليوم أكثر من أي وقت مضىquot;.

هذا من جهة، ومن جهة ثانية، يشرح الأستاذ الجامعي، quot;لم تعد تفصل المغرب عن الانتخابات التشريعية إلا سنة واحدة، والاستعداد لها كمحطة حاسمة في المسار السياسي المؤسساتي بالمغرب يفرض إعادة النظر في الترسانة القانونية في كافة العمليات المتعلقة بها، سواء العملية التقنية أو السياسية. ومن تم فإن ضمان نزاهة هذه الانتخابات، وتشجيع المواطن على الإقبال عليها لكي تنبثق عنها مؤسسات، لا أحد ينازع في شرعيتها، تعتبر من التحديات التي تفرض ضرورة التوفر على حكومة قادرة على رفع هذا التحديquot;.

وفيما يخص احتمال تعيين تكنوقراطي كوزير أول، قال عبد العزيز قراقي إن quot;إعادة تعيين تكنوقراطي يفرضه منطق البحث عن موارد بشرية مؤهلة تستطيع الاشتغال بعيدا عن الضغط السياسي، الذي تختلف أجندته في بعض الأحيان عن ما يجب أن تكون عليه المنظومة القانونية برمتهاquot;.

وأضاف المحلل السياسي quot;كما هو معروف أن السياسي في نهاية المطاف تكون نظرته خاضعة لاختيارات معينة، من الصعب جدا إقناع الجميع بنجاعتها، ولكن هذا لا يعني إطلاقا تبخيس السياسي، إذ أن الديمقراطية لا يمكنها أن توجد في إطار سليم لا تلعب فيه الأحزاب الدور المحوري في العملية السياسية برمتهاquot;.

ويأتي هذا في وقت تستعد quot;حركة 20 فبرايرquot; إلى تنظيم مسيرات جديدة، غدا السبت، بمختلف مدن المملكة.

وتسود حالة من الاحتقان في بعض المدن التي سجلت بها مواجهات، خاصة مدينة صفرو، حيث توفي الشاب، كريم الشايب، الذي شارك في مسيرات الأحد الماضي. كما تعيش مدينة الخميسات حالة توتر، بعد مواجهات عنيفة بين الأمن ومتظاهرين، في حين تعرضت مجموعة من الممتلكات العمومية، والوكالات البنكية، والسيارات، للإحراق والتخريب.

يشار إلى أن الفتاة، التي كانت أحرقت نفسها بسوق السبت في أولاد النمة التابعة لإقليم الفقيه بن صالح، توفيت، وهي ثاني حالة وفاة من هذا النوع، بعد مصرع جندي سابق، إثر أضرب النار في جسده في مدينة ابن جرير.