لقطات تظهر لحظة وصولهم الى السجن
كان صدور قرار من النائب العام في مصر بحبس حبيب العادلي وزير الداخلية المقال وأحمد المغربي وزير الإسكان وزهير جرانة وزير السياحة وكذلك أحمد عز أمين التنظيم السابق في الحزب الوطني، سبباً وجيهاً لإحتفال الكثير من المصريين من الذين ذاقوا ويلات النظام السابق. وإذا كان حال الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك جيد كما تورد التقارير فإن حال رجاله المتهمين بقضايا تتعلق بالفساد سيئة كما يبدو من الأخبار التي تتسرب عن وضعهم في السجن.


أصدر المستشار عبد المجيد محمود النائب العام قراراً بحبس كل من حبيب العادلي وزير الداخلية السابق وأحمد المغربي وزير الإسكان السابق وزهير جرانة وزير السياحة السابق وكذلك أحمد عز أمين التنظيم السابق في الحزب الوطني، 15 يوماً وترحيلهم إلى سجن مزرعة طرة.

وفور إنتشار الخبر عمت الفرحة أنحاء مصر، كما ووردت أخبار في عدد من الصحف عن قيام بعض الأهالي بإطلاق نار في معظم انحاء مصر ابتهاجا بقرار الحبس.

وأوردت صحيفة الراية القطرية عبر مراسلها في القاهرة أنه quot;فور صدور قرار بحبس هؤلاء تم ترحيلهم إلى السجن ووضعت فرق من الصاعقة وعدد من المجنزرات والدبابات حول السجن خشية قيام مجهولين بإقتحام السجن وتهريب المتهمينquot;.

مصدر أمني: الاكتئاب يكسو وجوههم
حول أوضاع المتهمين بعد وصولهم إلى سجن مزرعة طرة، قال مصدر أمني مسؤول لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، إن كل العادلي والمغربي وجرانه وعز يعاملون داخل السجن quot;وفقا للوائح المنظمة لقطاع مصلحة السجون ودون أدنى تمييزquot;، موضحاً أنهم quot;يعاملون مثلهم مثل أي سجين داخل السجن، ولا يسمح لهم فقط سوى بتلقي الأطعمة من خارج السجن وفقاً للقانون الذى نص على حق أي سجين في تلقي الأطعمة من خارج السجن طالما كان محبوساً احتياطياً ولم يصدر ضده أي حكم نهائيquot;.

ونفى المصدر الأمني ما نشرته مؤخراً بعض الصحف والمواقع الإخبارية على شبكة الانترنت quot;من تلقي المذكورين الأربعة أي مميزات إضافية عن بقية السجناء أو عن حبسهم في زنازين مرفهة، مؤكدا أن جميع الزنازين في السجن سواءquot;.

‬وأشار المصدر الأمني أن quot;كلا منهم يوجد في زنزانة منفردة دون إختلاط بعنابر المساجين زيادة في عمليات تأمينهمquot;. لافتاً إلى أن حالتهم النفسية quot;ما زالت سيئة، حيث لا تزال علامات الذهول والاكتئاب تكسو وجوههم ‬غير مصدقين لما وصل إليه حالهم‮quot;. وقال المصدر أن الزيارات تتم إليهم مثل أي سجين وأنهم يرتدون بذة السجن البيضاء المخصصة للمحبوسين إحتياطياً.

زفة...
ونقلت صحيفة quot;القبسquot; عن مصادرها في سجن طرة أن الصورة التي نقلها quot;الضباط الذين حضروا تلك المشاهد عن إجراءات الحبس والحصول على المتعلقات الشخصية لهم في غرفة الأمانات، فقد تسلمت إدارة السجن منهم متعلقاتهم الشخصية، مثل حافظة النقود، والساعات، والهواتف، وسلمتهم بدلات بيضاء مخصصة للمحبوسين احتياطياً، وتم رشهم الواحد تلو الآخر ببودرة مقاومة للحشراتquot;.

وقالت جريدة quot;الأخبارquot; الحكومية إن السجن فتح أبوابه ليلاً في حالة استثنائية وعلى غير تقاليد السجون التي تغلق أبوابها بمحضر رسمي في الخامسة مساء يومياً، فقد فتح السجن أبوابه في العاشرة والنصف لاستقبال الأربعة الكبار.

كما لفتت القبس إلى أنه quot;داخل السجن تجمع مئات المساجين بالقرب من البوابة، بمجرد أن عرفوا خبر وصول الشخصيات، التي كانت توصف بالرفيعة، وهلل السجناء عندما علموا من الحراس بوصول العادلي، ورددوا بصوت عال أغنية شهيرة من أحد الأفلام المصرية القديمة quot;ياحلوة يا بلحة يا مأمعة..شرفتي أخوانك الأربعةquot;.

‮السجون quot;بقت هايلةquot;

وأوردت صحيفة quot;الحياةquot; تقريراً تضمن معلومات من مصدر موثوق من داخل سجن طرة عن الظروف التي يعيشها المتهمون الأربعة، لافتة إلى إنضمام رئيس مجلس الإدارة السابق لدار quot;أخبار اليومquot; للصحافة محمد عهدي فضلي إليهم.

ونقلت quot;الحياةquot; أن مصدراً في السجن لفت إلى أنه بعد صدور القرار بحبسهم احتياطياً على ذمة التحقيق توجه quot;الخمسة مباشرة من مقر النيابة إلى السجن في سيارات منفصلة، وأنهم جميعاً يلتزمون الصمت إلا العادلي الذي حاول بعدما وصل إلى السجن المزاح مع مسؤول السجن، حيث أدخل أولاً إلى غرفة quot;المأمورquot; لإنهاء الإجراءات. وقال للضباط: quot;مكنتش أعرف إن ضباط السجون بالشياكة ديquot;. وأردف: quot;لأ لأ... دي السجون بقت هايلةquot;. فردّ أحد الحراس: quot;أنت منور هنا يا باشاquot;.

وذكر المصدر للصحيفة أن الخمسة أودعوا زنازين منفصلة، وأوضح المصدر أن كل زنزانة فيها سرير صغير وحمام مساحته 40 سنتيمتراً مربعاً. بينما نقلت صحيفة القبس الكويتية أن كل من المتهمين محبوس في زنزانة انفرادية عرضها متر واحد فقط في طول ثلاثة أمتار وبها سرير وحمام.

وأشارت quot;القبسquot; إلى ان زنزانة العادلي تقع بجوار الزنزانة المحبوس فيها رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى الذي ينتظر حكم محكمة النقض في قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم. وتليه زنزانة عز ثم جرانة، فالمغربي.

ولفتت quot;القبسquot; إلى أنها علمت من مصدر معلوماتها أن المتهمين quot;الأربعة لم يقم أحد بزيارتهم سواء من ذويهم أو من المحامين، سوى وزير الداخلية الذي قام ابنه وزوج إبنته بزيارته بعد دخوله السجن بساعات فجر الجمعة الماضية، بعد تدخل مدير إدارة السجون بعد أن رفضت إدارة السجن السماح بالزيارة قبل الحصول على إذن من النيابةquot;.

ونقلت quot;الحياةquot; عن مصدرها أن السجناء يمضون quot;غالبية وقتهم داخل الزنازين، ويسمح لكل منهم بفسحة لمدة ساعتين يومياً يشغلها العادلي في ممارسة رياضة المشي أمام زنزانته. أما الأربعة الباقون فيجلس كل منهم وحده في ساحة مواجهة للممر المواجه للزنازين. ونفى المصدر المعلومات عن لقاءات بين الخمسة. وأكد أنهم لا يلتقون داخل السجن أبداً، وأنهم اختاروا وقت الفسحة في شكل تبادلي.

بينما ذكرت quot;القبسquot; عن مصدرها أن quot;أنهم جميعا مصابون باكتئاب حاد ولا يخرجون في ساحة السجن الا نادرا خشية الإحتكاك بباقي المساجينquot;. ونفى المصدر أن يكون تم حلق شعر المسجونين الأربعة.

سيراميك لزنزانة عز

ولفتت quot;الحياةquot; إلى أنه في حين ما زال طلعت مصطفى يأكل طعاماً من الخارج، وغالباً من فندق quot;فورسيزونquot; الذي يملكه، فإن الخمسة الآخرين يأكلون من مطعم السجن على نفقتهم الخاصة.

وأكد مصدر الصحيفة أن quot;العادلي طلب في اليوم الأول نصف دجاجة مشوية ورزاً في حين طلب عز والمغربي وجرانة لحوماً مشوية وسددوا ثمن الوجباتquot;. كما quot;روى أن عز طلب من إدارة السجن تغطية جدران زنزانته بالسيراميك، متعهداً أن يأتي به من مصنع quot;الجوهرةquot; الذي يملكه، وأن يسدد نفقات تركيبه، لكن طلبه رفضquot;.

وعلى رغم كل تلك الظروف المريحة نسبياً، إلا أن المعاناة الأكبر للمسؤولين السابقين المعروفين بثرائهم الفاحش تكون عند الذهاب إلى النيابة لحضور التحقيقات معهم. فكل منهم يذهب في سيارة بمفرده وسط حراسة مشددة، مقيد اليدين، وعليه سماع الهتاف الشعبي: quot;الحزب الوطني فين... الحرامي أهوهquot; مصحوباً بالحجارة التي تنهال على سيارة الشرطة ذهاباً وإياباً. ووفق الصحيفة فإدارة السجن تستعد لاستقبال مسؤولين سابقين آخرين في الأيام المقبلة سيعيشون في الظروف نفسها وسيواجهون الهتاف نفسه.