وافق الاتحاد الاوروبي على فرض عقوبات على الزعيم الليبي معمر القذافي و25 من عائلته والمقربين منه تشمل تجميد أرصدتهم وحظر سفرهم.وكانت المعارضة الليبيةتمكنتمن دفع شبح quot;الفوضىquot; الذي لم يكف نظام القذافي عن التهديد به في وقت قال مسؤول في شركة الخليج العربي للنفط الليبية في شرق البلاد إن شحن النفط على وشك أن يستأنف.
طرابلس: قال دبلوماسي أوروبي إن quot;حظرا عن السفر وتجميدا للحسابات المصرفية وحظرا لبيع الاسلحة وكل ما يمكن استخدامه في أعمال القمعquot; تقرر بالاجماع على الزعيم الليبي معمر القذافي و25 من عائلته والمقربين منه خلال اجتماع السفراء الـ27 في بروكسل.
واوضح المصدر ان قائمة الاشخاص الممنوعين من السفر والذين ستجمّد ارصدتهم quot;اطول من تلك التي وضعتها الامم المتحدةquot; والتي شملت 6 و16 اسما على التوالي.
ويفترض ان تتم المصادقة على هذه التدابير رسميا اليوم على المستوى الوزاري في بروكسل. واضاف ان هذه التدابير قد تدخل حيز التنفيذ اعتبارا من الاثنين.
من جهة اخرى،تمكنت المعارضة من إقامة نظام أمني جدير بالثقة وتأمين خدمات أساسية وان كانت الحياة في بعض المدن quot;المحررةquot; في ليبيا بعيدة عن العودة الى طبيعتها. هذا وقال مسؤول في شركة الخليج العربي للنفط الليبية في شرق البلاد التي يسيطر المعارضون لسلطة العقيد معمر القذافي على جزء كبير منها لصحيفة وول ستريت جورنال ان شحن النفط على وشك ان يستأنف.
وقال حسن بوليفة العضو في مجلس ادارة الشرطة للصحيفة ان ناقلة نفط تنقل 700 الف برميل يفترض ان تغادر مرفأ طبرق شمال شرق ليبيا ليل الاحد الاثنين، متوجهة الى الصين على الارجح. وسيطر المعارضون للقذافي على الشركة منذ استقالة رئيسها عبد الونيس سعد الذي كان مواليا للسلطة، حسب الصحيفة نفسها. وكانت آخر شحنة نفطية غادرت شرق ليبيا في 19 شباط/فبراير.
ودفعت المعارضة شبح quot;الفوضىquot; بعد الذي لوّح به النظام. ففي بنغازي التي تبعد الف كيلومتر شرق طرابلس، اغلقت المدارس منذ السابع عشر من شباط/فبراير تاريخ بدء حركة الاحتجاج الشعبية في المدينة التي تطالب برحيل القذافي حاكم البلاد منذ 42 سنة. كما اغلقت معظم المحلات التجارية وبات نشاط المرفأ يقتصر على ترحيل الاجانب.
وقال مهند بوشالة مدرس اللغة الفرنسية في الجامعة الليبية quot;منذ 17 شباط/فبراير لم تعد المدارس والجامعة تعمل. لذلك انني موجود هنا من دون عمل لكنني أتعامل مع الثورةquot;. وينتهز عدد كبير من الطلاب فرصة توقف الدروس للمشاركة في العصيان عبر التعاون في تنظيمه او التظاهر.
وتشارك زهاء المنصوري التي تدرس اللغة الانكليزية في التظاهرات منذ البداية امام قصر العدل في بنغازي الذي تحول مركزا quot;لثورة 17 شباط/فبرايرquot;. وقالت هذه الشابة بخجل امام صديقتين لها في مجموعة من النساء اللواتي يفصل سياج بينهن وبين الرجال quot;نتظاهر لأننا نريد الحريةquot;.
وفي الحي التجاري وحدها المحلات التجارية الكبرى وبعض محلات بيع الهواتف النقالة تفتح بانتظام. اما في الجادة الساحلية التي تشكل عصب المدينة فقد أزيلت الحواجز. وقال محمد بوشالة quot;بعد ما جرى من مواجهات يشعر الناس بالخوف. حاليا اصبحت المدينة منظمة ولم يعد هناك مشكلة أمنية. لكن يجب ان ننتظر قليلا ليعود الوضع الى طبيعتهquot;.
ومن الصعب ايضا العثور على مطعم لتناول الطعام. والاحد فتح محل واحد في محيط قصر العدل المنطقة التي تضج بالحياة عادة، حسب السكان. لكن على الرغم من النشاط الضعيف جدا، نجحت اللجنة المدنية التي تولّت ادارة المدينة في تأمين الخدمات الاساسية مثل الكهرباء والماء وتأمين المحروقات والأمن الأساسية كلها لتجنب الفوضى.
ووضعت اللجنة حراسا لحماية المنشآت الحيوية من محطات كهربائية ومواقع بتروكيميائية وتعاونيات لتوزيع المواد الاساسية، وسيرت دوريات نهارية وليلية من متطوعين مسلحين. وعملت اللجنة التي اتّخذت مقرا لها في المحكمة الكبرى والمبنى المجاور الذي كان يضم الامن الداخلي، على إقامة مركز صحافي لوسائل الإعلام الدولية.
وقال عبد الحافظ غوقة الناطق باسم اللجنة الوطنية التي شكلت الاحد في بنغازي لتمثيل المدن التي تقع في أيدي الثورة ان quot;عمل المجالس البلدية يثبت ان تصريحات القذافي التي تتحدث عن فوضى -- في حال سقط النظام -- خاطئةquot;.
وتبعد بنغازي ثاني مدن ليبيا بسكانها ال700 الف، على بعد 400 كلم عن حقول النفط في خليج سرت. وكان في عهد الملك ادريس السنوسي الذي اطاحه القذافي في 1969 تتمتع بوضع العاصمة مثل طرابلس. وبعد إنهاء الاتحاد الفدرالي بوصول القذافي الى السلطة، اصبحت بنغازي معقلا لمقاومة الجماهيرية التي فرضها الزعيم الليبي.
3 ملايين يورو مساعدة أوروبية سريعة إلى ليبيا
قررت المفوضية الأوروبية رصد 3 ملايين يورو كمساعدة عاجلة لسكان ليبيا، حيث يتراجع الوضع الإنساني على خلفية الأحداث هناك.
وقالت كريستالينا غيورغيفا المفوضة الأوروبية المكلفة بشؤون المساعدة الإنسانية اليوم إن المبلغ سيغطي في الدرجة الأولى المساعدة الطبية للسكان ومساندة اللاجئين الهاربين إلى الحدود التونسية والمصرية.
وأوضحت غيورغيفا أن المفوضية الأوروبية مستعدة بعد منح المساعدة السريعة، لإرسال مساعدات إنسانية إضافية شاملة، مضيفة أن 650 مواطنا أوروبيا يستعدون لمغادرة ليبيا في الوقت الحالي.
اكثر من 100 الف شخص فروا من ليبيا
افادت مسؤولة في الامم المتحدة الاثنين ان التقديرات بشان عدد القتلى في ليبيا جراء القمع الذي يمارسه معمر القذافي تتراوح بين المئات والالاف فيما تشير المعلومات الواردة الى فرار اكثر من مئة الف شخص باتجاه مصر وتونس.
وقالت فاليري اموس مساعدة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية quot;لا توجد حصيلة مؤكدة الا ان التقديرات (لعدد القتلى) تتراوح بين المئات والالافquot;.
واضافت في مؤتمر صحافي ان اكثر من 61 الف شخص فروا باتجاه مصر وحتى 40 الفا باتجاه تونس. ودخل نحو الف غيرهم الى النيجر.
وتابعت quot;اشعر بالقلق البالغ حيال المعلومات الخطيرة حول اعمال العنف المستمرةquot;، مشيرة الى معلومات عن اصابة نساء واطفال بجروح بالغة.
واوضحت فاليري اموس ان همها الرئيسي هو امكانية الدخول الى طرابلس والى المناطق الحدودية من العاصمة.
وقالت ايضا quot;الوضع الامني مضطرب للغايةquot;. الا انه تم نقل معدات طبية الى شرق ليبيا.
واوضحت اموس كذلك ان مبدا اقامة منطقة حظر جوي quot;يخضع لنقاش على مستوى سياسيquot; الا انها غير مخولة التعليق عليه.
التعليقات