اسطنبول: شارك الاف الاشخاص الثلاثاء في اسطنبول في مراسم تشييع رئيس الوزراء الاسلامي الاسبق نجم الدين اربكان الذي توفي الاحد عن 84 عاما بعد مسيرة سياسية حافلة لاكثر من اربعين عاما.
وكان اربكان خريج كلية الهندسة الميكانيكية ومؤسس الحركة الاسلامية في تركيا، لعب دور المرشد لعدد من المسؤولين الاتراك من بينهم الرئيس عبد الله غول ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان اللذين شاركا في التشييع.

وبدأ حشد كثيف بالتدفق منذ الصباح متحديا البرد ومرددا quot;الله اكبرquot; بينما لوح البعض بعلم الاسلام الاخضر، نحو مسجد الفاتح التاريخي حيث اقيمت الصلاة على الجثمان.
واغلق عدد من الشوارع الرئيسية في حي الفاتح الذي يقع في الشطر الاوروبي من اسطنبول افساحا في المجال امام الموكب الجنائزي.

واعلن دبلوماسي تركي ان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، الذي كان مصدر مقرب من اسرة اربكان اعلن الاثنين انه سيشارك في مراسم التشييع، quot;لن يأتي الى تركياquot;.
وتولى اربكان رئاسة حكومة ائتلافية عام 1996 لكنه اضطر الى الاستقالة بعد عام تحت ضغط الجيش، حامي علمانية الدولة، بسبب محاولة حزبه تطبيق الشريعة الاسلامية في الحياة اليومية وبسبب علاقاته الوثيقة مع ايران وليبيا.

وتعرض خلال زيارة الى طرابلس في العام 1997 الى انتقادات لاذعة من الزعيم معمر القذافي حول عضوية تركيا في الحلف الاطلسي وتحالفها مع اسرائيل قبل ان يدعو الى منح الاستقلال للاكراد.
وكان اربكان يمثل الحركة الاسلامية القديمة في تركيا التي انفصل اردوغان عنها في العام 2001 ليؤسس حزبه الخاص على اسس جمهورية واكثر تقدما مما اتاح له الوصول الى الحكم في العام التالي.

وتولى اربكان حتى وفاته رئاسة حزب اسلامي صغير هو حزب السعادة الذي لا يحظى بتمثيل في البرلمان.
وقال رجل ستيني اتى لالقاء النظرة الاخيرة على اربكان quot;المجاهدquot; لوكالة فرانس بس quot;لقد كان الزعيم الروحي للعالم الاسلاميquot;.

واضاف عمر ايان الذي ارخى لحيته وارتدى معطفا للدلالة الى انه من حجاج مكة المكرمة انه من انصار اربكان quot;منذ 35 عاماquot;.
وتابع quot;نضاله سيستمر من اجل عالم اكثر عدلاquot;.

من جهتها، قالت بشرى امين اغاج وهي طالبة محجبة في التاسعة عشرة اتت من دينيزلي (جنوب غرب) ان quot;المعركةquot; الاسلامية ستستمر في تركيا بعد وفاة اربكان.
ولد اربكان عام 1926 في سينوب، على البحر الاسود وكان طالبا لامعا عرف بتوجهاته الاسلامية منذ ان كان في الجامعة. وفي عام 1948 تخرج من كلية الهندسة الميكانيكية وبدأ مسيرته الاكاديمية في العام نفسه قبل ان يمضي عاما في كلية الهندسة بجامعة آخن (المانيا).

وسيذكر له التاريخ خطابه السياسي الذي ينبذ العنف ولكنه معاد لاسرائيل ولاوروبا بشكل واضح، بالاضافة الى حلمه بأمة اسلامية تسيطر على العالم.
كما سيظل اربكان السياسي الاكثر تعرضا للادانة لنشاطاته المعادية للعلمانية فقد حظرت ثلاثة من احزابه الاسلامية بالاضافة الى منعه من ممارسة نشاطات سياسية لسنوات عدة.