واصل الثوار الليبيون التقدم غربًا ووصلوا إلى بلدة بن جواد التي تبعد 30 كلم عن رأس لانوف، وكان المسيطرون منهم على شرق البلاد شنّوا هجمات على المدن الخاضعة للجيش النظامي الموالي لللقذافي بينما يفترض أن يعقد المجلس الوطني الذي أسسته المعارضة أول اجتماع.
الثوار في ليبيا يواصلون التقدم غرباً للسيطرة على العاصمة |
طرابلس:ي بنغازي معقل المعارضة، ارتفعت حصيلة ضحايا الانفجارين اللذين وقعا في مستودع للاسلحة الجمعة الى 27 قتيلا وعشرات الجرحى.
على الصعيد الدبلوماسي، طلبت طرابلس من الامم المتحدة رفع العقوبات التي فرضت على ليبيا.
واكد مسؤول حكومي ليبي لوكالة فرانس برس مساء الجمعة ان الغرب quot;باكمله تحت سيطرة النظامquot; لكن الشرق quot;يبقى مشكلةquot;.
واعلن المجلس الوطني الذي شكلته المعارضة الليبية لاسقاط القذافي والاعداد لانتقال سياسي، انه سيعقد اول اجتماع رسمي له اليوم السبت في مكان لم يكشف.
وقال الناطق باسم المجلس مصطفى الغرياني لفرانس برس ان quot;الاجتماع الرسمي الاول للمجلس الوطني سيعقد صباح اليومquot;، بدون ان يحدد موعده بدقة او مكانه.
واضاف quot;انها مسألة امنيةquot;، مشيرا الى ان الزعيم الليبي quot;يواصل قتل الناسquot;.
ويرئس المجلس الذي يضم ثلاثين عضوا مصطفى عبد الجليل وزير العدل السابق الذي كان من الشخصيات الاولى التي انضمت الى المعارضة في الايام الاولى من الثورة.
وقال طبيب لوكالة فرانس برس ان سبعة اشخاص على الاقل قتلوا واصيب عشرات آخرون بجروح في هجوم شنته السبت قوات العقيد معمر القذافي على مدينة الزاوية غربي طرابلس التي قال شهود انها تحت سيطرة الثوار لكنها محاصرة من قوات القذافي.
وقال الطبيب في مستشفى المدينة الذي طلب عدم كشف هويته quot;هناك سبعة قتلى على الاقل اثر الهجوم الذي شنته كتيبتان صباح اليوم على المدينة اما الجرحى فبالعشراتquot;.
واضاف quot;رهيب ما حصل هذا الصباح في المدينة. يطلق المرتزقة النار على كل من يجرؤ على الخروج من منزله، حتى الاطفالquot;.
وتابع quot;ينقصنا كل شيء في المستشفى ونحتاج الى مساعدةquot;.
وبحسب هذا المصدر فان الثوار لا يزالون يسيطرون على المدينة التي تقع على بعد 60 كلم غربي طرابلس.
واضاف quot;لقد تعرضنا الى هجومين من الشرق والغرب من كتيبة خميس وكتيبة حسبان. نحن الان في حالة حصار من الجهتينquot; مشيرا الى ان quot;المقاومة قتلت واسرت العديد من العناصر المعاديةquot;.
واكد احد سكان المدينة في اتصال هاتفي ان الزاوية لا تزال بايدي الثوار مشيرا الى انه تم صد القوات الموالية للقذافي الى خارجها.
واكد الثوار الجمعة انهم سيطروا على مدينة راس لانوف النفطية الاساسية بعد معارك ضارية اسفرت عن سقوط quot;العديد من القتلىquot; لكن وكيل وزارة الخارجية الليبية خالد كعيم نفى في المساء هذه المعلومات.
وقال مصدر طبي في اجدابيا ان ثمانية اشخاص على الاقل قتلوا واصيب اكثر من عشرين اخرين بجروح في هذه المعارك في المنطقة النفطية الاستراتيجية شرق ليبيا.
ومع ذلك احتفل مئات المتمردين ليل الجمعة السبت بالسيطرة على راس لانوف وهم يطلقون النار في الهواء.
وقال مراسل لوكالة فرانس برس انه شاهد ثوارا متمركزين خارج مجمع عمليات الحروج النفطي وعند مركز للشرطة وعلى مداخل منطقة سكنية وثكنات للجيش.
غير ان كعيم نفى مساء الجمعة ان تكون الثورة سيطرت على راس لانوف، مؤكدا ان quot;الحكومة تسيطر عليها وفي راس لانوف كل شىء هادىءquot;.
وفي وقت سابق، اعترف مصدر حكومي بان البريقة التي تقع بين راس لانوف ومعقل الثورة بنغازي اصبحت بايدي المتمردين. لكن زميلا له نفى ذلك بشكل قاطع موضحا ان اشتباكات ما زالت جارية.
وتبعد راس لانوف مئتي كيلومتر شرق سرت مسقط رأس ومعقل الزعيم الليبي معرم القذافي.
وسمع دوي انفجارات ورشاشات ثقيلة في الصحراء عن بعد عشرة كيلومترات شرق راس لانوف بينما كان الثوار المسلحون متوجهين بشاحنات الى المدينة ترافقهم سيارات اسعاف.
وقال احدهم ويدعى مرعي quot;انهم يطلقون صواريخ غراد. رأيت اربعة اشخاص يقتلون امامي بعدما اصابهم صاروخquot;.
وفي الوقت نفسه، اعلن التلفزيون الحكومي الليبي ان القوات الموالية للقذافي احكمت سيطرتها على الزاوية (60 كلم غرب طرابلس) التي تضم مصفاة نفطية مهمة.
لكن مسؤولا حكوميا تحدث في وقت لاحق عن quot;جيوب للمقاومةquot; بينما نفى سياسي محلي بشدة المعلومات التي بثها التلفزيون الحكومي وقال ان قوات المعارضة ما زالت تسيطر على المدينة.
وقال محمد قاسم الناشط السياسي في الزاوية لقناة الجزيرة الفضائية ان المدينة محاصرة لكنها لم تسقط مجددا بايدي الجيش.
من جهتها، اكدت مراسلة محطة التلفزيون البريطانية سكاي نيوز الكس كروفورد ان جيش القذافي quot;يحاصرquot; المدينة وسكانها يخشون وقوع هجوم.
وقالت quot;انهم يخشون وقوع هجوم ويحاولون الاستعداد للدفاع عن انفسهمquot;.
وكانت معلومات بثها التلفزيون من احد مستشفيات الزاوية افادت ان ثلاثة اشخاص قتلوا في المدينة وجرح خمسون آخرون بينهم سبعة اصاباتهم خطيرة. وبين المصابين طفلان.
وقالت كروفورد quot;كنا نسير مع المتظاهرين المناهضين للقذافي في الطريق الرئيسي. كانوا الاف الاشخاص، غالبيتهم غير مسلحين يسيرون باتجاه العسكريين عندما فتح الجيش النار عليهم مستخدما الدبابات واسلحة اخرى بينها رشاشات ثقيلةquot;.
واضافت ان quot;الجيش استمر في اطلاق النار على الناس الذين كانوا يموتونquot;، مؤكدة سقوط quot;عشرات الجرحى بينهم طفلان على الاقل عمرهما خمس سنوات اصيبا في الظهر والرأسquot;.
وتابعت انه تم استدعاء سيارات الاسعاف التي quot;اطلق النار على بعضها ايضاquot;.
وتحدث طبيب يعالج المصابين من المتمردين في راس لانوف عن سقوط quot;عدد كبير من القتلى والجرحىquot; خصوصا اثر اطلاق صاروخ.
وقال عبد الرؤوف احد المتطوعين في الثورة لوكالة فرانس برس بعد عودته من الجبهة quot;شاهدنا اشخاصا يموتون في كل مكانquot;.
من جهة اخرى، اعلنت مصادر طبية في بنغازي سقوط 27 قتيلا واكثر من ثلاثين جريحا مساء الجمعة في انفجارين وقعا في مستودع للذخيرة في منطقة الرجمة جنوب بنغازي.
وقال الغرياني quot;لا نعرف بالتأكيد ما اذا كان الانفجار عملية تخريب او حادث او ضربة جوية لكن لم ير احد طائرةquot;.
واوضح ان عدد الذين كانوا داخل المستودع يقدر باربعين شخصا، مشيرا الى ان حصيلة الضحايا يمكن ان ترتفع.
من جهة اخرى، تعذر الدخول الى شبكة الانترنت الخميس في سائر انحاء ليبيا ، كما افادت الجمعة شركة اربور نيتووركس المتخصصة في مراقبة حركة الدخول الى الانترنت.
وكان الدخول الى شبكة الانترنت في ليبيا قطع للمرة الاولى في 18 شباط/فبراير.
وفي نيويورك، اكد نظام القذافي انه quot;فوجىءquot; بالقرار الذي اتخذه مجلس الامن الدولي السبت الماضي، داعيا الى تعليق تعليق العقوبات التي اقرت ضد الزعيم الليبي بسبب القمع الذي يمارسه ضد المعارضة الليبية.
وتشكل الرسالة المؤرخة في الثاني من اذار/مارس والتي ارسلها الى مجلس الامن امين اللجنة الشعبية الليبية للعلاقات الخارجية اول رد فعل يصدر عن النظام الليبي على العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة.
وفي كراكاس تلا وزير الخارجية الفنزويلي نيكولاس مادورو في اجتماع للحكومات اليسارية في اميركا اللاتينية، رسالة من نظيره الليبي موسى كوسا تنص على الموافقة على تشكيل هذه البعثة.
واخيرا على الحدود التونسية حيث بدأ سباق ضد الزمن لتجنب كارثة انسانية، تجاوز عدد اللاجئين الذين تدفقوا من ليبيا الى مئة الف الجمعة، حسب الدفاع المدني التونسي.
وأكدنظام معمّر القذافي الجمعة أنه quot;فوجىءquot; بالقرار الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي السبت الماضي، داعيًا إلىتعليق العقوبات التي أقرّت ضد الزعيم الليبي بسبب القمع الذي يمارسه ضد المعارضة الليبية.
وتشكل الرسالة المؤرخّة في الثاني من آذار/مارس، والتي أرسلها إلى مجلس الأمن أمين اللجنة الشعبية الليبيشة للعلاقات الخارجية أول رد فعل يصدر من النظام الليبي على العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة.
وقال وزير الخارجية الليبي موسى كوسا في رسالة وجّهها إلى مجلس الأمن إنه لم يتم اللجوء إلى القوة quot;إلا بالحدود الدنياquot; ضد المتظاهرين، مؤكدًا أن الحكومة quot;فوجئتquot; بالعقوبات التي أقرّها المجلس السبت. وطالب النظام بتعليق قرار منع السفر وتجميد الأصول الصادر في حق القذافي والمقربين منه quot;إلى أن يتم جلاء الحقيقةquot;.
كما طلب من مجلس الامن quot;التصدي للدول التي تهدد باللجوء الى القوة ضدquot; النظام الليبي. وكان مجلس الامن تبنى السبت الماضي قرارًا بالاجماع يفرض عقوبات قاسية على معمّر القذافي واسرته ومحيطه، بما في ذلك تجميد يشمل اصول وحظر السفر.
القرار طلب كذلكان يدرس مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية quot;الوضع في ليبيا منذ 15 شباط/فبرايرquot;، موضحًا ان الانتهاكات المرتكبة في هذا البلد يمكن اعتبارها quot;جرائم ضد الانسانيةquot;. وتؤكد منظمات حقوقية ان حوالي ستة آلاف شخص قتلوا منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية على النظام الليبي في 15 شباط/فبراير. أما الأمم المتحدة فتتحدث عن مقتل الف شخص.
وتعليقًا على الرسالة، صرح دبلوماسي غربي في الأمم المتحدة لوكالة فرانس برس طالباً عن كشف هويته انها quot;مجرد مثال آخر عن رفض النظام قبول عواقب أعمالهquot;. لكنه أضاف أن الرسالة تدل أيضًا على أن quot;الحركة الصارمة والموحدة للمجتمع الدولي تهزهمquot;.
وقد انضمت روسيا والصين اللتان تعارضان تقليديًا فرض عقوبات، إلى الإدانة الدولية لاستخدام العنف ضد المتظاهرين. وأكدت الرسالة الليبية أن quot;حدًا أدنى من القوة استخدم ضد مخالفين للقانون، بمن فيهم عناصر متطرفون استغلوا أشخاصًا آخرين لارتكاب أعمال تدمير وإرهابquot;.
واضافت الخارجية الليبية ان المعارضين quot;سعوا الى زرع الفوضى ومهاجمة واحراق مراكز امنية ومقار للشرطة ومصادر اسلحة وقتل جنود ومدنيينquot;. وتابعت quot;كنا نعتقد ان مجلس الامن الدولي سيتفهم ان الاجراءات التي اتخذت مطابقة لمهمة الدولة في الحفاظ على الامن، لذلك فوجئنا بتبنيquot; العقوبات. واكد كوسا ان النظام quot;اصدر منذ اندلاع الازمة تعليمات صارمة (...) بالتزام اكبر قدر من ضبط النفس ردًا على الاستفزازاتquot;.
في هذه الاثناء، كشفت معلومات خاصة لـصحيفة quot;السياسةquot; الكويتية أن سوريا وقطر رفضتا منح اللجوء السياسي إلى الزعيم الليبي معمّر القذافي، الذي لجأت الكتائب الموالية له مدعومة بالمرتزقة الأفارقة إلى القوة المفرطة، في محاولة لاستعادة السيطرة على مدن في الشرق والغرب، ما أدى إلى اندلاع معارك ضارية سقط فيها عشرات القتلى والجرحى، تزامناً مع اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين للنظام في العاصمة طرابلس.
وأكدت أوساط الاستخبارات الألمانية الخارجية أن كلاً من سوريا وقطر وفنزويلا quot;اعتذرت من القذافي لعدم استطاعتها منحه اللجوء السياسيquot;، بعدما راجع موفدون للزعيم الليبي إلى عواصم هذه الدول سلطاتها الحاكمة، في شأن إمكانية إقدام القذافي على مغادرة بلده خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقالت الأوساط استناداً إلى أقوال مقربين من القذافي في طرابلس، quot;إن عدداً من السيناريوهات التي وضعها للهروب إلى الخارج فشل حتى الآن، لأن أحداً ممن كان يعتمد عليهم من قادة الدول الصديقة لم يتجاوب معه، بعدما بات محاصراً من الجهات كافةquot;، إثر لجوئه إلى العنف المفرط ضد المتظاهرين، ووسط معلومات عن وصول عدد القتلى منذ بدء الانتفاضة إلى 6 آلاف قتيل، نصفهم في العاصمة وحدها.
ليبيا: الثوار يتقدمون غربًا ويصلون إلى بلدة بن جواد
بعد ظهر السبت، واصل الثوار الليبيون التقدم غربًا ووصلوا الى بلدة بن جواد التي تبعد 30 كلم عن رأس لانوف، على ما افاد مراسلو وكالة فرانس برس. وقال الضابط الذي انضم الى الثوار لدى بدء الانتفاضة في ليبيا في 15 شباط/فبراير quot;لقد صددناهم وتراجعوا وراء خط بلدة بن جواد، واليوم سنقصفهم حتى يعودوا الى سرتquot;.
وقال مراسل لفرانس برس انه شاهد مجموعة ثوار في بن جواد الواقعة على بعد حوالي 90 كلم شرق سرت. واكد الثوار الذين يتقدمون غربًا منذ ايام، الجمعة السيطرة على ميناء رأس لانوف النفطي الاستراتيجي على بعد حوالي مئة كلم شرق سرت بعد معارك عنيفة مع القوات الحكومية.
ونفت طرابلس ذلك، واكدت ان الوضع quot;طبيعيquot; لكن مراسل فرانس برس شاهد مساء الجمعة ثوارًا يتمركزون خارج الثكنات ومركز الشرطة في المدينة.
التعليقات