تنطلق عند الثالثة من بعد ظهر غد تظاهرة سلمية في لبنان، تحت شعار إسقاط النظام الطائفي، وهي الثانية التي يشهدها لبنان للأسبوع الثاني على التوالي.


إذا كانت الثورات في العالم العربي ساهمت أو تساهم في إسقاط الأنظمة الفاسدة نتيجة استئثار فئة معينة بالحكم وسيطرتها على موارد البلاد، فإن فئة كبيرة من اللبنانيين أطلقت صرختها في وجه من يستأثرون بالسلطة من زعماء الطوائف ويعيثون في البلد فساداً، بعد أن دمّروه بنيران اقتتالهم على مدى سنوات الحرب الأهلية وما تلاها، في سبيل الإستئثار بالسلطة والسيطرة على مقاليد الحكم.

لذا ينادي شباب لبنان بإسقاط النظام الطائفي، وإنطلاقاً من رغبتهم هذه إنطلقوا في مسيرة سلمية الأحد الماضي، شهدت رغم الأمطار الكثيفة التي شهدها لبنان يومها، مشاركة قدرتها وسائل الإعلام بحوالى الأربعة آلاف مشارك هتفوا منادين بالدولة العلمانية والمدنية، منددين بسنوات الفساد التي أثقلت كاهل اللبنانيين.

وسيشهد لبنان غداً الأحد تحركات مماثلة، حيث تنطلق مسيرة مركزية من منطقة الدورة باتجاه شرطة كهرباء لبنان، على اعتبار أنها رمز الفساد الذي كان النظام الطائفي أحد أسبابه. وسيكون هناك عدد من التحركات في المناطق اللبنانية المختلفة خصوصاً في طرابلس وصيدا وجبيل والنبطية، بالإضافة إلى مسيرة تنطلق سيراً على الأقدام، من منطقة رويسات صوفر باتجاه الدورة.

وكما كانت التظاهرة الأولى جامعة لكل الفئات من اللبنانيين، على اختلاف طوائفهم ومللهم وطبقاتهم، فإن الدعوات لمسيرة الغد تشدد على عدم رفع الشعارات الحزبية باستثناء العلم اللبناني.

ويتوقع أن يكون الطقس غداً في لبنان، ممطراً أيضاً، لكنّ المنظمين يراهنون على المشاركة الكثيفة نظراً لأهمية التحرك ونجاح خطوته الأولى.

إعتصام مفتوح.. وخيام

بين تحرك 27 شباط فبراير الماضي، وتحرك الغد في 6 آذار مارس، جاءت التحركات الفرعية حيث نظم عدد من الشبان المؤيدين لإسقاط النظام الطائفي في لبنان أمس، تجمعاً أمام وزارة الداخلية في منطقة الصنائع، للمطالبة بنظام علماني، ونصبوا خيمتين في موقع التجمع ورفعوا لافتات تدعو الى إسقاط النظام الطائفي، معلنين بدء الإعتصام المفتوح ووزعوا بيانات تدعو الى إسقاط النظام الطائفي ورموزه.

وتحدث أحد الشبان باسم المعتصمين الى العميد بيار سالم المستشار الأمني لوزير الداخلية والبلديات زياد بارود، فأكد التزام الأطر الحضارية والقانونية لتحركهم، ورد سالم بموافقة وزارة الداخلية على التحرك. من جهته، أكد العميد سالم quot;نحن نؤيد تحرككم ما دام سلميا ولا يخالف القانونquot;، مؤكداً حرصه على حماية المواطنين بمن فيهم المعتصمون.

وعبر المشاركون في الإعتصام في بيان لهم عن رغبة الشباب اللبناني في إسقاط نظام يعتبرونه quot;أداة لسيطرة الطبقة السياسية الفاسدة، وأداة لتعميم الفقر والبطالة والهجرة، ولتمرير المشاريع الإقليمية والدولية، ولإعاقة تطور المجتمع والعبور نحو دولة حديثة، وأداة لإنتاج الصراعات والفتن الطائفية والمذهبيةquot;. كما يحضر المعتصمون لنصب خيمة ثالثة، في تحرك رخصته وزارة الداخلية.

خيمة صيدا

في مدينة صيدا جنوب لبنان، أيضاً كان للشباب المنادين بإسقاط النظام الطائفي تحرك مماثل، حيث تجمعوا ونصبوا خيمة في ساحة الشهداء، رافعين الشعارات المطالبة بإلغاء الطائفية وتحقيق العدالة الاجتماعية والتغيير.

كما إنطلقت أمس مسيرة عفوية تحت شعار quot;الشعب يريد التغيير.. وإسقاط النظام الطائفيquot;، من أمام quot;خيمة اسقاط النظامquot;، جابت معظم شوارع المدينة.

ورددوا هتافات مثل quot;الشعب يريد إسقاط النظامquot; وquot;مش خايف مش خايف من ملوك الطوايفquot; وquot;ثورة ثورة في كل مكان، إجا دورك يا لبنانquot; وquot;كرامة هالشعب المسكين، نحنا صرنا جوعانينquot; وquot;نحنا مين وهما مين، نحنا الفقراء المحرومينquot;.

وألقيت في المسيرة كلمات دعت الشباب إلى الاستمرار في الاعتصام ضد الطائفية والتعصب.

ومع أهمية التحرك غداً، ينادي البعض بتنظيم تحركات في مختلف المناطق اللبنانية تستهدف بشكل مباشر الزعماء الطائفيين والحكام المختارين على أساس طائفي.