غرب راس لانوف:كان سليم حسين عطية وعائلته الصغيرة يحاولون الفرار في شاحنة بيك-آب صغيرة من مدينة راس لانوف في الصحراء الليبية حين شنت طائرات الحكومة غارات جوية وقد حالفهم الحظ في النجاة بارواحهم.

وفيما كانت العربات المليئة بالناس والامتعة تتدفق على الطريق الصحراوي شرقا من بلدة راس لانوف الليبية النفطية، استهدفت الطائرات الحربية التابعة للزعيم الليبي معمر القذافي عائلة سليم الذين كانوا يركبون شاحنة بيك-اب صغيرة.

وقال لوكالة فرانس برس بينما كان يرقد في مستشفى في اجدابيا على بعد 200 كلم شرقا، وقد عرى الاطباء صدره واخذوا يعالجون جراحا وحروقا اصيب بها نتيجة اصابته بشظايا، quot;كنا نحاول الذهاب الى حيث اقاربنا لان راس لانوف لم تعد امنةquot;.

واضاف سليم (47 عاما) الذي يعمل مديرا في محطة راس لانوف النفطية quot;كنا نسير بالشاحنة بمحاذاة محطة للوقود عندما شعرنا فجأة بانفجار كبير. الحمد لله ان عائلتي بخير واجريت لابني محمد بعض القطب لجرح صغيرquot;.

اما زوجته وابنه الصغير (3 اعوام) وابنته (10 سنوات) فقد كانوا جميعا في السيارة لكنهم لم يصابوا باذى.

وكانت العائلة تسير بالشاحنة للخروج من راس لانوف فيما كانت شاحنات صغيرة تحمل على ظهرها مضادات للطائرات وسيارات تحمل المقاتلين المناوئين للقذافي تتوجه الى راس لانوف التي اصبحت الجبهة الجديدة للمشاركة في القتال.

وتركت الغارة الجوية التي جاءت فيما تتزايد التحركات الدولية باتجاه فرض حظر جوي على ليبيا، حفرة كبيرة في الطريق وادت الى انحراف الشاحنة الصغيرة الى حافة الطريق، كما قال مراسل فرانس برس الذي وصل الى موقع الغارة بعد دقائق من وقوعها.

وغطت الدماء جانبا من الشاحنة، فيما تحطم جانبها الاخر وتكسر زجاج النوافذ.

وقال احمد علي صديق سليم، والذي كان في سيارة اخرى تسير امام عائلة سليم اصيبت باضرار من جراء الانفجار، انه لا يفهم السبب الذي يدفع القذافي الى مهاجمتهم.

وقال quot;لا ادري لماذا فعل ذلك، صدقني انا لا افهم السببquot;. واضاف quot;اضطررنا الى مغادرة راس لانوف لان العيش هناك بات خطيرا جدا، فالبلدة تتعرض لهجمات من الغرب والشرق. ولم يبق هناك احد. لقد كنا محظوظين لتمكننا من الهربquot;.

وبدأت عمليات الفرار الجماعية صباح الاثنين فيما كانت قوات القذافي تتجه من منطقة الغرب بعد سيطرتها على قرية بن جواد من ايدي الثوار في هجوم دامي في الليلة التي سبقت.

وانحرفت بعض العربات التي تحمل الفارين يمينا عند احد المنعطفات لتتجه الى المناطق التي تسيطر عليها القوات الموالةي للقذافي، الا ان معظمها توجه يسارا الى المناطق الشرقية التي يسيطر عليها الثوار.

وفيما كان الاطفال يجلسون في احضان والديهم، والسيارات تمتلأ بالحقائب، كان ركاب هذه الشاحنات يرفعون اصابعهم بعلامة النصر ويحيون الثوار الذين يحرسون الحواجز على مشارف البلدة.

وفضل العديدون الا يطيلوا الوقوف لتبادل الاحاديث مع الثوار، وبدلا من ذلك اسرعوا على الطريق التي غطت جوابها الرمال.

ومساء الاثنين كانت راس لانوف مدينة اشباح، وساد الصمت على منازلها المحاذية للشاطئ، كما فرغت الشوارع تماما الا من عدد من سيارات الثوار التي طليت بالوان العلم الليبي الذي سبق الثورة وهي الاسود والاحمر والاخضر.

وتوجه عدد قليل من الناس الى مسجد البلدة لاداء صلاة العشاء، كما شوهد عدد من الاطفال يخرجون رؤوسهم من نوافذ بعض المباني.

ومن الناس القلائل الذين كانوا يسيرون في الشارع محمد، الرجل المسن الذي كان يرتدي ثوبا ابيض وفوقه معطف اسود وقال انه يعيش في البلدة منذ 25 عاما.

وقال quot;اذا اراد الناس المغادرة، فليغادروا. ولكني باق هنا والله سيحمينيquot;.

من جهة أخرى، سمع دوي قصف مدفعي مكثف الثلاثاء غرب مدينة راس لانوف النفطية (شرق ليبيا) على خط المواجهة بين الثوار الليبيين وقوات معمر القذافي، حسبما ذكر مراسل وكالة فرانس برس.

ومن موقع يبعد تقريبا سبعة كلم غرب راس لانوف وعلى طريق صحراوية شاهد المراسل العشرات من المقاتلين الثوار يسرعون راجلين وفي سيارات وشاحنات صغيرة.

وشاهد مراسل فرانس برس ثلاثة مسلحين ينقلون الى المستشفى بعد اصابتهم في منطقة تقع بين راس لانوف وبن جواد التي تقع غربا والتي استعادتها قوات موالية لمعمر القذافي الاحد.

واكد الثوار ان قوات القذافي دكت غرب لانوف بوابل من القذائف المدفعية.

وقبل ذلك قصفت طائرة مبنى سكني من طابقين قرب راس لانوف فتحطمت واجهته والرصيف كما اضاف المراسل.

وهذه المرة الاولى التي يصاب فيها مبنى سكني في راس لانوف المرفا النفطي الاستراتيجي الذي يبعد 300 كلم جنوب غرب بنغازي معقل الثوار الليبيين الذين يسيطرون عليه منذ الجمعة.