في أول رد فعل رسمي عراقي على الاحداث الدامية التي تشهدها ليبيا حاليا طالب نائب الرئيس عادل عبد المهدي الحكومة والبرلمان الى الاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي كممثل لشعبه وقطع أي علاقة مع quot;ألطاغية القذافيquot; وناشد الدول العربية والاسلامية تأمين الشواطىء والحدود الليبية بكل الوسائل .. فيما دعت منظمات صحافية عراقية السلطات الليبية الى إطلاق صحافي عراقي يعمل مع صحيفة الغارديان البريطانية تحتجزه منذ أسبوع ولم يعرف مصيره الى الان.


قال عبد المهدي وهو قيادي في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي في تصريح صحافي مكتوب تلقته quot;إيلافquot; انه يتابع quot;ببالغ الاهتمام ومشاعر الالم ما يجري من اراقة لدماء الشعب الليببي على يد واحد من اكبر طغاة التاريخquot;. وأضاف انه يقف بخشوع واجلال للشعب الليبي ولثورته الشجاعة التي قال انها quot; تذكرنا بالبطل عمر المختار وبثورته ضد الاستعمار في سبيل الاستقلال مستذكرين ان حكم التاريخ واحد وان اختلفت الوسائل وبإن نهاية الطغاة هي دائماً نهاية مخزية وان الشعوب ستنتصر دائماً رغم الجرائم والمصالح الضيقة الانانيةquot;.

وأشار الى أن ما يحدث في ليبيا يتطلب quot;وقفة صادقة وجادة ومن قبل كل المؤسسات الاهلية والحكومية والاقليمية والدوليةquot;. وقال انه quot;ومن موقع المسؤوليةquot; يطالب بنصرة quot;اخواننا من الشعب الليبي البطل بكل الطرق المشروعة.. وندعو للاعتراف بممثلي الشعب الحقيقيين الذين يخوضون حربا شرسة مشرفة ضد نظام الطاغية القذافي ومرتزقته وان تكون مواقفنا على قدر عظم الخطر الذي يتعرض له ابناء ليبيا الشرفاء وعلينا ان نمدهم بكل مايساعدهم على الاسراع في الانتصار وتأكيد ارادة الشعب الحرة الواعيةquot;.

ودعا الحكومة العراقية ومجلس النواب ودول الجامعة العربية والدول الاسلامية الى العمل على اتخاذ خطوات سريعة وفعالة من اولها الاعتراف بالمجلس الانتقالي كممثل للشعب وقطع اية علاقة مع نظام القذافي واعتباره نظاما غاصبا قاتلا لشعبه و بتأمين الشواطىء والحدود ومحاصرة القذافي بكل الوسائل والطرق لحين انتصار ارادة الشعب الليبي بشكل كامل وواضح.

وكان وزراء الخارجية العرب قرروا في اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية في القاهرة الليلة الماضية دعوة مجلس الأمن الدولي إلى فرض حظر جوي على ليبيا وعلى فتح قنوات اتصال مع المجلس الوطني الانتقالي المعارض ومقرّه بنغازي حيث لاقى قرار الحظر قبولاً عربيًا باستثناء سوريا والجزائر.

واكد الوزراء في قرار اعتمدوه اثر اجتماعهم الطارئ انه سيتم quot;التعاون والتواصل مع المجلس الوطني الانتقالي الليبي وتوفير الدعم العاجل والمستمر للشعب الليبي وتوفير الحماية اللازمة له ازاء ما يتعرض له من انتهاكات جسيمة وجرائم خطيرة من جانب السلطات الليبية الامر الذي يفقدها الشرعيةquot;.

وكان الاتحاد الاوروبي وافق الجمعة على اعتبار المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي quot;محاورًا شرعيًاquot; لكن من دون الاعتراف به رسميًا كما فعلت فرنسا. كما قرر مجلس الأمن الدولي بجلسة خاصة عقدها في نيويورك نهاية الشهر الماضي فرض عقوبات على القذافي منها منعه وأسرته وعشرة من اقرب مساعديه من السفر وتجميد أرصدته مع خمسة من أفراد أسرته. كما وافق المجلس في قرار حصل على موافقة جماعية من الدول الأعضاء بالمجلس وعددها 15 منها الدول دائمة العضوية على إحالة كبار المسؤولين في النظام الليبي وعلى رأسهم القذافي إلى محكمة العدل الدولية للتحقيق فيما نسب اليهم من تهم تتعلق بارتكاب جرائم ضد الإنسانية كما حظر القرار الدولي بيع وتوريد الاسلحة للحكومة الليبية.

والاسبوع الماضي وصف رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم القذافي بالقاتل مثل صدام حسين وقال quot;ان لهذا الظالم نهاية والاعتداءات السافرة على الشعب الليبي والقتل والبطش بابه وقتل وخطف الرموز والعلماء له تأثيرات طبيعية على واقع الحياة السياسية في ليبيا لذلك فان التاريخ سيثأر لاولئك المظلومين ويطيح بالظالمين وسوف لن يبقى لهؤلاء الطغاة الا العار والذكر السيءquot; .

منظمات تطالب سلطات القذافي بالكشف عن مصير صحافي عراقي

من جهة اخرى، طالب مرصد الحريات الصحافية السلطات الليبية بإطلاق سراح صحافي عراقي يعمل مع صحيفة الغارديان البريطانية كانت إحتجزته من أكثر من أسبوع ولم يعرف مصيره الى الان فيما قالت نقابة الصحافيين العراقيين انها تجري اتصالات .

وإعتقلت قوات موالية لمعمر القذافي صحافي برازيلي يدعى أندري نيتو الذي يعمل لحساب جريدة أواستادو دي ساو باولو والعراقي غيث عبد الأحد يعمل مع صحيفة الغارديان في الثاني من الشهر الحالي قرب مدينة صبراتة حسب ما أعلنت وزارة الخارجية الليبية.

وقالت صحيفة الغارديان إن غيث عبد الأحد دخل الاراضي الليبية من تونس وإتصل بالصحيفة آخر مرة يوم الأحد (27 شباط) عن طريق طرف ثالث وكان في ذلك الوقت قريبا من مدينة الزاوية حيث كانت تقع معارك ضارية بين قوات موالية لمعمر القذافي والثوار. واطلقت السلطات الليبية سراح الصحافي البرازيلي يوم الخميس ولكن مصير غيث عبد الأحد مازال مجهولاً.

وبحسب تقارير فأن غيث عبد الأحد وأندري نيتو إعتقلا بتهمة دخولهم الاراضي الليبية بشكل quot;غير شرعيquot;.

ودعا مرصد الحريات الصحافية السلطات الليبية الى الكشف عن مصير عبد الاحد واطلاق سراحه .. وطالب الحكومة ووزارة الخارجية العراقيتين الى العمل الجاد ومفاتحة السلطات الليبية فوراً لتأمين حياته ونقله الى مكان آمن.

ويعمل عبد الأحد مع الغارديان منذ عام 2004 حيث قام بتغطية الاحداث في الصومال والسودان والعراق وافغانستان وحصل على عدة جوائز عالمية لانجازاته الصحافية.

من جهته قال مصدر في نقابة الصحافيين العراقيين ان النقابة كثفت اتصالاتها بالاتحادات والنقابات الصحافية العربية والدولية والجهات العراقية المختصة من اجل معرفة مصير الصحافي عبد الاحد وضمان سلامته واطلاق سراحه فورا .

وكانت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قالت الجمعة الماضي إن فريقا من قسمها العربي في ليبيا تعرض للضرب والاعتقال على يد قوات الأمن الليبية أثناء محاولة الفريق الوصول إلى مدينة الزاوية التي تشهد معارك بين المعارضة والقوات الموالية للقذافي.

فقد تعرض الفريق الذي كان يضم ثلاثة أفراد للركل واللكم والضرب بأعقاب البنادق من قبل الجنود وعناصر الأمن قبل أن توضع أكياس على رؤوسهم ويقتادون إلى المعتقل. وبقي الفريق رهن الاعتقال لمدة 21 ساعة قبل أن يتم الإفراج عنه وهو الآن في طريقه إلى الخارج.

وقال كريس كوب سميث الذي كان من ضمن الفريق انه quot;تم إرغامنا على الوقوف أمام احد الجدران وقام رجل بملابس مدنية بوضع فوهة مسدس على رأس كل واحد منا وعندما نظرت إليه صرخ بي واتجه نحوي ووضع المسدس على رقبتي وأطلق رصاصتين وكنت أشعر بأزيز الرصاص قرب اذني وسط ضحات الجنودquot; quot;. واشار الى ان نصيب الفلسطيني فراس كيلاني من القسم العربي في quot;بي بي سيquot; من سوء المعاملة والتعذيب الاكبر من بين اعضاء الفريق.

وعايش الفريق اثناء الاعتقال اوضاع السجناء الذين كانوا في السجن واغلبهم كانوا من مدينة الزاوية اذ كانوا مقيدين وهم في المعتقل واياديهم منتفخة بسبب القيود ويعانون من كسور في الاضلاع ويصرخون من الالم. ويقول كيلاني ان اوضاع اربعة من المعتقلين كانت متردية للغاية وبدت عليهم آثار التعذيب وساعدتهم لمدة لمدة ست ساعات على شرب الماء والنوم وقضاء الحاجة.