يعتبر صمت جنوب أفريقيا النسبي تجاه كل الفظائع التي ارتكبها نظام القذافي ضد خصومه السياسيين محيرا.


ذكر تلفزيون ليبيا الرسمي ان جاكوب زوما رئيس دولة جنوب أفريقيا تحدث مع الزعيم الليبي معمر القذافي لتقديم الدعم المعنوي لبلده. وقد وعد أنه سيطرح الوضع المأساوي لليبيا التي هي الآن على شفا حرب أهلية على منظمة الوحدة الأفريقية quot;لاتخاذ موقف حازم والكشف عن المؤامرة التي تواجهها ليبياquot;.

ونقلا عن صحيفة quot;كريستيان ساينس مونيتورquot; فإن التقرير الذي أذاعته محطة التلفزيون الليبية الرسمية حول مكالمة رئيس جنوب أفريقيا قد أثار quot;شعورا بالحرجquot; لدى الكثير من أبناء جنوب أفريقيا الذين كتبوا اعتراضهم على موقف رئيسهم في دعم نظام الحزب الواحد ودولة ديكتاتور مثل القذافي من خلال الشبكات الاجتماعية مثل quot;تويترquot;.

لكن ديوان الرئيس زوما أنكر بشدة لاحقا صحة التفاصيل التي أذاعتها محطة تلفزيون ليبيا الرسمية قائلا إن quot;جنوب أفريقيا ادانت وبشكل مفتوح زهق الأرواح والهجمات على المدنيين واكدت وقوع خروق لحقوق الانسان في ليبياquot;.

واضاف البيان الصادر عن ديوان الرئيس الجنوب أفريقي أن الرئاسة quot;لن تُجرّ إلى الإشاعات والتشويهات للمحادثة التي جرت مع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الذي اتصل به ليشرح القصة من جانبهquot;.

لكن صحيفة quot;كريستيان ساينس مونيتورquot; ترى أنه بغض النظر عما قيل في المكالمة الهاتفية بين الزعيمين فإن صمت جنوب أفريقيا النسبي تجاه كل الفظائع الحربية التي ارتكبها القذافي ضد خصومه السياسيين سواء كانوا مسلحين أم غير مسلحين، محير. ففي الوقت الذي فرضت الامم المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات صارمة على ليبيا وتتدارس فرض مجال الحظر الجوي لمنع الطائرات الليبية من مهاجمة مواقع المتمردين وقفت جنوب أفريقيا والكثير من الدول الأفريقية موقف المتفرج مكتفية بإصدار بيان يشجب استخدام القوة المفرطة لكنه يتجنب فرض عقوبات ضد النظام الليبي.

وإستنتجت الصحيفة الأميركية أنه بعد 17 سنة على تحقيق الأغلبية السوداء في جنوب أفريقيا تحررها من نظام الفصل العنصري البغيض يبدو أن الحكومة هناك قد رمت بثقلها وراء الأنظمة غير الشرعية أو من دون وجود معارضة حقيقية لفترات تصل إلى 30 سنة أو أكثر.

في هذا الاطار، قال السفير السابق لجنوب أفريقيا توم ويلر والذي يعمل الآن محللا سياسيا معلقا على موقف بلده quot;المحايدquot; تجاه تمسك رئيس دولة ساحل العاج لورنت غباغو بالسلطة على الرغم من خسارته بالانتخابات الرئاسية: quot;جنوب أفريقيا فقدت قدرا من صلابة موقفها الأخلاقي الذي استحوذت عليه عام 1994 مع التحول السلمي للسلطة. إنها ما عادت تقف إلى جانب الديمقراطيةquot;.