ضرب زلزال جديد اليابان يوم الاثنين بعد أقل من ثلاثة أيام على أكبر زلزال في تاريخ البلاد، بينما أعلنت البحرية الأميركية أن طاقم حاملة الطائرات رونالد ريغان قد تعرض لإشعاع نووي بالقرب من سواحل اليابان التي تسابق الزمن لمنع كارثة نووية خطيرة بعد وقوع انفجارين جديدين وتعطل نظام التبريد في ثلاث مفاعلات بإحدى محطاتها النووية.


طوكيو: قال الأسطول السابع الأميركي إنه قام بتحريك سفنه وطائراته بعيدا عن المحطة النووية اليابانية بعد اكتشافه حدوث تسرب إشعاعي منخفض المستوى. وأضاف أن الإشعاع قد حدث نتيجة سحابة من الدخان والبخار انطلقت من محطة فوكوشيما النووية التي شهدت انفجارين للهيدروجين منذ زلزال الجمعة الماضي.

وأشار إلى أن حاملة الطائرات رونالد ريغان كانت على مسافة 100 ميل من الساحل الياباني عندما قامت أجهزتها برصد الإشعاعات المنطلقة من المحطة النووية اليابانية، مؤكدا أن طاقم الحاملة تعرض في ساعة واحدة لجرعة من الإشعاع تعادل مستوى الإشعاع الطبيعي في بيئة ذات خلفية إشعاعية على مدار شهر كامل.

زلزال جديد

ولا تزال المحطات النووية في شمال شرق اليابان تواجه المشكلة تلو الاخرى حيث تهدد المفاعلات المتضررة من جراء الزلزال والتسونامي بالخروج عن السيطرة، لكن السلطات تستبعد حتى الان خطر وقوع حادث كبير.

ووقع انفجاران قبيل ظهر الاثنين على مستوى المبنى الذي يؤوي المفاعل الثالث في محطة فوكوشيما النووية رقم 1 المتضررة من جراء الزلزال. وادى الحادث الى اصابة 11 شخصا بجروح بحسب شركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبكو) التي تشغل المحطة.

واكدت تيبكو والوكالة اليابانية للامن النووي ان مبنى الاحتواء الذي يؤوي المفاعل تمكن من المقاومة. ووقع هذا الحادث الجديد نتيجة تراكم الهيدروجين في المبنى. وقد أصدرت اليابان تحذيرا من اقتراب وصول موجة تسونامي بارتفاع ثلاثة أمتار على الساحل الشمالي الشرقي للبلاد. وطلبت السلطات في مقاطعة اوموري من السكان الـ12859 في مرفأ هاشينوهي إخلاء المدينة تحسبا لتسونامي.

ويسارع التقنيون اليابانيون لتجنب انصهار قضبان الوقود في مفاعل نووي متضرر هزه انفجار ثان للهيدروجين بعد أيام من وقوع زلزال مدمر وأمواج المد التي تبعته مما أودى بحياة عشرة الاف شخص على الأقل. وقالت وكالة جيجي للانباء نقلاً عن شركة طوكيو الكتريك باور التي تدير محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية ان قضبان الوقود النووي في المفاعل الذي تضرر من الزلزال مكشوفة تماما الآن.

وكان التقرير الذي بثته الوكالة يشير الى المفاعل رقم 2 حيث أفادت تقارير بانخفاض مستويات المياه في المبرد حول قلب المفاعل في وقت سابق يوم الاثنين. وذكر تقرير الوكالة أنه لا يمكن استبعاد احتمال انصهار قضبان الوقود. ويقول خبراء ان الانصهار يزيد خطر الضرر الذي قد يلحق بالحاوية التي تضم قلب المفاعل واحتمال حدوث تسرب اشعاعي.

quot;أكبر كارثة منذ الحرب العالمية الثانيةquot;

من جانبه، وصف رئيس وزراء اليابان ناتو كان الكارثة التي تواجهها بلاده الآن بسبب الزلزال والمد البحري واحتمال حدوث انصهار نووي في المفاعلات النووية في منطقة الزلزال بأنها أكبر كارثة تشهدها بلاده منذ الحرب العالمية الثانية. ورجحت الشرطة اليابانية أن ترتفع حصيلة قتلى الزلزال إلى أكثر من 10 آلاف شخص.

وقال جوزيف سيرينسيوني، الخبير في شؤون الأمن النووي خلال حوار أجرته معه شبكة تلفزيون فوكس إن الوضع أسوأ بكثير مما كان يعتقد في بداية الأمر، قائلا: quot;أصبح نصف قلب أحد المفاعلات مكشوفا بالفعل، وهو المفاعل الذي يجري الآن غـمره بماء البحر لتبريده في محاولة يائسة لمنعه من الانصهار الكـلي. وأشار إلى أن المسؤولين quot;فقدوا سيطرتهم على مفاعل ثان مجاور له بعد تعرضه لانصهار جزئي، كما فقدوا سيطرتهم أيضا على مفاعل ثالث في المنطقة نفسهاquot;.

التسرب الإشعاعي قد يصل الساحل الأميركي

وقال سيرينسيوني إن خطر التسرب الإشعاعي من تلك المفاعلات لن يقتصر على اليابان وحدها وأنها quot;ربما تنتقل عن طريق الجو إلى الساحل الغربي للولايات المتحدةquot;. واستدل سيرينسيوني على ذلك بما حدث بعد انفجار مفاعل تشيرنوبل في أوكرانيا عام 1986 عندما quot;انتشر الإشعاع النووي في جميع أنحاء النصف الشمالي من الكرة الأرضيةquot;.

وكالة الطاقة الذرية تدعو لاجتماع طارئ

في غضون ذلك، دعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية دولها الأعضاء لحضور اجتماع طارئ يعقد مساء الاثنين في فيينا لإطلاعها على جوانب السلامة النووية في اليابان، في أعقاب الزلزال المدمر الذي تعرضت له يوم الجمعة الماضي.

وأعلن المعهد الفرنسي للحماية من الإشعاعات والسلامة النووية الأحد أن كميات quot;كبيرة جدا من الانبعاثاتquot; المشعة quot;حصلت بالتزامن من الانفجارquot; السبت في مبنى المفاعل الأول في محطة فوكوشيما باليابان.