في ظل بوادر لإنهاء الإنقسام الفلسطيني الفلسطيني، استطلعت quot;إيلافquot; آراء قادة من حركتي فتح وحماس ومحللين سياسيين في محاولة منها لمعرفة مستجدات المساعي المبذولة حالياً لعقد لقاء مصالحة بين عباس وهنية في قطاع غزة.


غزة:تسود أجواء قطاع غزة حالة ترقب لزيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس التي مازالت تنتظر الإعلان الرسمي من قبل حكومة حماس بقبول أو رفض مبادرة عبّاس التي تشترط تشكيل وحدة وطنية تليها ترتيبات متعلقة بالمصالحة لتلبية دعوة رئيس وزراء حكومة حماس إسماعيل هنية عبّاس للقدوم لغزة في محاولة لفض الاشتباك السياسي بين الحركتين وإنهاء حالة الانشطار بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

quot;نريد إنهاء الإحتلالquot;

وفي هذا السياق وردت تصريحات لقادة حماس ومن بينهم طاهر النونو المتحدث باسم حكومة حماس عن استعداد حماس لاستقبال الرئيس عباس ولقائه سواء في غزة أو أي مكان خارج الأراضي الفلسطينية تحمل في طياتها رسالة مبطنة نحو رغبة حماس في الدخول في حوارات وليس إنهاء الانقسام وانجاز المصالحة الوطنية.

وحول جدّية حكومة حماس في دعوتها عبّاس للقاء أكدّ طاهر النونو لquot;إيلاف quot; قائلاً: quot;حينما نطرح موضوعاً فنحن نكون جديين في طرحه، وبالطبع حينما وجهت حكومة حماس دعوة للأخ أبو مازن لزيارة قطاع غزة لإنهاء الانقسام كانت دعوة جديّة جداً وتقبل كل الخيارات للخروج بنتائج مرضية للجميعquot;.

وفيما يتعلق بالترتيبات التي تقوم بها حكومة حماس أوضح النونو لquot;إيلافquot;: quot;بدأنا فعلاً ببحث كافة التفاصيل المتعلقة بزيارة أبو مازن مع قادة الفصائل والمستشارين والشخصيات المستقلةquot;.

في حين امتنع النونو عن ذكر أي تفاصيل متعلقة باشتراط عبّاس ضرورة تشكيل وحدة وطنية لتلبية الدعوة، وقال: quot;هذه تفاصيل داخلية نتباحث فيها بيننا ولا يمكن نشرها للإعلام، وتابع: quot;حينما ننتهي من تباحثتانا الداخلية سنعلم الجميع بهاquot;.

ورداً على سؤال quot;إيلافquot; النونو عن دور ثورة شباب 15 آذار في دعوة هنية أبو مازن للقدوم لغزة أفاد النونو: quot;حماس كانت تعدّ لمبادرتها الخاصة مع نهاية آذار، والشباب كان لهم دورهم الذي دفع بإتجاه الإعلان عن هذه الدعوة، فحركة حماس معنية بالمصالحة منذ اليوم الأول للإنقسام، وهي مازالت معنية بوحدة الشعب، فيما أمل أن يكون الشعار القادم للشباب بعد تحقيق الوحدة الوطنية quot;نريد إنهاء الإحتلالquot;.

الرد الرسمي تأخّر..

في السياق نفسه، أرجع القيادي في حركة فتح أشرف جمعة لـquot;إيلاف، quot;إمكانية إلتقاء هنية وأبو مازن في غزة إلى إثبات حماس أنّ دعوة إسماعيل هنية ليست مجرد فرقعة إعلامية لتهدئة الأوضاع، وإنما دعوة حقيقية. فيما ألفت جمعة الإنتباه لضرورة اللحاق بالفرصة قبل ضياعها عبر رد سريع من قبل حماس يستجيب لمبادرة أبو مازن.
وحول توقعاته إذا ما تم اللقاء بين الطرفين الفلسطينيين، أكدّ جمعة على ولادة نتائج إيجابية تبشر بمساحة واسعة لحل كافة المشكلات العالقة.

نريد نقاط تلاقي وليس نقاط خلاف

من ناحية أخرى التقى ممثلون عن الحركتين اليوم في نابلس بحثوا مبادرة الرئيس والسبل الكفيلة لدعم وتعزيز المبادرة على ارض الواقع بهدف إنهاء الانقسام.

حيث تناول الاجتماع الذي نظمّه تجمع الشخصيات المستقلة بحضور محافظ نابلس اللواء جبرين البكري ونواب عن حركة حماس وقادة الفصائل نقاط التلاقي بين حركتي فتح وحماس وسبل تعزيز مبادرة الرئيس محمود عباس على أرض الواقع، وعدم تفويت الفرصة دون النظر للخلافات والتصريحات المغرضة سعياً لإنهاء الإنقسام.

زيارة أبو مازن لغزة ممكنة

من جانبه رأى المحلل السياسي عبد الستّار قاسم أنّ استجابة أبو مازن للذهاب لغزة هي حقيقية، وليست خيالاً، وحول مدى إمكانية تحقيقها أفاد قاسم لـquot;إيلافquot;: quot;أبو مازن يستطيع الذهاب لغزة، وهذا ممكن فقط إن أرادquot;. وأوضح: quot;هذه الخطوة جيّدة وإن كانت متأخرة، ولكن المفروض أنّ هذه الزيارات جاءت قبل حدوث الاقتتال الداخلي في حزيران 2007 ومنعت ما وصل إليه الحالquot;.

وحول سؤاquot;له عن مبادرة هنية ردّ بالقول: quot;هذه ليست المرة التي يدعو فيها هنية عباس للاجتماع على طاولة واحدة، ولكن عبّاس على خلاف كل الدعوات التي رفض الاستجابة إليها، يقبلها اليوم وهذا إيجابي وجيّد ويبشِّر بخيرquot;.

وحول سؤاله quot;إيلافquot; عن سبب استجابة عبّاس هذه المرة المرة ردّ قاسم بالقول: quot;التغييرات في الوطن العربي هي التي دفعت عبّاس لقبول الدعوة، خاصةً في ظل غياب الغطاء العربي المتمثل في رحيل مبارك، فيما نفى أن يكون دور ثورة شباب 15 آذار دوراً أساسياً في هذه الخطوة مرجعاً السبب أن التنظيمات الشبابية التي خرجت في الضفة وغزة خرجت بإدارة تترأسها الأجهزة الأمنية لدى الجانبين، ولم ينجم عنها سوى مزيد من التوتر الداخليquot;.

ومن ناحيته دعا قاسم لعدم التفاؤل كثيراً وعدم التشاؤم كثيراً، ولكنه تأمّل أن يخرج اجتماعهما إن تمّ عن قرارات هامة تتعلق بإنهاء العامل الأساسي الذي أجج الانقسام، وهو اتفاقية أوسلو ووقف التنسيق الأمني، فإن لم يتفقا على ذلك أولاً فلا جدوى من اجتماعهما.