شكك محللون سياسيون في إمكانية تحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، في وقت أبدى فيه الرئيس محمود عباس استعدادا لزيارة غزة.


رام الله:اشاعت فكرة قيام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بزيارة الى قطاع غزة لاتمام المصالحة مع حركة حماس جوا من التفاؤل في الشارع الفلسطيني الذي ضغط بهذا الاتجاه الا ان محللين شككوا بامكانية تحقيق ذلك في القريب العاجل.
واعلن عباس الاربعاء استعداده للذهاب الى غزة من اجل بحث ملف المصالحة مع حماس وقرر ارجاء تشكيل حكومة جديدة لاعطاء فرصة لقيام حكومة وحدة وطنية تتولى تنظيم انتخابات شاملة.

وسارعت حركة حماس الى الترحيب بقدوم عباس، الذي فقد السيطرة على قطاع غزة منتصف العام 2007 بعد مواجهات دامية بين الاجهزة الامنية التابعة له ومقاتلي حماس.
وقال سمير عوض المتخصص في العلوم السياسية لوكالة فرانس برس ان quot;ما اعلنه عباس تطور كبير لكن لا اعتقد ان هناك تجاوبا حقيقيا من الجهة الثانيةquot;.

واضاف quot;في رقصة التانجو يجب ان يؤدي الراقصان الاثنان الحركات ذاتهاquot;.
وقال عوض ان quot;هناك مجالا لتحسين الامور لكن يجب التحرك في كل الجهات وهذا مرهون بوجود ارادة سياسية لدى الجانبينquot;.

وجاء اعلان عباس عقب تظاهرات تم الدعوة اليها عبر موقع فيسبوك في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، وشارك فيها عشرات الالاف، للمطالبة بانهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية.
واجتمع ممثلون عن مجموعات شبان فيسبوك في رام الله، لتقييم التظاهرات التي كانوا دعوا اليها وكذلك مبادرة عباس.

وقال بدر زماعرة احد المنظمين خطاب عباس quot;لاقى ارتياحا في الشارع لكننا لغاية الان لا نرى اي شيء على ارض الواقع والجميع ينتظرون اللقاء على الارض وما يمكن ان يخرج عنهquot;.
وقال سمير عوض ان quot;هذا التحرك كان له تاثير على هذه التطورات وكان هناك تفاوت في درجة التجاوب لهذا التحرك بين فتح وحماس واعتقد ان هذا التحرك الشعبي ليس بسيطاquot;.

وافردت الصحف الفلسطينية مساحات واسعة على صدر صفحاتها الاولى لخطاب عباس وكذلك مساحات واسعة لكتاب هذه الصحف عن جدوى ما اعلنه عباس.
وبالرغم من ترحيب حماس باعلان عباس، اعتبر موقعها الالكتروني ان quot;عباس يضع شروطا لزيارتهquot; بعد تاكيد الناطق الرسمي باسمه نبيل ابو ردينة بان الهدف من مبادرة عباس هو تشكيل حكومة وحدة وطنية وليس العودة الى نقطة البداية باطلاق حوار جديد.

وقال الكاتب عدلي صادق في مقال في صحيفة الحياة الجديدة اليوم ان quot;المتشائمين من امكانية تحقيق المصالحة ما زالوا يطمحون الى رد ايجابي مفصل بلسان واحد من متزعمي حماسquot;.
وفي غزة قال المحلل السياسي طلال عوكل ان quot;مبادرة هنية في دعوته لعباس للحضور الى غزة ومبادرة عباس باستعداده للقدوم الى غزة نشأتا على خلفية نشاط شباب فيسبوكquot;.

ورجح ان تكون حماس quot;فوجئت باعلان عباس ما دفعها للترحيب الاولي لكن هذا الترحيب لا يعني ترحيب حقيقيquot;. وقال quot;ارجح ان لا يحصل شيء حقيقي وان يمضي الوقت بدون تحقيق شيء ليبقى مرهونا بضغط جماهيري كبير على الجانبينquot;.
من جانبه، قال المحلل السياسي خليل شاهين ان حركة حماس quot;رحبت بالزيارة لكنها لم ترحب بالمبادرة، وحماس تريد زيارة لفتح الحوار وليست لتشكيل الحكومة فقطquot;.

وتضمنت مبادرة عباس تشكيل حكومة مهنية تتولى الاشراف على انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني خلال ستة اشهر.
وقال شاهين ان quot;حماس تتخوف من التوجه الى انتخابات دون الاتفاق على الامور السياسية الاخرى لانها ترى ان الانتخابات اولا انما يعني خروجها من الباب الذي دخلت منهquot;.

وفازت حماس باغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني في الانتخابات التي جرت في 2006 ما منحها سلطة تشكيل حكومة فلسطينية، اقالها عباس عقب سيطرة الحركة على قطاع غزة.

وكانت اخر زيارة للرئيس الفلسطيني قطاع غزة، قبل شهر من سيطرة حماس بالقوة على القطاع منتصف 2007. ونشرت مواقع لحركة فتح حينها مقاطع فيديو قالت انها محاولات لعناصر من حماس لاغتيال عباس.

وفشلت عدة محاولات لتحقيق المصالحة بين الجانبين، رغم جلسات عقدت برعاية عربية في السعودية واليمن والقاهرة واخرها محاولات جرت في سوريا.

واعتبر الاكاديمي جورج جقمان الذي يدير مركزا لدراسة الديموقراطية في الاراضي الفلسطينية ان اعلان عباس quot;لا يسهم في انهاء حالة الانقسامquot;.

وقال ان quot;المعروض هو زيارة لتشكيل حكومة مستقلة حماس لا تشارك فيهاquot;، مشككا في ان quot;تقبل حماس بذلكquot;.

واضاف جقمان ان quot;المصالحة بالنسبة لحماس ليست تشكيل وزارة للاشراف على انتخابات. انها تريد الخوض في تفاصيل المصالحة وتفاصيل مشاركتها في النظام السياسيquot;.

وتابع quot;اعتقد انه لن تكون هناك نتيجة لان الطرفين غير مستعدين التخلي عن تحالفاتهما الدولية والاقليميةquot;.