تنتشر في شوارع المنامة حواجز تفتيش أقامها مدنيون ملثمون مسلحون لا يعرف لمن يتبعون لكنهم يفتشون السيارات بحثا عمّا يُعد بنظرهم مواد معادية للحكومة، وتتهمهم المعارضة بأنهم موالون للدولة ومدعومون منها.


المنامة: لا يسع المقيم في المنامة إلا أن يلاحظ أن بين قوات درع الجزيرة وسيطرات الشرطة البحرينية هناك نوع جديد من حواجز التفتيش يبث الخوف في مَنْ يمر عليه. وهي حواجز أقامها مدنيون ملثمون، مسلحون بالهراوات والسلاسل وحتى السيوف، يفتشون السيارات بحثا عمّا يُعد بنظرهم مواد معادية للحكومة، بما في ذلك العلم البحريني، ويعتدون بالضرب على الركاب إذا ما عثروا على أيّ من هذه المواد، بمن فيهم الأجانب، كما تقول مجلة تايم.
ونقلت المجلة عن سيدة غربية أن أعيرة نارية أُطلقت على إطارات سيارتها. وفي مدينة حمد السنية قرب قصر العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة تحدثت تقارير عن اعتداءات بالضرب إرتكبها بلطجية يجوبون المدينة مسلحين بالعصي. ويؤكد زعماء معارضون ان هؤلاء الملثمين أصبحوا أزلام الحكومة التي تستخدمهم لترهيب المحتجين والصحافيين الأجانب. وتشير مجلة تايم الى ان سيارات الشرطة كانت تقف عند كثير من الحواجز لا تحرك ساكناً فيما يقوم البلطجية الذين لا تزيد أعمار بعضهم على 18 عاما، بمضايقة المارة واصفة المنامة بأنها مدينة أشباح بسبب حظر التجوال الذي يلتزم به المقيمون من الساعة 8 مساء الى الساعة 4 فجراً لتجنب العصابات.

وكثيرا ما يُشاهد هؤلاء البلطجية جالسين على قارعة الطريق وبجانبهم بنادق آلية. وتقول المعارضة إن الحصول على أسلحة كهذه يكاد يكون مستحيلا على المدنيين من دون موافقة السلطة. ونقلت مجلة تايم عن الخبير في شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة نيو أميركا للأبحاث باراك بارفي ان إستخدام بلطجية مدنيين quot;طريقة يلجأ اليها نظام الحكم لترويع المعارضة وتهديدها دون أن يترك آثاراً تدل إليهquot;. ويضيف بارفي quot;ان من الواضح أن هناك حملة ترهيب تُشن ضد الإعلام الأجنبي والمحلي على السواءquot;. وكان وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد آل خليفة نفى بقوة الإتهامات القائلة ان البلطجية جزء من جهاز الدولة.
يقول نبيل رجب مدير المركز البحريني لحقوق الانسان ان البلطجة وظيفة ثانية quot;والأرجح ان هؤلاء الأشخاص هم من جهاز الأمن الوطني والحرس الوطنيquot;. ويعتقد رجب ان غالبيتهم ليسوا بحرينيين بل من اليمنيين والسوريين والباكستانيين واللبنانيين. ويذهب رجب الذي إعتقلته قوى الأمن يوم الجمعة الى ان هؤلاء الأشخاص اعتدوا بالضرب على كثيرين وأصابوهم بجروح. وانهم منتشرون في أنحاء المنامة والقرى. وإزاء هذه الحملة من أعمال العنف توعد حزب جمعية الوفاق المعارض بأنه قد لا يبقى لديه من خيار سوى الرد.

وفي مقر حزب جمعية الوفاق قال زعيم الحزب الشيخ علي سلمان لمجلة تايم انه يعتقد ان الحكومة وراء هؤلاء البلطجية متسائلا quot;إذا كانت الحكومة لا تقوم بتجهيز هؤلاء العناصر فكيف يوزعون المنشورات أمام مركز الشرطة؟ لا أحد يقف أمام الناس ويوقف السيارات ليسأل من أين أنت. كيف يثق الناس بالحكومة إذا كانت الحكومة تمارس القتل؟quot;. ويزعم محامي الحزب صادق البصري انه كان هناك إتصال بين البلطجية والمروحيات التي كانت تحوم فوق المحتجين للتنسيق مع الحراس على الأرض.

ووجه حزب جمعية الوفاق يوم الأحد رسالة مفتوحة الى الحكومة يطلب فيها إزالة كل الميليشيات من الشوارع ونقاط التفتيش وتحمل المسؤولية عن حماية الجمعيات السياسية وإعادة قوات درع الجزيرة الى بلدانها، بما في ذلك العربية السعودية التي ارسلت 100 دبابة الى المنامة في 13 آذار ـ مارس. لكن مراقبين يستبعدون ان تستجيب الحكومة البحرينية لهذا المطلب، بل أشار وزير الخارجية يوم الجمعة الى ان قوات من quot;ثلاثة أو اربعةquot; بلدان اخرى اعضاء في مجلس التعاون الخليجي قد تنضم الى القوات السعودية.