يختتم وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الخميس زيارته إلى روسيا التي خصّصت للتداول بشأن تطورات الساحة البحرينية والأوضاع في ليبيا واليمن وقضية النووي الإيراني والتسوية في الشرق الأوسط وقضايا أخرى تتصل بالعلاقات الثنائية بين موسكو والرياض.


موسكو: يستكمل وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل اليوم محادثاته مع القيادات الروسية بشأن تطورات الساحة البحرينية وتداعيات الأوضاع في ليبيا واليمن وقضية النووي الإيراني والتسوية في الشرق الأوسط وقضايا أخرى تتصل بالعلاقات الثنائية بين موسكو والرياض، كما يبلغ الروسي دميتري ميدفيديف رسالة شفوية من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بهذا الخصوص.

تأتي زيارة وزير الخارجية السعودي في إطار جولة أوروبية للوزير السعودي، شملت حتى الآن باريس ولندن وتستمر حتى يوم غد الجمعة موعد عودته إلىبلاده.

وأكد ديبلوماسي سعودي لـquot;إيلافquot; أن الأمير سعود الذي سيلتقي أيضًا رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف، وسيبحث على نطاق واسع تفاصيل الأوضاع في كل من البحرين وليبيا واليمن، كما سيبلغ موسكو تأييد بلاده quot;المطلقquot; تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 من أجل حماية المدنيين في ليبيا.

وقد بدأت قوات التحالف الغربية بقيادة بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة بشنّ ضربات عسكرية ضد نظام العقيد معمّر القذافي يوم السبت الماضي.

وكانت روسيا قد امتنعت عن التصويت على القرار رقم 1973 في مجلس الأمن الدولي، الذي قضى بفرض حظر جوي على ليبيا واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين.

وعلمت quot;إيلافquot; أن ترتيبات تجري حاليًا لعقد اجتماع للجنة الأمن بين روسيا وجامعة الدول العربية لبحث سبل التعامل مع الأوضاع في المنطقة وتطورات السلام في الشرق الأوسط قبل منتصف العام الجاري.

والمح ديبلوماسي سعودي، طلب عدم الإفصاح عن هويته، إلى أن هناك مشاورات تتم حاليًا بين عدد من العواصم العربية بغية عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب يتجه إلى دعم القرار الدولي بشأن ليبيا، وتأكيد الرفض العربي الكامل لأي تدخلات خارجية في الشأن البحريني مع تأييد خطوة وموقف المنامة في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحفاظ على استقرارها ووحدتها الوطنية ودعم مبادرة ولي العهد البحريني للحوار الوطني وحثّكل الأطراف على الانضمام إلى هذه المبادرة من دون شروط مسبقة.

وأضاف المصدر أن الأمير سعود سيقدم شرحًا وافيًا لموقف بلاده من التطورات على الساحة اليمنية، وأهمية أن تلعب جميع الأطراف اليمنية دورًا مسؤولاً في تحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي واتخاذ الإجراءات الفورية لنزع فتيل الوضع المتوتر ومنع المزيد من العنف مع التشديد على ضرورة الاستجابة لمطالب الشعب اليمني.

وعلمت quot;إيلافquot; أن دولاً عربية ستنضم قريبًا إلى التحالف الدولي والمشاركة في العمليات العسكرية في ليبيا. وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أعلن الأربعاء أن الكويت والأردن سيقدمان quot;دعمًا لوجستيًاquot; للعملية.

واعتبرت القوى الغربية دعم الجامعة العربية لفرض منطقة حظر جوي في ليبيا أحد ابرز التبريرات لعمليات القصف التي تقوم بها ضد ليبيا.

وتمثلت الإمارات العربية المتحدة والأردن والمغرب والعراق وقطر والجامعة العربية في قمة باريس التي أطلقت التدخل العسكري. لكن قطر وحدها هي التي نشرت حتى الآن طائرات دعم في أول مساهمة لها الثلاثاء.

وأعلنت الإمارات الاثنين أنها تريد أن يقتصر التزامها في ليبيا على المساعدة الإنسانية. ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس إجتماعًا طارئًا لدراسة الأوضاع في ليبيا.

يشار إلى أن المتحدث باسم الخارجية البريطاني أعلن أمس أن الأمير الفيصل ونظيره البريطاني وليام هيغ quot;اتفقا على أن قوات دول مجلس التعاون الخليجي الموجودة في البحرين بناء على دعوة شرعية من حكومة البحرين، ينبغي أن تعمل على تهيئة الظروف المناسبة للحوار الوطنيquot;.

وقال quot;إن المملكة المتحدة ستواصل العمل بشكل وثيق مع المملكة العربية السعودية بشأن مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك التهديد المستمر الذي شكله برنامج إيران النووي، وعملية السلام في الشرق الأوسط، وعملية السلام في أفغانستان، حيث ترغب المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية في العمل معًا لدعم أي عملية انتقالية والمصالحةquot;.

وتتوقع مصادر أن تعلن موسكو بعد الزيارة عن تفهم الموقف الخليجي من خلال إرسال قوات درع الجزيرة إلى البحرين تلبية لنداء المنامة.

وازداد التوتر بين دول الخليج وإيران بعدما دانت طهران نشر قوات خليجية خلال الأسبوع الماضي في البحرين. ومنذ قيام الثورة في إيران عام 1979 يشجّع النظام الشيعي في هذا البلد الشيعة في البحرين وبقية دول المنطقة على الانتفاضة ضد أنظمة الحكم في الدول الست ضمن سياسة تصدير الثورة الإيرانية.