ذكرت مصادر موثوقة لـ(إيلاف) أنّ وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل سيزور روسيا خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة، ناقلاً رسالة شفوية من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف تتصل بتطورات الساحة البحرينية وتداعيات الأوضاع في ليبيا وقضايا أخرى.


الرياض: علمت quot;إيلافquot; من مصادر موثوقة أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل سيصل إلى موسكو خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة في زيارة قصيرة، ينقل خلالها رسالة شفوية من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف، تتصل بتطورات الساحة البحرينية وتداعيات الأوضاع في ليبيا، إضافة إلى بحث مستجدات المنطقة، ومسائل إقليمية محل اهتمام مشترك.

تأتي زيارة وزير الخارجية السعودي في إطار جولة أوروبية للوزير السعودي،شملت حتى الآن باريس ولندن، وتستمر حتى يوم الجمعة المقبل وسبقتها زيارة إلى القاهرة.

وتلقّى الأمير سعود الفيصل البارحة اتصالاً هاتفيًا من وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تمحور حول الأوضاع في البحرين وليبيا.

وعلم أن الوزيرة كلينتون اطلعت الوزير الفيصل على نتائج لقائها في باريس خلال الأسبوع الفائت مع ممثلي المجلس الوطني الليبي.

وتقول مصادر ديبلوماسية في الرياض إن جولة الأمير سعود الفيصل تهدف إلى إيضاح الموقف السعودي تجاه أحداث المنطقة في ظل تردد أنباء عن مساع ديبلوماسية تنوي تلك العواصم القيام بها لاحتواء الموقف في البحرين وعدم امتداده على نطاق إقليمي، خاصة بعد توافر معلومات استخباراتية تؤكد تدخل إيران في الشؤون البحرينية وتأجيج موجة الاحتجاجات هناك quot;لخلق تيارات تلتقي مع تنفيذ مخططات طهران في المنطقةquot;.

وألمحت مصادر سعودية أن الرسالة الملكية التي يحملها الفيصل إلى القيادة الروسية تؤكد على رفض الرياض ومعها بقية عواصم دول مجلس التعاون الخليجي أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية للبحرين، وان هذا الموقف ثابت وراسخ لا يقبل المساومة أو التفاوض بشأنه مع أيّ كان.

كما تؤكد الرسالة على أن quot;روسيا دولة مهمة جدًا، ويجب أن تضطلع بدور نشط في احتواء التوترات في المنطقةquot;. وتتوقع مصادر أن تعلن موسكو بعد الزيارة عن تفهم للموقف الخليجي من خلال إرسال قوات درع الجزيرة إلى البحرين تلبية لنداء المنامة.

وازداد التوتر بين دول الخليج وإيران بعدما دانت طهران نشر قوات خليجية خلال الأسبوع الماضي في البحرين. ومنذ قيام الثورة في إيران عام 1979 يشجّع النظام الشيعي في هذا البلد الشيعة في البحرين وبقية دول المنطقة على الانتفاضة ضد أنظمة الحكم في الدول الست ضمن سياسة تصدير الثورة الإيرانية.

في ما يختص بالوضع الليبي، دعا الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف أمس الإثنين إلى توخّي الحذر في تقويم الوضع في ليبيا، وتجنب استخدام عبارات من مثل quot;الحملات الصليبيةquot;، مؤكداً أن روسيا لن ترسل أية قوات إلى ليبيا إذا تحولت الحملة الدولية إلى عمليات عسكرية برية.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية quot;نوفوستيquot; عن ميدفيديف قوله انه quot;ينبغي علينا أن نكون دقيقين في التقويم، إذ لا يجوز في أي حال من الأحوال استخدام عبارات تؤدي من حيث الجوهر إلى صدام الحضارات مثل حملات صليبية وغيرهاquot;.

جاء كلام الرئيس الروسي بعد ساعات من تشبيه رئيس وزرائه فلاديمير بوتين قرار الأمم المتحدة الصادر في حق ليبيا بالحملات الصليبية خلال القرون الوسطى.

وأوضح ميدفيديف أن عدم استخدام روسيا حق النقض أثناء التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 جاء عن وعي وإدراك، لأن موسكو لا تعتبر القرار غير صحيح. وأضاف quot;علاوة على ذلك أنا أعتبر أن هذا القرار في مجمله يعكس فهمنا لما يحدث في ليبيا، لكن ليس في كل شيء، لهذا لم نستخدم حقنا في فرض الفيتو، وكان امتناعا واعيا عن التصويتquot;.

وقال إن quot;كل ما يحدث في ليبيا اليوم له علاقة بالسلوك الشائن للقيادة الليبية وبالجرائم التي ارتكبتها ضد شعبها. ينبغي ألا ننسى ذلك، كل ما حدث يعتبر من عواقب هذا السلوكquot;.

وأكد ميدفيديف أن العملية الجوية ضد ليبيا قد تتحول إلى عمليات عسكرية برية، مشدداً على أن روسيا لن ترسل قوات للمشاركة في هذه العمليات، كما لا تعتزم المشاركة في العمليات المتعلقة بحظر الطيران في الأجواء الليبية.

في الوقت عينه أشار الرئيس الروسي إلى أن روسيا مستعدة لبذل جهود وساطة في محادثات سلام حول الشأن الليبي، معرباً عن قناعته بأنه ينبغي على المجتمع الدولي السعي إلى وضع حد للنزاع الدائر في ليبيا عن طريق مفاوضات حتى لا يزداد ضراوة أكثر.

وقال إن قرار مجلس الأمن رقم 1973 يهدف إلى تحقيق هذه الغاية في عناصره المختلفة. وقد بدأت قوات التحالف الغربية بقيادة بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة بشنّ ضربات عسكرية ضد نظام العقيد معمّر القذافي يوم السبت.