كارلا نفاع: يشهد ساحل العاج حسمًا نهائيًا للأحداث بعد هجر رئيس الجيش الرئيس لوران غباغبو وفقًا لمونيكا مارك من صحيفة quot;تايمquot;. وقد التجأ الجنرال فيليب مانغو مع عائلته في منزل سفير دولة جنوب أفريقيا في ليلة 30 مارس/آذار. وقد قاد مانغو الجيش القومي الموالي لغباغبو طيلة أربعة أشهر منذ أن خسر الانتخابات في أكتوبر/تشرين الأول.

أما بالنسبة إلى مسؤولين مرموقين فقد فقد ولاءه نتيجة إغلاق مدينة أبيدجان الرئيسة من قبل القوات المناصرة لمنافس غباغبو quot;حسن وتاراquot;. وقد ذهل غباغبو لانعدام ولاء مانغو. في حين يتحدث غباغبو إلى التايم عن سبب العداء، قائلاً إن ملازم أول من الجيش القومي اتصل به يوم الخميس ليتأكد من صحة الخبر.

وقال هذا الأخير: quot;من منظور عسكري، انتهت اللعبة. لا يمكن لأحد الذهاب إلى المعركة من دون قائد.. لمن ولماذا نحن نحارب؟quot;. ويرى الملازم الأول أن انهزام غباغبو وشيك. وأضاف: quot;كان مانغو لعبة لمدة طويلة.quot; وقال وزير خارجية جنوب إفريقيا إن مانغو وعائلته منحوا اللجوء على أسس إنسانية.

يتوّج هذا السفر المفاجئ لمانغو انعكاسًا لزخم مناصري وتارا. فالرابح بحسب تدقيقات الأمم المتحدة محاصر في فندق في أبيدجان من قبل قوات حفظ السلام، وهو الآن لا يملك القوة، في حين أن الرئيس المقال يرفض التخلي عن مقاليد السلطة، علمًا أن غباغبو مدعوم من الجيش وفي زمامه تلفزيون الأمة. فهو قد أبقى على شرعيته من خلال حرب، ما أدى إلى انتفاضة الآلاف من الشبان في 17 مارس/آذار.

وقد عمّت البلاد حالة من غياب القانون، في حين يحوز وتارا على اعتراف دولي بجيشه بعدما أصدر مرسومًا يعترف بثوار quot; القوات الجديدةquot; السابقة الذين سيطروا على النصف الشمالي منذ الحرب الأهلية التي حصلت في العام 2002. فيعرف الجيش الجديد بالقوات الجمهورية. ودعا متحدث باسم حكومة غباغبو إلى وقف لإطلاق النار نهار الثلاثاء، في حين تتقدم القوات الموالية لوتارا. إلا أن غباغبو يتجاهل إنذار أخير من وتارا في التنحي سلميًا.

أما أبيدجان، مركز السلطة، فتعمّها الفوضى، في حين اندلعت معارك حول القصر الرئاسي، حيث يتمركز غباغبو. ويلاحظ وجود شباب مدجج بالسلاح على الحواجز لمنع السكان من الخروج إلى الشارع. وقد بدأ غباغبو يعتمد بشكل رئيس على ميليشيا الشبان، في حين بدأ جيشه يتلاشى بعد معارك حدثت مع المتمردين المناوئين لغباغبو المعروفين quot;بالكوماندوس اللامرئيquot;.

وقال أحد سكان أبوبو، مركز المتمردين اللارسمي quot;شهدنا دعمًا في غضون الأيام الأخيرةquot;. وتحدث آخر عن مجموعة من الدبابات تقوم بدوريات في المدينة يوم الخميس.

هذا ويواجه مناصرو غباغبو تحديات على جبهات عدة. فقد سقطت العاصمة السياسية ياماسوكرو في 30 مارس على يد القوات الجمهورية، إذ خرقت منطقة عازلة تسيطر عليها قوات الأمم المتحدة، وشقّت طريقًا طوله 230 كلم جنوبًا ليربطها بأبيدجان. أما يوم الخميس، فكانت القوات الجمهورية متمركزة على بعد 150 كلم من أبيدجان. وقال سكان المنطقة إن قوات وتارا المتقدمة لم يتم ردعها إلا القليل. في المحصّلة، يسود أبيدجان جوّ من السكينة، في حين أغلقت المحال أبوابها منتظرةً المشهد الأخير.