تحبس ساحل العاج أنفاسها السبت عشية الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي يفترض أن تنهي عقدًا من الانقلابات.


أبيدجان: تحبس ساحل العاج أنفاسها السبت عشية الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي يفترض أن تنهي عقدًا من الانقلابات وأعمال العنف بعد حملة شهدت توترًا شديدًا وموت ناشط.

ودعي 5.7 ملايين ناخب إلى التصويت للاختيار بين الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو ورئيس الوزراء السابق الحسن وتارا في جولة ثانية من الانتخابات. وكان المرشحان اختتما الحملة الجمعة بحشد عشرات الآلاف من أنصارهما تمهيدًا للاقتراع الذي يأمل سكان البلاد بأن يسمح بطيّ صفحة الاضطراب السياسي والعسكري.

وقالت مصادر متطابقة إن صدامات جديدة بين أنصار المرشحين أسفرت عن سقوط عدد كبير من من الجرحى. وأثار إعلان الرئيس غباغبو عن منع للتجول مساء الأحد يوم الاقتراع جدلاً حادًا، بينما أكد معسكر خصمه الحسن وتارا أنه quot;لن يلتزمquot; هذا الإجراء.

وفي اليوم الأخير من الحملة التي شهدت توترًا شديدًا، دعا غباغبو إلى quot;إنهاء أحد عشر عامًا من الاضطرابquot; عبر اختيار quot;من أعاد السلامquot; لا من quot;جلب الحربquot;، في انتقادات جديدة لوتارا. وردد الشبان الذين تجمعوا في ساحة الجمهورية الحي الإداري في منطقة بلاتو quot;سننصب غباغبوquot;. وكان هذا المكان شهد في 2002 تظاهرة هائلة quot;ضد الحربquot; بعد محاولة الانقلاب التي أدت إلى تقسيم البلاد.

وتجمع عشرات الآلاف من مؤيدي وتارا في حي أبوبو الشعبي (شمال) أحد معاقله في العاصمة التي يسيطر عليها خصمه. وتحت أمطار غزيرة، حيا وتارا الحشد الهائل ودعاه إلى quot;التصويت بكثافةquot;. وردد الشبان الذين كانوا يغنون ويرقصون quot;لا نريد منع تجولquot;.

وكان الرئيس المنتهية ولايته أثار مفاجأة عند إعلانه الخميس عن منع التجول اعتبارًا من الساعة 22:00 (بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينتش) من الأحد، خلال مناظرة مع خصمه. وقال في مقابلة مع شبكة التلفزيون الفرنسية فرانس-24 وإذاعة فرنسا الدولية إنه quot;إجراء لردع بعض المتطرفينquot;.

لكن التحالف المؤيد لوتارا quot;تجمع هوفويت للديموقراطية والسلامquot; قال إنه قرار quot;غير مبررquot;، مؤكدًا أن quot;الباب مفتوح للتزويرquot;.
ورأى رئيس الوزراء غيوم سورو أن quot;لا سبب لإصدار مرسومquot; يفرض منع التجول، مؤكدًا أنه quot;يمكننا إجراء انتخابات هادئةquot;.

لكن مواجهات جديد اندلعت بين أنصار المرشحين في أبيدجان غداة مقتل أحد مؤيدي غباغبو في معقله في وسط غرب البلاد. وقال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس إن الصدامات اندلعت في حيي يوبوغون وأتيكوبي الشعبيين (شمال)، موضحًا أن عشرات الأشخاص جرحوا.

وذكر مصدر أمني أن اشتباكات أخرى وقعت خصوصًا في حي أبوبو (شمال)، مشيرًا إلى سقوط جرحى. تأتي الانتخابات بعد انقلاب حصل في 1999 وانقلاب فاشل أدى في 2002 إلى مواجهات سيطر المتمردون بعدها على الشمال.

وقد أرجىء الاقتراع ست مرات منذ نهاية ولاية غباغبو في 2005. وضاعف رجال الدين والمنظمات غير الحكومية والدبلوماسيون والأمم المتحدة الدعوات إلى الهدوء. ويلتقي الوسيط في أزمة ساحل العاج، رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري السبت المرشحين عشية يوم الاقتراع.

وتحسبًا لاندلاع أعمال عنف قرر مجلس الأمن الدولي نقل قوات الأمم المتحدة المنتشرة في ليبيريا المجاورة، وقوامها 500 عنصر ووحدة جوية، لتعزيز عمليات الأمم المتحدة في ساحل العاج (أكثر من 8500 رجل)، كما ينشر مركز القيادة المشتركة الذي يضم الجيش النظامي والمتمردين، مزيدًا من العناصر. والأجواء متوترة أساسًا في هذا البلد المتعدد الإتنيات، بين الشمال المتمرد ووسط غرب البلاد الموالي للسلطة.