صنعاء: قتل 17 من المحتجين على نظام الرئيس علي عبد الله صالح واصيب المئات الاثنين بعد ان اطلق الجيش اليمني وقوات الامن النار لتفريق المتظاهرين الذين خرجوا بعشرات الالاف في مدينة تعز جنوب صنعاء، في حين تخشى واشنطن ان يستغل تنظيم القاعدة اي quot;فراغ سياسيquot; في البلاد.
وسقط القتلى برصاص قوات الامن وكذلك مدنيين مسلحين متمركزين على اسطح بعض الابنية اثناء مسيرة الى مقر المحافظة. وقال الدكتور صادق الشجاع مدير المستشفى الميداني في ساحة الاعتصام في تعز ومصادر طبية لوكالةالأنباء الفرنسية إن quot;17 شخصا قتلوا بالرصاص الحي كما اصيب المئات باصابات مختلفة بيهم اكثر من مئة اصيبوا بالرصاصquot;.
وكان الشجاع وصف الحالة في المستشفى الميداني بانها quot;سيئة جداquot;. وقامت قوات الامن والجيش باطلاق النار لتفريق المتظاهرين الذي خرجوا في quot;يوم غضبquot; بعشرات الالاف في شوارع المدينة التي تشهد مواجهات دامية لليوم الثاني على التوالي.
وذكر شهود عيان ان تعز تشهد توترا كبيرا بعد ان انطلقت الاثنين تظاهرات من عدة نقاط في المدينة نحو مبنى المحافظة، فيما اطلقت قوات الامن والجيش النيران على المتظاهرين لتفريقهم. وتمكن المحتجون بحسب الشهود من محاصرة مبنى القصر الجمهوري ومبنى محافظة تعز وبداخله المحافظ ، وذلك بالرغم من قيام مناصرين للمحافظ وللنظام باطلاق النار عليهم عند دخولهم باحة مبنى المحافظة.
وكانت المدينة شهدت امس الاحد تحركات ضخمة مطالبة برحيل الرئيس علي عبدالله صالح ومواجهات مع قوى الامن اسفرت عن قتيل ومئات المصابين في صفوف المحتجين. وذكرت مصادر محلية ان السلطات اعتقلت حوالى ثلاثين شخصا على خلفية الاحداث في المدينة امس الاحد.
وفي صنعاء، منعت قوات الجيش اليمني المنشقة بقيادة اللواء علي محسن الاحمر حوالى مئتي شرطي من اقتحام ساحة اعتصام المطالبين برحيل الرئيس علي عبدالله صالح في وسط صنعاء، حسبما افاد شهود عيان.
وذكر الشهود ان قوات من الفرقة الاولى المدرعة التابعة للواء الاحمر صدت نحو مئتي شرطي من قوات الامن المركزي حاولوا الدخول الى ساحة التغيير من الجهة الجنوبية عبر شارع الوحدة. واوضح شهود ان الشرطة حاولت التقدم مسلحة بالهراوات والقنابل المسيلة للدموع نحو ساحة الاعتصام امام جامعة صنعاء، واجهها عناصر الجيش واوقفوها من دون استخدام الرصاص.
وفي مدينة الحديدة الساحلية في غرب البلاد، اكدت مصادر طبية انه تمت معالجة عشرات الاصابات بالرصاص الحي والحجارة اضافة الى حوالى حالة اختناق جراء تنشق الغازات المسيلة للدموع بعد تجدد الاشتباكات في المدينة بين قوات الامن والمتظاهرين. واكد متظاهرون ان المواجهات حصلت في ساحة الاعتصام بوسط المدينة وفي الشوارع المجاورة لها.
وامام تصاعد اعمال العنف، اعرب البيت الابيض الاثنين عن قلقه من استغلال تنظيم القاعدة لاي quot;فراغ سياسيquot; في اليمن. وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني quot;اننا بطبيعة الحال قلقون من رؤية القاعدة وجماعات اخرى يحاولون استغلال فراغ سياسي في هذه الفترة من اعمال العنفquot;.
واضاف خلال تصريحه اليومي للصحافيين quot;هذا احد الاسباب التي ندعو من اجلها الى الحوار واطلاق الجدول الزمني للعملية الانتقالية الذي تحدث عنه الرئيس صالحquot;.
وقال مسؤولون يمنيون لشبكة سي ان ان إن الدور الأميركي بدء بقوة السعي لإيجاد حل سلمي للأزمة اليمنية، يقوم على نقل السلطة، مشيرين إلى أن النقاش ما زال يدور حول بعض النقاط، بينها تحديد موعد تنازل الرئيس علي عبدالله صالح عن السلطة.
وفي حين ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الاحد نقلا عن مسؤولين اميركيين ويمنيين ان الحكومة الاميركية في طور سحب دعمها للرئيس اليمني علي عبد الله صالح وتسهيل رحيله، اكتفى كارني بالقول quot;نعتقد ان بوسعنا العمل مع الحكومة اليمنية. نحن لا نركز على فرد بعينهquot;.
واشارت الصحيفة الاميركية الى ان مسؤولين اميركيين ابلغوا حلفاءهم اليمنيين ان واشنطن التي دعمت منذ زمن طويل صالح، وquot;تجنبت انتقاده علناquot;، لا يمكنها الاستمرار في ذلك امام الاحتجاجات الشعبية الكبيرة التي يواجهها وأن على الرئيس اليمني مغادرة السلطة.
ولفتت نيويورك تايمز الى ان هذا الامر لا يؤدي في المقابل الى اعادة النظر في موقف واشنطن من العمليات الاميركية لمكافحة الارهاب في اليمن. وقال مسؤول اميركي طلب عدم كشف اسمه للصحيفة ان المواجهة المستمرة بين صالح ومعارضيه quot;كان لها اثر سلبي مباشر على الامن في سائر انحاء اليمنquot;.
وبحسب برقيات دبلوماسية سرية كشفها موقع ويكيليكس مؤخرا، فان مسألة خلافة الرئيس اليمني مطروحة منذ العام 2005 في الولايات المتحدة. وسقوط حليف واشنطن سيمثل بحسب وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس quot;مشكلة حقيقيةquot;.
من جهتها، عرضت دول الخليج العربية وساطتها بين المعارضة والسلطة في اليمن اثناء اجتماع في الرياض. وقال وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي ان الحكومة اليمنية على استعداد لدراسة كل الافكار التي ستعرضها دول مجلس التعاون الخليجي لتجاوز الازمة الحالية في بلاده.
التعليقات