أطلقت دول مجلس التعاون الخليجي مبادرة وساطة جديدة في خطوة قد تعدّ الأخيرة لـquot;حل الأزمة في اليمنquot;، فيما جاءت زيارة وزير الدفاع الأميركيالأربعاء، الثالثة إلى المنطقة خلال شهر واحد فقط، لتؤكد مخاوف واشنطن من الأزمة القائمة في اليمن.


في الوقت الذي سحبت فيه الولايات المتحدة الأميركية دعمها لعلي عبدالله صالح، أطلقت دول مجلس التعاون الخليجي مبادرة وساطة جديدة في خطوة قد تعد الأخيرة لـquot;حل الأزمة في اليمنquot;، فيما جاءت زيارة وزير الدفاع الأمريكي اليوم الأربعاء في زيارة ثالثة إلى المنطقة خلال شهر واحد فقط لتؤكد مخاوف واشنطن من الأمة القائمة في اليمن.
إذ ترى واشنطن أن اليمن يشكل أهم مصدر لتهديدات القاعدة في المنطقة، وسبق أن أعربت واشنطن عن خشيتها من إمكان استغلال القاعدة لأي فراغ في اليمن. مجلس التعاون الخليجي أبدى استعدادًا عمليًا للوساطة عندما بعث رسله لصالح اليوم الأربعاء يدعونه فيها إلى العاصمة السعودية الرياض، في الوقت الذي قالت فيه أحزاب المعارضة اليمنية إن الوساطة يجب أن تكون فقط لـquot;بحث رحيل صالح سلمياquot;.
الشارع اليمني هو الآخر كان على موعد للتعبير عن رفضه بحث بقاء صالح في الحكم، إذ تواصلت في اليمن المظاهرات الشعبية المطالبة برحيله، مخلفة وراءها كالعادة عشرات القتلى ومئات الجرحى، على أيدي قوات الأمن اليمنية.
وقال المتحدث باسم ائتلاف اللقاء المشترك محمد الصبري إن المعارضة ترحب بموقف مجلس التعاون الخليجي الذي يحترم خيارات الشعب اليمني وترحب أيضًا بأي جهود تبذل من أجل سرعة رحيل صالح.
وينتظر أن يحث السفراء الخليجيون شخصيات يمنية معارضة على المشاركة في محادثات الوساطة التي دعا لإجرائها في الرياض مجلس التعاون الخليجي.
في حين قوبلت الوساطة التي أطلقها وزراء خارجية دول المجلس لإقامة حوار بين الحكومة والمعارضة اليمنية لإنهاء الأزمة السياسية برفض قاطع من شباب الثورة المعتصمين في 15 محافظة يمنية.
وأعلنت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية في بيان رفضها المطلق لأي مساع لا تحقق المطلب الأساسي للثوار المتمثل برحيل فوري وغير مشروط للرئيس اليمني علي عبد الله صالح ونظامه.
وجاء في البيان الذي تُلِيَ على منصة ساحة التغيير بصنعاء quot;لقد حملنا الشهداء الذين رَوُوا بدمائهم هذه الثورة وضحوا بأرواحهم من أجلها أن نحميها، وأي حلول لا ترتقي إلى إسقاط النظام تعد خيانة للدماء والأرواحquot;.
وشدد البيان على أنه quot;لا أوصياء على الثورة التي تمثل إرادة الشعب اليمني الذي ضرب أروع الأمثلة في الصبر والتضحية والصمودquot;.
الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني دخل على خط التصريحات الساخنة حول الأزمة اليمنية محاولاً تبريدها بحرصه على بذل أي جهد يسهم في الحفاظ على أمن اليمن واستقراره وسلم أهله ووحدته وصولاً إلى اعتبار قضيته quot;إقليميةquot;، رافضًا أن تكون هذه الجهود quot;بديلةquot; بأي حال من الأحوال عما يراه الشعب اليمني بكل مكوناته.
وقال quot;إن وساطة المجلس تتطلب قبول كل الأطراف المعنية من دون استثناءquot;، مشيرًا إلى أن المجلس لا يزال في انتظار موافقة بعضها قبل تحديد أي موعد للاجتماع لتوفير الأجواء المناسبة للنجاح.
يأتي ذلك في الوقت الذي اتهمت فيه منظمة العفو الدولية السلطات اليمنية في تقرير صدر عنها اليوم الأربعاء؛ باستخدام quot;القوة المفرطة على نحو فجquot; ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة، داعية إلى إجراء تحقيق خارجي في تلك الهجمات. وقالت المنظمة الحقوقية، التي تتخذ من لندن مقرًا لها، في تقرير عن أنّنحو 100 شخص قتلوا منذ بداية العام الجاري عندما اندلعت مظاهرات ضد الرئيس علي عبد الله صالح الذي يحكم البلاد منذ نحو 32 عامًا.
واتهمت المنظمة في تقريرها الصادر في أربعين صفحة تحت عنوان quot;لحظة الحقيقة لليمنquot; اتهمت السلطات اليمنية بالتصرف بـما وصفته بـquot;عدم الاكتراثquot;، وتواصل quot;حلقة للإفلات من العقابquot;.
ميدانيًا، قُتل متظاهر وأصيب 30 آخرون بجروح ليل الثلاثاء إلى الأربعاء، حسبما أفاد متظاهرون وشهود عيان.