أكد الشيخ خالد الملا رئيس جماعة علماء العراق في الجنوب إن المشكلة الحقيقية في العراق طائفية، وليست سياسية، مشيرا الى ان الواقع العراقي مؤلم، ومستشهدا بعدد التلاميذ المتسربين من المدارس.
رفض الشيخ خالد الملا رئيس جماعة علماء العراق في الجنوبفي حديث مع quot;إيلافquot; الاصوات الداعية الى تأجيل انعقاد القمة العربية في بغداد. وقال ان ذلك مؤامرة ضد العراق لكي لا يأخذ دوره العربي. واعرب عن استغرابه من الدعوات التي ظهرت أخيرًا لمحاكمة المسؤولين عن احداث الفلوجة علم 2004، مؤكدًا ان الغرض منها سياسي، ليس الا .. وفي ما يلي ما جاء في الحديث:
* هناك من يتحدث عن عدم انسحاب الاميركيين من العراق او تأجيله الى ما بعد نهاية العام الحالي كما هو متفق عليه، ما رأيك؟
- هذا ترهل في هذه المعاهدات والاتفاقيات، وهذا يدل على اطماع اخرى يسعى اليها المحتل، ولكن اتصور ان الشعب العراقي بات عالمًا وفاهمًا كل مخططات العدو، المحتل ما زال في ارض .. هذا يعني .. لاتزال المشاكل بين العراقيين، وسوف تبقى هذه الاخفاقات عند هذه الحكومة او تلك، حلّنا ان يخرج المحتل، ولا نسمح ببقائه خلافًا للاتفاقية التي وقعت قبل سنة من اعضاء مجلس النواب.
* كيف يمكن العمل على اخراج الاميركيين؟
- من واجب المثقف العراقي ان يساهم في اخراج المحتل، كما تساهم الطلقة والمجاهد في ساحة المعركة في اخراجه، ايضًا من واجب المثقف العراقي عن طريق مسرحيته او قصيدته او مقالته وحتى الخطيب في جمعته، يستطيع العراقيون بكل الجميع ان يصنعوا ثقافة جديدة، سيما ثقافة الوحدة الوطنية، التي من خلالها ننتج وحدة اسلامية، اذا استطعنا ان نفلح بالوحدة الوطنية والاسلامية فسوف لن يكون هناك مكان للمحتل ولا لغيره.
* كيف ترى الواقع العراقي بصراحة؟
- الواقع العراقي واقع مؤلم ..، مؤلم بكل ما تتصور، في الأمس القريب، وانت تسألني عن الواقع العراقي، في الامس .. وليس قبل الامس، سمعت وقرأت في احدى القنوات الفضائية ان اكثر من 2500 طالب تسربوا من الدراسة في كربلاء، هذه حقيقة اخفاقة، كنت اتصور ان وزارة التربية اليوم تصبغ حائطها بجدار اسود، تعلن الحزن والكآبة على مثل هذه النسب، هذا في كربلاء، كم هم في البصرة وكم هم في بغداد وكم هم في ذي قار وهكذا، اذن التحديات التي تواجه المجتمع العراقي تحديات كبيرة من مجتمع عرفه التاريخ، انه علم الانسانية الكتابة بالقلم، اليوم نسمع ارقامًا بالملايين هم امّيون، فهذا حقية شيء مؤلم.
*من يتحمل هذه المسؤولية برأيك؟
- ان المسؤولية تضامنية بين المواطن والحكومة، لكن العبء الاكبر يلقى على الحكومة، إنما الحكومة اليوم اقولها لك عاجزة عن ان تقف وتتصدى لمثل هذه المشاريع، لاننا ما زلنا في داخل الحكومة، الى هذه اللحظة، ما زلنا نتخاصم وما زلنا نتفاهم وما زلنا نرضي هذه الكتلة او تلك الكتلة على تعيين وزير دفاع او وزير داخلية، الحكومة اليوم ليست في صدد ان تهنض الاعباء الكبيرة، واتمنى ان اكون مخطئًا في كلامي، ولكن مع هذا نقول: انه واجب الحكومة وعلى الحكومة ان تعي، لكن مشكلتنا وحلها حل تضامني بين المواطن وبين الحكومة.
* هل تعتقد فعلاً ان البرلمان يؤدي دوره؟
. البرلمان يؤدي دورًا بمقدار معين، لكننا نطمح ان يؤدي دورا اكبر مما نتمناه.
* ما رأيك بالتصريحات التي اطلقها البعض من ان العراق ليس بامكانه قيادة العمل العربي وطلب تأجيل عقد القمة العربية في بغداد؟
- هذا اضعاف للدور العراقي، وهذه مؤامرة اسجلها من خلالكم ضد الدور التاريخي والريادي للعراق كوطن عربي واسلامي ومهم في المنطقة، هنالك مؤامرة للاسف، ويزعمها بعض الزعماء او بعض الحكومات العربية لكي تفشل القمة العربية التي ستعقد في بغداد، لانه الاوان آن ان تخرج الصرخة من بغداد لكي تناشد العرب بأن يلتفتوا للعراق وان يلتفتوا الى شعوبهم، وان يعبّر العراقي عن مأساته خلال ثمان سنوات، ومن هو الذي تسبب في قتل ابنائه، هنالك مخططات خارجية، ومنها عربية، لافشال القمة، وعلى الحكومة العراقية ان تتيقظ لمثل هذه المؤامرات ومثل هذه التحديات، ولابد للقمة ان تعقد في بغداد، واليوم اسمي بغداد .. بغداد العراقيين جميعًا.
* ما رأيك بدعوات اعتبار ما حدث في الفلوجة عام 2004 ابادة جماعية ومحاسبة المتسببين فيها؟
- للاسف الشديد بين الحين والاخر تحاول بعض الجهات إثارة هذه القضية او تلك القضية، وانا لا اشكك بالنوايا، لدوافع سياسية بحتة لا علاقة للمواطن بها، والا لماذا في هذا الوقت تحديدًا يطالبون تارة بـ (الزرقة) وتارة بالفلوجة وتارة اخرى في مدن اخرى من العراق، الدم العراقي دم مقدس، ويجب علينا جميعًا ان ندافع عنه، ولكنني احسب ان هذه الفعاليات السياسية دوافعها سياسية بحتة، ولا علاقة للمواطن العراقي بها، لاننا تارة نسمع ان هذا قائد الكتلة الفلانية هو من انبل وارقى الوطنيين، وفي ظرف اخر ندعو الى محاكمته، هذه اشكالية حتى على المثقف العراقي، وهذه اشكالية حتى على المسؤول الحكومي، فعلينا ان ننتبه لمثل هذه المخططات التي تستهدف الاخرين، نحن مع محاكمة أي انسان تسبب بقتل العراقيين، سواء كان من الحكومة او غيرها، ونحن ندعو إلى ذلك، ولكن هذه الدعوات يجب ان لا تكون مبطنة بدوافع سياسية مصلحية وقتية. أما الدعوة الى محاكمة المتهمين بقتل العراقيين فهذه دعوة يجب ان تنفذ ويجب ان تفعل في الساحة العراقية.
* اريدك ان تجيبني بصراحة .. هل المشاكل التي تحدث في العراق بين السياسيين طائفية ام سياسية؟
- والله انت تحرجني بهذا السؤال !!، ولكن سأجيبك بصراحة، مشكلتنا في العراق مشكلة طائفية، يعني .. يحاول السياسيون أن يبرزوا الحالة الطائفية، وخاصة في الاروقة المغلقة من اعين الاعلام واعين الصحافة واعين الكاميرات، لايزال الخطاب الطائفي هو المتداول بين بعض الكتل السياسية او بعض السياسيين، وهذا هو سبب رئيس في تعطيل عجلة الحكومة كما نراها اليوم، الحكومة تريد ان تنهض بالعمل، ولكن ثمة مهبطات من هنا وهناك، والدوافع ظاهرها سياسي، ولكن في باطنها دوافع طائفية، اليوم بدلنا كلمة محاصصة بكلمة الشراكة الوطنية، ومثل هذه الحكومات لن تفلح ابدا ما زلنا نتحاصص طائفيًا في ما بيننا.
التعليقات