فرقت قوات الامن السورية مجموعة من الطلاب تجمعت في جامعة دمشق للتضامن مع قتلى بانياس ودرعا في وقت نددت فرنسا والمانيا باعمال العنف في سوريا.


دمشق: فرقت قوات الامن السورية مجموعة من الطلاب تجمعت امام كلية العلوم في جامعة دمشق للتضامن مع من قضوا في مظاهرات الاحتجاج التي تشهدها سوريا منذ 15 اذار/مارس، واعتقلت بعضهم.

وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي quot;ان قوات الامن تدخلت وفرقت مجموعة من الطلاب تجمعت للتضامن مع شهداء بانياس ودرعا في كلية العلومquot; مشيرا الى quot;ورود انباء عن اعتقالات قامت بها اجهزة الامن الا انه لم يتسن التاكد من العددquot;.

واضاف ريحاوي quot;ان الطلاب كانوا يهتفون quot;بالروح بالدم نفديك يا شهيدquot; لافتا الى وجود quot;تجمع اخر هتف بالروح بالدم نفديك يا بشارquot;.

وبث موقع الفيديو quot;يوتيوبquot; شريطا يظهر تجمعا لعشرات الطلاب في ساحة الجامعة امام مبنى الكلية العلوم في دمشق وهم يهتفون بشعارات تنادي بالحرية والوحدة الوطنية وفداء للشهيد منها quot;الله، سوريا، وحرية وبسquot; و quot;واحد واحد واحد، الشعب السوري واحدquot; و quot;بالروح بالدم، نفديك يا درعاquot;.

كما يبدو في الشريط بعض الطلاب الذين يراقبون المشهد عن بعد دون التدخل او المشاركة.

واشار صاحب الشريط الى ان الشريط يصور quot;مظاهرة طلاب جامعة دمشق من كل الطوائف كردا وعربا والجميع في كلية العلوم بالبرامكةquot;.

وكان ناشط حقوقي سوري اعلن في وقت سابق الاثنين ان الجيش يحاصر مدينة بانياس الساحلية (280 كلم شمال غرب دمشق) وذلك بعدما شيعت المدينة صباحًا اربعة قتلى قضوا امس الاحد في مواجهات دامية.

وكان شهود عيان اكدوا الاحد مقتل اربعة متظاهرين وجرح 22 آخرين برصاص قوات الامن، في حين اعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية quot;ساناquot; تعرض وحدة من الجيش لكمين مسلح، ما ادى الى مقتل تسعة عسكريين، بينهم ضابطان واصابة جنود آخرين بجروح.

وقال الناشط الحقوقي في اتصال من بانياس رافضًا كشف هويته ان quot;الجيش يحاصر المدينة حيث انتشرت حولها 17 دبابةquot;.

واضاف quot;لقد قطعت الكهرباء، والجيش يطلق النار في شكل متقطع لاستفزاز الناس، وحثهم على الرد، الا ان احدا منهم لم يرد باطلاق النارquot;، مشيرا الى ان quot;نداءات اطلقت من منابر الجوامع تناشد الجيش التوقف عن اطلاق النارquot;.

وكشف الناشط ان quot;ثلاثة جنود حاولوا الانضمام الى المحتجين، بعدما رفضوا اطلاق النار، الا ان المسؤولين عنهم اطلقوا النار عليهم، مما تسبب باصابتهمquot;.

وفي دمشق، اعلن رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي ان quot;السكان قاموا صباح اليوم بتشييع القتلى الاربعة الذين قضوا في احداث الاحدquot;، مشيرا الى quot;انهم جميعا من المدنيينquot;.

وقال ريحاوي ان الضحايا هم quot;سامر محمود لولو، ومحمد طالب الضائع، ونزيه حجازي وعماد سليمانquot;. واشار quot;الى ان الوضع هادئ ومستقر اليوم في بانياسquot;، لافتا الى ان quot;الاهالي يتعاونون بشكل ايجابي مع الجيش الذي انتشر على مفارق المدينةquot;.

وناشد ريحاوي الجميع quot;ضبط النفس وعدم اللجوء الى العنفquot;، مجددًا quot;مطالبته بالكشف عن المتسببين بإزهاق ارواح المواطنين السوريين، وتقديمهم الى القضاء في اقرب وقت ممكنquot;.

الغرب يدين قمع المتظاهرين

نددت الحكومة الالمانيةباعمال العنف التي ارتكبتها قوات الامن ضد المتظاهرين في سوريا، ووصفتها بانها quot;مثيرة للسخط وللانشغالquot;. وقال المتحدث باسم الحكومة ستيفن شيبرت خلال مؤتمر صحافي quot;ان العنف الحالي ضد المتظاهرين مثير للسخط وللانشغالquot;.

واضاف ان المواجهات الدامية في العديد من مدن سوريا quot;تشكل انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان اقترفتها الحكومة السورية وقوات الامنquot;.

وشدد على ان quot;الحكومة الالمانية تدين القمع العنيف للمتظاهرين المسالمين وكون المتظاهرين الذين قتلوا او اصيبوا اصابات بالغة كانوا اساسا في درعاquot; المدينة الواقعة على بعد مئة كلم جنوبي دمشق.

وتابع المتحدث ان المستشارة الالمانية انغيلا ميركل تدعو السلطات السورية quot;والرئيس الاسد شخصيا الى الدفاع عن حق التعبير السلمي والتظاهر السلميquot; موضحا ان برلين تنتظر quot;تجسيمquot; الوعود بالاصلاحات السياسية في سوريا. واضاف quot;نحن ندعو الحكومة السورية الى احالة المسؤولين في قوات الامن، على اطلاق النار الذي ادى الى قتل متظاهرين مسالمين، على المحاكمquot;.

بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا quot;تدينquot; اعمال العنف الدامية في سوريا وتدعو دمشق الى quot;الكف فورا عن استخدام القوة ضد المتظاهرينquot;.

وقالت كريستين فاج مساعدة المتحدث باسم الخارجية للصحافيين ان quot;فرنسا تدعو السلطات السورية الى التخلي فورا عن استخدام القوة ضد المتظاهرين والى البدء من دون تأخير بتنفيذ برنامج اصلاحات يستجيب لتطلعات الشعبquot;. واضافت quot;الاصلاح والقمع امران متعارضانquot;.

وأكدت المتحدثة باسم الخارجية ان quot;فرنسا تندد بقوة باعمال العنف التي ادت ايضا مؤخرا الى سقوط اكثر من عشرين قتيلا والعديد من الجرحى في مدن سورية عدة خصوصا في درعا. اعمال العنف هذه غير مقبولةquot;.

واعلنت ان quot;فرنسا تطالب بالافراج عن جميع سجناء الرأي خصوصا الاشخاص المسجونين بسبب مشاركتهم في التظاهراتquot;، منتقدة quot;استمرار الاعتقالات وترهيب الصحافيين، وهي ايضا (ممارسات) غير مقبولةquot;.

وقالت المتحدثة ان فرنسا ترى ان quot;الاطلاق السريع لاصلاحات سياسية فعلية خصوصا رفع حال الطوارئ، وحده كفيل بالاستجابة للتطلعات المشروعة للشعب السوري وبالمساهمة بالتالي في استقرار البلاد، ما يصب في مصلحة الجميع.