استبعد بطريرك الكنيسة المارونية في لبنان تشكيل حكومة جديدة في المدى القريب، ناقلاً عن لسان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن عدم تقيّد السياسيون اللبنانيون بالدستور يعرقل تلك المهمة.


روما: قال بطريرك الكنيسة المارونية في لبنان والعالم بشارة الراعي إنه quot;ليست هناك حاليا أية بوادر في الأفق لتشكيل حكومة جديدة قريباً، لكننا quot;نحن على عجل ونقول إن لبنان لم يعد باستطاعته الاستمرار على هذا المنوال في ظل شلل الحكومة والمؤسسات الدستوريةquot;.

وفي مقابلة أجرتها معه وكالة (آكي) الايطالية للأنباء أثناء زيارته لروما أضاف البطريرك الراعي، quot;تحدثت مؤخرا إلى الرئيس ميشيل سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وقد اعترف لي هذا الأخير بأنه لو تقيّد القادة السياسيون في لبنان بالدستور لانحلّت الأمور، معرباً لي عن قلقه من هذه الناحية، الأمر الذي يقلق الجميع بالتاليquot;، مشيرا إلى أن quot;الشعب لم يعد قادراً على المضي قدما في ظل هذه الظروف، فالجوع يتزايد والهجرة تتكاثر وفرص العمل تشح والاقتصاد يتراجع والديون تتراكم وعدم الاستقرار يخلق لدى المواطنين نوعا من اليأسquot;، حيث quot;يتخرج الشباب من الجامعات دون أن يجدوا عملا ينتظرهم أو آفاقا لإثبات وجودهمquot; حسب قوله.

وأطلق البطريرك الماروني quot;نداء إلى المسؤولين بالإسراع في تشكيل الحكومة لكي تتحمل مسؤولياتهاquot;، فلا quot;يجوز التلاعب بمصير شعب وأمة ودولة في سبيل مصالح وحسابات ربما تكون مُحقّة أو غير مُحقّةquot;، لكن quot;إن أعطيت الأولوية للخير العام وللشعب اللبناني فستتشكل الحكومة بأسرع ما يمكنquot;.

وحول إعلان إيطاليا نيتها تقليص قواتها العسكرية في قوة الطوارئ الدولية يونيفيل، علق البطريرك الراعي قائلا quot;التقينا أمس أمين عام رئاسة مجلس الوزراء الايطالي الذي سألنا إن كان الأوان قد حان لتقليص عدد قواتنا العاملة في لبنان، وما هي قيمة وجودنا؟ فأجبته بأن هناك ايجابيات كثيرة للوجود الايطالي الذي نعرب عن امتناننا الكبير لها لمشاركتها بأكبر عدد من القوات العسكرية مقارنة بالبلدان الأخرىquot;، مؤكدا أن quot;الآونة الحالية لا يسمح بتقليص العدد لأن إسرائيل ما تزال تحتل بعض أراضي الجنوب وهناك حالة استنفار أمني لأي ظرف قد يطرأquot;، وفي هذه الحال quot;لن تتمكن القوات الدولية من ضمان إحكام سيطرتها على الوضع من حيث المقاومة أو من ناحية إسرائيل إن قلصت عديد قواتها، لذا ينبغي لها أن تأخذ بنظر الاعتبارquot; هذا القرار.

أما بشأن موقف الكنيسة المارونية من الانقسام السياسي في الشارع الماروني ولاسيما بين سمير جعجع وميشيل عون، فقد قال quot;دعونا إلى عقد لقاء الأسبوع المقبل لأقطاب من الموارنة الذين يمتلكون ثقلا للتمكن من التأثير في حل الخلاف الحاصل بسبب الخيارات السياسيةquot;، ونأمل أن quot;يضعنا اللقاء في حالة تمكننا من التشاور والتأمل في النقاط التي تشكل أساسا للخلافاتquot;، عسا ذلك أن quot;يكون فاتحة لانطلاقة جديدة على مسيرة وحدتنا الوطنيةquot;، ونحن quot;نركز على أن الثوابت والمبادئ الوطنية هي التي تجمع، ويجب للخيارات السياسية أن تكون متكاملة لا متناقضةquot;.وخلص رأس الكنيسة المارونية إلى القول إن quot;الكنيسة لا تتخذ أي قرار إزاء المشاركة في الحكومة أو عدمه لأنه شأن سياسي بحتquot;، منوها بـquot;الترحيب بأية حكومة تمثل الجميع وتعمل لخيرهم وتسير على توحيدهم لا تفرقتهمquot;، وختم بـquot;دعوة الرب لمنح القوة والنجاح لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء في سعيها الدائم لنقل كلمة الحقيقةquot;.